• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في رحابِ الفكرِ الحسيني ( 7 ) .
                          • الكاتب : رضا الخفاجي .

في رحابِ الفكرِ الحسيني ( 7 )

مما لاشك فيه أن العراقَ هو مهد الحضارة الإنسانية الأولى، فقد أنعمَ اللهُ على هذه الأرض وحباها وأغدق عليها ثروات طائلة ومتنوعة لم تتوفر في أية بقعة أخرى من هذا الكوكب، مما جعلها - ومنذ ابتداء الخلق وعبر العصور المتعاقبة - تحتضن حضارات عديدة لم يكن من الممكن أن تقومَ بدور إنساني فاعل في غير هذه الأرض المباركة..
لقد كان الملكُ (نرام سين) ابن الملك سرجون الأكدي، يُسمى حاكم الجهات الأربعة، أي حاكم العالم القديم آنذاك؛ لأن الموقع الجغرافي للعراق، يؤهله في حالة قيام دولة قوية فيه أن يلعب دوراً أساسياً فاعلاً في السياسة الدولية.. وكما هو معروف في علم السياسة، فان من يسيطر على منطقة قلب العالم يسيطر على العالم، وأن منطقة الشرق الأوسط هي منطقة قلب العالم؛ كونها حلقة الاتصال بين القارات الثلاث، آسيا وأفريقيا وأوربا.. وان موقع العراق الجغرافي هو في قلب منطقة الشرق الأوسط، لذلك كان الصراعُ على أشدّه بين الدول الاستعمارية للسيطرة على هذه الرقعة الجغرافية ذات المواصفات الستراتيجية الفريدة!
لقد نشأ وتطور الفكر الانساني وتعددت مذاهبه ومشاربه في العراق، كذلك شهدت الأرض العراقية صراعاً دامياً بين الطامعين فيه للأسباب التي ذكرنا.. واننا على يقين تام بأن هذا الصراع سوف يتوقف أبداً، إلا أننا نضيف الى الأسباب السابقة سببا نعتقده جوهرياً، وهو الذي بدأ يُرعب طغاة العالم يوماً بعد يوم، بعد أن تأكدوا من حقيقة وجوده، وهو (قيام دولة الحق والعدل الإلهي) بظهور قائم آل محمد المهدي المنتظر (أرواحُنا لمقدمه الفداء)، وان مقر هذه الدولة سيكون في الكوفة المقدسة.
 لقد أيقن الاستكبارُ العالمي أن ظهور صاحب العصر والزمان حقيقة كبيرة وقادمة لا محالة، لذلك راحوا يعدون العدة وبجميع وسائل التقدم التكنلوجي المتوفرة والمحتملة، وراحوا يواصلون استكشاف الفضاء والتوغل في عوالمه اللانهائية، علّهم يصلون الى وسائل رادعة يستطيعون بها (مقاتلة) الحجة بن الحسن (ع)، ولكن (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ).
 إن حالة الضغف والتشتت التي تمر بها الدولة العراقية حالة طارئة مهما حاول الأعداء تحويلها الى حالة دائمة، وأن الأجندات الصهيونية التي يعملُ بها أذنابُ النظام البعثي المقبور، ومرتزقة الوهابية المشبوهة لابد لها أن تزول؛ لأن دوام الحال من المحال، وأن لكل دولة عناصر قوة وعناصر ضعف، وأن عراق الأنبياء والأئمة الأطهار (ع) تتفوق عناصر قوته على عناصر ضعفه، وعلى جميع الأعداء الطامعين أن يدركوا هذه الحقيقة؛ لأن القرآن الكريم يقول: (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
 إذن، لابد أن يأتي ذلك اليوم الذي نقتصّ فيه من الحثالات والمرتزقة الذين أهدروا دماءنا بدون وجه حق، وأن يأتي اليوم الذي نسترجع جميع الأراضي العراقية التي اغتُصبت منا، وعلينا أن نكون أقوياء ونحن نتطلع الى استقبال دولة العدل الإلهي لنكون خيرَ عونٍ له.. (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)..
 والعاقبة للمتقين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158272
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20