• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أكملُكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً .
                          • الكاتب : سرمد سالم .

أكملُكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً

 الخلق معناه السجية، والسجية هي الصفة أو (الطبع) الذي يكتسبه الإنسان منذ صغره، وهذا الأمر يقع على عاتق المربّي الذي بيده ينقش مايريد على طباع الطفل كما ورد في المأثور: (التعلمُ في الصغر كالنقش على الحجر)، فيكبر وتكبر معه هذه الصفات (الأخلاق والعادات...)، وقول الرسول الكريم(ص): (أكملُكم إيمانا أحسنكم أخلاقاً).. حيث يكتسب حسن الخلق أهميته البالغة في حياة الإنسان، فبه إكمال الدين, وبه تُؤسر قلوب المؤمنين, ليسمو كل من يتعامل به بين الناس بشخصية سوية، ومكانة مرموقة, مُحبباً لديهم وعزيزاً عليهم.. وبما أن الدينَ الإسلامي دين القيم والأخلاق والعادات الحميدة، فقد جاءت العبادات لتطهير النفوس، وتنقية القلوب، وتقويم الأخلاق..
وقد عرف الإمام الصادق(ع) الأخلاق قائلاً: (تلين جناحك، وتطيب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن).. ويعرف حسن الخلق بأنه حسن معاشرة الناس ومجاملتهم بالابتسامة، وطيب القول وتبادل الكلمات بلطف، كي ينال محبه الناس في الدنيا، وجنة عالية عرضها السماوات والأرض في الآخرة.. فبه تلين قلب كل من تتعامل معه، وهو من الأماني والآمال التي يعقدها، ويطمح إليها كل عاقل حكيم، ويسعى جاهدا‍ في كسبها وتحقيقها لنيل المحبة والاعتزاز..
 ولقد كان نبينا محمد(ص) المثل الأعلى في حسن الخلق، وغيرها من الكرائم والفضائل، واستطاع بأخلاقه الكريمة أن يملك القلوب قبل العقول، واستحق بذلك مدح الله تعالى عليه بقول عز من قائل: (وانك لعلى خلق عظيم). وقال أمير المؤمنين علي(ع) وهو يوصف أخلاق رسول الله(ص): (كان أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أرَ مثله قبله ولا بعده).
فلنأخذ من النبي الكريم (ص) والأئمة الأطهار (ع) دروساً في حسن الأخلاق، ولنقتدي بهم وبأخلاقهم العليا، وهذه القصة دليل من الدلائل الكثيرة للأئمة الأطهار(ع) على حسن معاملة الناس:
 (عن محمد بن جعفر وغيره قالوا: وقف على علي بن الحسين(ع) رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه، فلم يكلمه، فلما انصرف قال لجلسائه: لقد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا مني ردي عليه، فقالوا له: نفعل، ولقد كنا نحب أن يقول له ويقول، فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، فعلمنا أنه لا يقول له شيئا. قال: فخرج حتى أتى منزل الرجل، فصرخ به، فقال: قولوا له هذا علي بن الحسين. قال: فخرج متوثباً للشر، وهو لا يشك أنه إنما جاء مكافئاً له على بعض ما كان منه.
فقال له علي بن الحسين: يا أخي انك وقفت علي آنفاً وقلت وقلت فان كنتَ قلت ما فيّ فأستغفر الله منه، وان كنتَ قلت ما ليس فيّ فغفر اللهُ لك، قال: فقبّله الرجل بين عينيه، وقال: بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحقّ به).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158281
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19