• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من دروس عاشوراء .
                          • الكاتب : عبد المحسن الباوي .

من دروس عاشوراء

 نحن نَعُدُّ ذكرى عاشوراء ليس مجرّد إثارة للعواطف والمشاعر، أو اجترار للكآبة والحزن، وإنما نحيي هذه الذكرى لنستلهم منها القيم، ولذلك نؤكد على ثلاثة دروس يمكن استفادتها من عاشوراء: 
الدرس الأول: الالتزام بالدين، فالإمام الحسين وأصحابه إنما جاهدوا من أجل بقاء الدين وقيم الإسلام، وليس من أجل أطماع وأغراض دنيوية، يقول الإمام الحسين في سبب خروجه وحركته: (إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر).
 وفي يوم عاشوراء، يقول البطل الهاشمي العباس بن علي بن أبي طالب: 
واللهِ إن قطعتموا يميني   إني أحامي أبدًا عن ديني
ولذلك علينا أن نخرج من أجواء عاشوراء بهذه الروحية، وبعزم وتصميم على الالتزام بتعاليم الدين، والاجتناب عن المعاصي، والتوبة إلى الله تعالى والمواظبة على أداء الصلوات وجميع الواجبات الأخرى.
الدرس الثاني: تحمّل المسؤولية الاجتماعية، فالإمام الحسين (ع) كان بإمكانه أن يبقى في داره، وفي مسجد جدّه - كما أشار عليه كثيرون، وكما فعل آخرون - لكنّه أبى إلاَّ أن يتحمّل مسؤوليته الشرعية والاجتماعية، يقول: (وأنا أحق من غيّر)، لذا فإن علينا أن نتحمّل المسؤولية تجاه وطننا ومجتمعنا، فكل واحد منّا مطالَب بدور، وهذا أمر يمارسه الأفراد في جميع دول العالم تجاه مجتمعاتهم، فينخرطون في المؤسسات التطوّعية لتقديم الخدمات للمستفيدين من هذه المؤسسات.
 جاء في تقرير عن الأعمال التطوّعية في الولايات المتّحدة الأميركية، أن خمسين بالمائة من الراشدين الأميركيين يشاركون في الأعمال التطوّعية، وفي فرنسا يشارك ثلث الشعب الفرنسي في الجمعيات التطوّعية، ولكنّ مجتمعاتنا لا يزال الاهتمام بالعمل التطوّعي فيها محدودًا.
 إن الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية، والأندية الرياضية، واللجان الخدماتية المختلفة، تشكو من نقصٍ في الكوادر والدعم، وهذه المؤسسات تقدم خدماتها للجميع، وهي بحاجة ماسّة للدعم والتنمية والتطوير في مختلف المجالات.. ومادمنا في أيام عاشوراء لابدَّ أن نشير إلى أهمية التفاعل مع مشروع التبرّع بالدم، فهذه حالة إنسانية وفيها الأجر والثواب، وبخاصّة حينما ينوي الإنسان أن يهدي ثواب التبرّع بالدم إلى أبي عبد الله الحسين (ع).
الدرس الثالث: مراعاة حقوق الناس في ليلة العاشر من المحرّم. أمر الإمام الحسين (ع) مناديًا ينادي بين أصحابه: (لا يقتل معنا رجل وعليه دين)، فقام إليه رجل من أصحابه فقال له: (إن عَلَيَّ دينًا وقد ضمنته زوجتي)، فقال: (وما ضمان امرأة؟)، بمعنى انه ليست لها إمكانات مادية عادة. وروي عن موسى بن عمير عن أبيه قال: أمرني الحسين بن علي قال: «نادِ أن لا يُقتل معي رجل عليه دين، فإني سمعتُ رسول الله (ص) يقول: «من مات وعليه دين أُخذ من حسناته يوم القيامة».




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158655
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20