• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في رحاب الفكر الحسيني ( 11 )   .
                          • الكاتب : رضا الخفاجي .

في رحاب الفكر الحسيني ( 11 )  

 في جميع كتاباتنا عن القضية الحسينية وعن شخصية الإمام الحسين (ع)، نؤكد دائماً على ضرورة توفر عنصر (الإيمان) عند الكاتب الذي يريد تناول هذه القضية البالغة الأهمية؛ لأن الكاتب عندماً يؤمن إيماناً حقيقياً بالقضية الحسينية، ذلك الإيمان القائم على معرفة جوهر القضية الحسينية وكافة أبعادها السياسية والاجتماعية والنفسية والجمالية والأخلاقية... يحفزه على العمل الدؤوب، والاجتهاد والابتكار والتوغل في عوالم رحبة لا نهائية؛ لاكتشاف المزيد من الباهر والمدهش والحيوي والخلاق.
 وكذلك يحفزه على اكتشاف أساليب مبتكرة ومغايرة في الكتابة، والتي تستقي من ينابيع المدرسة الحسينية الخالدة الثراء.. إضافة إلى ذلك يوصله إلى حقائق تتماهى مع نظيره الذي يؤمن مثله بنفس الدرجة من القوة والاندفاع، حتى وان ابتعد هذا النظير عنه مئات أو آلاف الأميال.
فالنفس البشرية واحدة في صفاتها ومميزاتها، وإن أثر ويؤثر عامل الزمان أو المكان، لكن الحقائق الكبيرة عندما يصل إليها أي منا، فإنها ستكون حقائق أزلية ساطعة أقوى من عوامل الاندثار والفناء؛ لكونها سرمدية خالدة.
فبالنسبة إلى شخصية الإمام الحسين (ع) تتوفر على عنصر روحاني مقدس هو الذي يؤجج العنصر العاطفي ويصل به إلى ذروة العطاء الإنساني، إلى العشق والتوحد عند الكثيرين من عشاقه، وإن تباعدت المسافات والأماكن، لكنهم سيلتقون ويعيشون هذه الحالة عندما يصلون إلى اللحظة الباهرة من الاكتشاف.
لذلك على الباحث في الشأن الحسيني أن يعيش هذه الحالة من العشق والهيام الناهضة من الإيمان العميق القائم على الرؤية الموضوعية والنظرة الثاقبة؛ ففي هذه الحالة فقط نستطيع أن نقول عنه انه ينتمي إلى المدرسة الحسينية الخلاقة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158684
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19