• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تاء فاطمة (عليها السلام) المظلومة .
                          • الكاتب : عبد المحسن الباوي .

تاء فاطمة (عليها السلام) المظلومة

يحقّ للقارئ الكريم أن يستغرب من عنوان نافذتنا هذا، ثم يحق له أيضاً أن يتوقف في تابعية النعت (المظلومة)، هل هي للتاء أم لـفاطمة(ع)؟ ولكن الذي حدا بي لكتابة هذه النافذة بهذا العنوان هو تفشي ظاهرة الجهل الإملائي بين مختلف شرائح المجتمع، حتى بين المحسوبين على المثقفين منهم..! فقد قصدني أحد الإخوة ممن يحمل شهادة (الماجستير)، وأراد طباعة عنوان لبحث يخص شخص آخر اسم أبيه (نعمة) فطبعتها بشكلها الصحيح (نعمة)، فاعترض بشدة وقال: لا هذا خطأ اكتبها(نعمه)، فقلت له يا أخي: هذه تاء وليست هاء، ونحن إذ لفظناها (هاء) فهو بسبب الوقوف عندها، ولو وصلناها بما بعدها أو نوّناها للفظناها تاء، كما هي مثل (فاطمة بنت محمد)، والحمد لله أنه اقتنع بقولي، ولكن من يقنع الباقين وخاصة ممن يدوّنون معلومات مهمة، كما في دوائر الأحوال المدنية، وباقي الدوائر التي تعنى بشؤون الناس..؟
 وأنا الآن لست بصدد بيان أحكام هذه التاء، ولكن الذي أريد أن أنبِّه عليه هو ضرورة إلحاق الموظفين المختصين بتدوين الوثائق المهمة: كهوية الأحوال المدنية، والكتب الرسمية، وكتب أوامر التعيين وغيرها.. نعم إلحاقهم بدورات تثقيفية تنهض برصيدهم الإملائي، ولو بأشكال بسيطة؛ لأن الأخطاء الفاحشة في كل ذلك أدت إلى نتائج وخيمة، وعواقب غير محمودة، وأدخلت المواطنين البسطاء في دوّامات متعبة، لتصحيح المعلومات الخاصة بوثائقهم وهوياتهم، وما يخص أمور حياتهم.
 ولا يتصور أحد أن هذا الأمر هيِّن بل هو من الأهمية بمكان؛ لأنه تفشّى في دوائرنا وللأسف، وأصبح ظاهرة لا يمكن السكوت عنها، مما يستدعي وضع الحلول الناجعة السريعة، ولأضرب لك مثالاً على ذلك: تعيّن أحد الأشخاص في إحدى الدوائر الرسمية، وكان اسم جده (بصيلة)، وورد بهذه الصيغة في أمره الوزاري، ولكن الدائرة المعنية رفضت تعيينه؛ لأن الاسم في هوية الأحوال المدنية (بصيله)، ولك أن تتصور حجم الإحباط والتذمر الذي اعترى هذا المواطن البسيط، فبعد أن تحقق حلمه بالتعيين (بعد التي واللتيا)، يجد نفسه أمام هذه العقبة الكأداء، ودخل في دوّامة الروتين القاتلة، ولعله لعن الساعة التي سُمِّي جده بهذا الاسم، ولو علم جده بما سيحدث لحفيده من معاناة لشاركه اللعن أيضاً..! ونحن نسأل أيصح هذا؟ وهل يمكن قبول هذا الأمر؟ وهل استعصى العلاج؟ أنا لا أعرف فهل تعرف أنت –قارئي الكريم-؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159004
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 01 / 18