• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : وقفٌ عليكَ عراق المجد إنشادي .
                          • الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني .

وقفٌ عليكَ عراق المجد إنشادي

وقفٌ عليكَ عراقَ المجدِ إنشادي

يا طيّبَ الأرضِ والإنسانِ والزادِ

 

يا سفرَ ملحمةٍ من أرضكَ انبثقتْ

كلُّ الحضاراتِ قد حفّتْ بأمجادِ

 

يا سيّدَ الأرضِ يا أزكى البقاعِ ثرىً

بمجدِكَ الضّخْمِ سادتْ أُمّةُ الضادِ

 

 

أحلى القوافي على نهريكَ أنثرُها

نثرَ العرائسِ بالرّيحانِ والجادي

 

 

فارقتُ أرضَكَ كَرْهاً لا طواعيةً

فيكَ الطغاةُ قضوا بالنفي إبعادي

 

في غربةٍ مجّةٍ نكراءَ موحشةٍ

قد أرهقتْني ولم تفلحْ بإسعادي

 

أمضيتُ فيهِا سنينَ العمرِ مرتحلاً

يجري بيَ الدهرُ من وادٍ الى وادِ

 

عودُ الشبابِ بها جفّتْ نضارتُهُ

ظمآنَ ولّى حزيناً دونَ أعيادِ

 

وما تمنّيُت مُرَّ البعدِ عن وطني

إلّا لِمَنْ زهدوا فيهِ وحسّادي

 

أبا الفراتينِ قلبي ضجَّ من ظمإٍ

هل رشفةٌ منكَ تشفي غلّةَ الصادي ؟

 

 

 

الى أراضيكَ ضجَّ القلبُ متّقداً

فانصبْ بها خيمتي واضربْ بأوتادِ

 

أهوى أشمٌّ تراباً بالشَّذا عَبِقاً

فاحتْ نسائمُهُ من طِيبِ أجدادي

 

 

حتامَ أكتم حرَّ الشوقِ في كبدي

طالَ الفراقُ متى أحظى بميعادِ ؟

 

 

إنّي رغبتُ عن الدنيا فكُنْ أملي

وارفقْ بقلبٍ اليكَ الدهرَ منقادِ

 

 

في غيرِ أرضكَ عمري لستُ أحسبُهُ

في عودتي يبتدي تاريخُ ميلادي

 

 

بغدادُ أُنشودةٌ يشدو الزمانُ بها

ومنبعَ الجودِ ما ضاقتْ بورّادِ

 

لكنّها اليومَ قد ضاقتْ بعاشقِها

واضيعةَ العمرِ هلْ ضاقتْ بأولادِ !!!

 

 

ضاقتْ بمغتربٍ يشدو لها غرداً

بأعذبِ الشعرِ شدوَ البلبلِ الشادي

 

وكمْ رجوتُ قصيدي فيكِ أنشدُهُ

بينَ العنادلِ مزهوّاً كأندادي

 

وأحتفي بينهم نشوانَ منتقلاً

مثلَ الفراشةِ من نادٍ الى نادِ

 

 

هل يرتقي الشعرُ إلا عندَ موطنهِ

ما قيمةُ الشعرِ لم يُنشدْ ببغدادِ

 

 

 

بغدادُ حلمٌ ومهوى كلِّ أمنيةٍ

وفي القلوب لظىً من دونِ إخمادِ

 

بغدادُ شامخةٌ رغمَ الجراحِ بها

وليسَ يهضمُها إجرامُ أوغادِ

 

فالعزُّ في وجهها الوضاءِ مُؤتلقٌ

كالبدرِ نورُهُ في جنح الدُّجى بادِ

 

 

تيهي افتخاراً على الدنيا بأجمعها

يا قلعةَ المجدِ قد حِيطَتْ بآسادِ

 

 

 

دارَ السلامِ لكِ الأبصارُ شاخصةٌ

عينٌ على الجرحِ والأخرى بمرصادِ




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159046
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28