لا يستطيعون حزني

حين أصرفه
على الجداول 
والأنهار 
والديمِ 

..

الكوثري الذي في داخلي 
نضبت كل السواقي 
ليبقى في السقاء همي

..

ومدمع لحسين حين أبذله 
مكان يروي 
توقَّع ركزة العلمِ

..

بعض الروافد مني
لا وجود لها إلا مع السبطِ يجريها 
محلَّ دمِ 

..

وبعضها 
لوعة الزهراء فائضة بالنهر
والوطن المحموم من سقمِ 

..

وبعضها 
شق سيف الفضل 
حين علا من كفِّ عباس
ما أبقى شفاه ظمي 

..

وكل رافدي الأجلى 
الطريق إلى قبر الحسين
ويوم الأربعين ومي 

..

يشير دوما 
لحشد من نَدَاهُ أتى 
من التعطش
وال يحويه من هممِ 

..

حفز الظما بالظما 
والسبط مشهده 
إذ منتهى الريق قصدا 
داخل الحرمِ 

..

والمنهكون الألى في الدرب قد سلكوا 
قالوا مشينا بلا إحساس منهزمِ 

..

نهوى القباب 
وأسرار البريق بها 
وسر لهفة ظام غير منفطمِ 

..

إن الطريق الذي
بالكاد نحرزه 
من شقة العزم بالإتعاب
لا السأمِ 

..

يقول
لم ييأس القوم
الألى حرموا نصر الحسينِ
بأن يمشون مشي كمي 

..

وأن يعيدوا فجاج الصحب 
ما انطلقوا منها إلى الطف
في توقيت محتدمِ 

..

القلة 
العطش الأقسى 
الألى وشلوا لنصرة 
قطرهم آثار مرتسمِ 

..

قد رسَّموا الدرب 
مزحوما لغايته عند الحسين
وما أمسى هوى اللمِ 

..

هذي ملايين 
من قلَّوا هناك 
ألا جدُّوا بأجر 
يسمى أجر مزدحمِ 

..

والازدحام امتدادا
صنع كوثرنا 
وصنع تعطيشة خرم 
لمقتحمِ 

..

اقحم طريق حسين
واستقمه مدى 
ومن خمولك 
في درب الميول قمِ

..

ما مالت الناس إلا للحسين 
ولم تزحم سوى دربه 
المُعطَى كمقتَسَمِ 

..

وفي الحسين 
أخذنا كل قسمتنا من الحياةِ
وقد دسنا على الصنمِ