• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قراءة في صلح الامام الحسن (عليه السلام) (9) :الجذور التاريخية لصلح الامام الحسن (عليه السلام) (2) .
                          • الكاتب : السيد عبد الستار الجابري .

قراءة في صلح الامام الحسن (عليه السلام) (9) :الجذور التاريخية لصلح الامام الحسن (عليه السلام) (2)

 التنافس القرشي على السلطة
ان قريشاً التي كانت تريد تجاوز تعاليم الكتاب واوامر النبي (صلى الله عليه واله) بشأن خلافة علي (صلوات الله عليه)، من الطبيعي ان يقع التنافس بينها، فمن يكون له الامر بعد النبي (صلى الله عليه واله) اذا حجب امير المؤمنين علي بن ابي طالب (صلوات الله عليه ) عن الخلافة؟ 
ومجريات الاحداث تكشف عن ان قريشاً اتفقت على الشراكة في السلطة وتداولها على ان يكون اول الحكام فيها ابي بكر بن ابي قحافة ويليه عمر بن الخطاب ويليه عثمان بن عفان ويليه عبد الرحمن بن عوف ويليهم من يريدون من بطون قريش كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وبقية البطون القرشية، وهذا ما يفسر لنا تقاسم الادوار في السلطة وتوزيع الولاة فيها، واختصاص ابي بكر عمر وعثمان بالاستيزار فكانا الى جنبه ابداً، واطاعة قريش ما جاء في كتاب استخلاف ابي بكر لعمر، مع دعوى جهالة ما فيه وبايعوا على ما في الكتاب الذي لم يكن الى جنب ابي بكر غير عمر عندما اوصى بمن يخلفه ، ثم رسم خارطة الشورى التي كانت ستنتهي حتماً بعثمان بن عفان، وهي الحقيقة التي كشف عنها امير المؤمنين (عليه السلام) لعمه العباس حين قال له ( ما اطيع فيكم قومكم فلن تؤمروا ابداً) .
كما ان القرشيين تمكنوا من كسب عدة زعامات من الانصار الى جنبهم وعلى راسهم بشير بن سعد الخزرجي الذي كان اول من ضرب على يد ابي بكر مبايعاً يوم السقيفة .
ولم يكن الامر سهلاً فهناك من الانصار من يعتقد ان الامر يجب ان يكون لعلي (عليه السلام)، وكانت في قلوبهم خشية من صولة علي (عليه السلام) والتحاق الانصار به فتكون الامور على خلاف المبتغى، وكذلك خشية ابي بكر وعمر من انقضاض بطون قريش القوية على الامر وسلبه منهما، وهو تفسير لقول عمر بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) (ما ان رأيت اسلم حتى ايقنت بالنصر)  فاسلم قوة بدوية كسبها عمر بن الخطاب الى جنبه لردع الانصار اولاً، والسيطرة على قريش ثانياً.
لقد اظهر القرشيون استماتة شديدة في افشال اي تدبير يمكن ان يتخذه النبي (صلى الله عليه واله) لمنع نجاح مؤامرة قريش، فلما امر انفاذ جيش اسامة رفضوا ان يخرجوا من المدينة فلما جبههم رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يعودوا لزيارته فبقي ابو بكر في بيته في السنح خارج المدينة وتباطأ شيوخ المهاجرين والانصار عن انفاذ بعث اسامة لانهم لا يريدون الابتعاد عن المدينة ويعلمون ان النبي (صلى الله عليه واله) يريد ابعادهم عنها كي يفشل مخططهم في الاستيلاء على الخلافة، ولما راى النبي (صلى الله عليه واله) اصرارهم على عدم انفاذ البعث لعن المتخلف عن بعث اسامة، فلم يؤثر فيهم وتقبلوا ان تحل عليهم لعنة النبي (صلى الله عليه واله) ولا يفارقوا المدينة، فلما يأس منهم حضر عدد غير قليل منهم عنده فامر النبي (صلى الله عليه واله) باحضار دواة وكتف كي يكتب لهم كتاباً لا يضلوا بعده ابداً فعلم القوم بمراده فلغطوا عنده وتنازعوا بعض يطالب باتيانه بالدواة والكتف للأمن من الضلال وبعض ينادي حسبنا كتاب الله ان النبي يهجر، فطردهم بابي هو وامي بعد ان رأى ان الشيطان قد عشعش في قلوبهم، ولم يكتفوا بذلك حتى دخلت بعض النساء على خط المؤامرة فادعت ان النبي (صلى الله عليه واله) امر ان يتقدم اباها للصلاة بالناس، فلما علم النبي (صلى الله عليه واله) خرج متكأً على يد علي والعباس لافشال المؤامرة .
واستمراراً من رسول الله (صلى الله عليه واله) في محاولة لافشال مؤامرة قريش ضد الارادة الالهية امر المنادي ان ينادي باللعنة على من منع الاجير اجره ومن تولى غير مواليه اشاره الى قوله تعالى قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى، وقوله تعالى انما وليكم الله ورسوله والذي امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.
وفاضت روح النبي (صلى الله عليه واله) الطاهرة وقد ذاق من قريش المرارة، وهو يراها قد وقفت صفاً واحداً لهدم تراث النبوة وحضارة الاسلام ودين الله الذي انزل لعباده.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=160861
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 10 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29