• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الانتخابات العراقية ، لا بديل عن القبول بالنتائج . .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

الانتخابات العراقية ، لا بديل عن القبول بالنتائج .

في البدء لا بد من الاعتراف بأمرين مهمين :

الأول : إن المفوضية لم تكن موفقة في طريقة اعلان النتائج وبدا عليها الكثير من الاضطراب ، ربما لقلة الخبرة أو الشعور بزهو النجاح قبل أوانه ،فكان استعجالها باعلان النتائج على حساب إتقان الجانب الفني ، هفوة كبيرة ساهمت في زيادة التشكيك ، فمثلاً عدم توضيحها للمحطات التي تعسر ارسال نتائجها والأخرى التي وقعت عليها القرعة لمطابقة العد اليدوي مع العد الالكتروني ومقدارها حوالي 12 ألف محطة .

ثالثاني : في عالم اليوم ، وبعد فضائح التجسس على هواتف العديد من رؤساء الدول ومنهم ماكرون وميركل عبر برنامج (بيغاسوس ) واعتراف شركة (NSO) ومقرها اسرائيل بأنها تستخدم البرنامج للتجسس على الارهابيين ، فإن الاخت اق السبراني لقواعد بيانات الدول بات أمراً وارداً عند الدول المتقدمة فما بالك بالدول النامية .

رغم ما تقدم فإن احتمال أن تكون النتائج قريبة من الواقع أمر وارد وهناك إجابة لتسأؤل البعض حول انحسار الأصوات الأعلى في مناطق الوسط والجنوب بكتلتين رئيستين هما التيار الصدري ودولة القانون ، وخسارة الفتح والحكمة والنصر الكبيرة ؟ وهو تساؤل كبير يستحق التأمل والتحليل :

1- هذه الانتخابات شهدت استقطاباً حاداًّ سببه الدعاية والإعلان المسبق للتيار الصدري بأنه سيكتسح الساحة الانتخابية وأنه لا يفبل بأقل من الحصول على رئاسة الوزراء مما دفع جميع من لديهم عزوف عن برنامج التيار بالتوجه صوب المنافس الواضح والصريح له وهو ائتلاف دولة القانون ، أما بقية الكتل فلأنها حاولت مسك العصا من المنتصف فلم يتوجه صوبها الناخبون وهذا فن من فنون اللعبة الانتخابية .

2- الاستقطاب الانتخابي وما يرافقه من دعاية انتخابية يولد حماساً ملتهباً يدفع بصاحبه صوب الصندوق أما الاعتدال والعقلانية فغالباً ما يجعل الناخب يلتمس لنفسه أي عذر لعدم الوصول الى المركز الانتخابي ، وقد كان ذلك واضحاً في نسبة التصويت .

  1. يلاحظ المراقب وببساطة مقدار الاستعدادات التي بذلها التيار الصدري ودولة القانون في حث الناخبين قبل وقت طويل على تحديث سجلاتهم الانتخابية واستحصال بطاقاتهم البايومترية ذات الصورة والتأكد من مراكز اقتراعهم وسعي اللجان الخاصة بهم لتيسير هذه الاجراءات والقيام بمهرجانات انتخابية ورسائل فيديوية تحث انضارها على المشاركة .

4- إن قانون الانتخابات الجديد يهدر عشرات الألوف من الأصوات فهو نظام الفوز بالأغلبية وعلى خلاف نظام التمثيل النسبي الذي عُمل به بالدورات السابقة ففي هذا النظام ينبغي أن يكون هناك اتفاق ملزم لأعضاء التحالفات بأن يدلي أتباعهم ومناصريهم في هذه الدائرة لفلان اقتنعوا أم لم يقتنعوا به لكي يحقق الأغلبية ، وهذا مالم تلتفت له التحالفات متعددة المزاجات ، فالبدريون لا يؤيدهم الصادقون في مرشح ما ، والحكمة لا تؤيد النصر في مرشح ما مما انعكس سلباً على نسبة التصويت وتشتيت الأصوات بخلاف الكتلة الصدرية المتجانسة ودولة القانون .

وسواءً كانت هذه الإجابات كافية لابعاد الشكوك أم لا فإن الانتخابات واجراءها مكسب كبير للنظام السياسي الحالي ودفع لعجلته المتعثرة ، فمن الأصلح والأفضل أن تقبل النتائج وإن أي مجازفة بالغائها قد يعرض البلاد لفوضى عارمة لا تصب بمصلحة كل القوى السياسية .

إن القبول بهذه النتائج لا يعرض التوازنات السياسية وموازين القوى في البلاد لاختلال كبير ، فما خسره الحشد عوضته دولة القانون ذات التوجهات القريبة من مؤسسة الحشد الشعبي ، وما حصلت عليه الكتلة الصدرية لا يمكنها من تمرير الحكومة في البرلمان مالم تتحالف مع قوى أخرى .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=161006
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 10 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29