• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فاجعة شهادة الإمام العسكري عليه السلام .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

فاجعة شهادة الإمام العسكري عليه السلام


لشهادة الإمام العسكري عليه السلام ميزة خاصة عن باقي الائمة بالنسبة لنا نحن الذين غاب عنهم إمامهم وانقطعت عنهم أخباره وتوجيهاته ومراجعته بشكل مباشر وإن لم تنقطع عنا بركاته وألطافه ..

فشهادته فاجعة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، والحزن على موته صلوات الله عليه حزن مُضاعف ، ويحلّ علينا بفقده أكثر من عزاء :

الأول : الحزن على حياته ، فالإمام عليه السلام مرّ بظروف قاسية فيما يخص ممارسته لدور الإمامة وما يرتبط بها من وظائف ومسؤوليات وأهداف .. فالخناق العباسي كان شديداً والتهديد خطراً الى حدّ كبير .. وما يزيد في الأمر صعوبة هو :

١. قصر المدة التي عاشها الإمام بعد أبيه الامام الهادي عليهما السلام مع صعوبتها ، وهي فترة ست سنوات ، عاش بها مع ثلاثة من طغاة بني العباس ، علماً أن فترة إمامته هي أقصر فترة إمامة من بين الائمة عليهم السلام ..

٢. كثرة المسؤوليات واتساع الجغرافية الشيعية مع مطلوبية اتمام اجراءات وتمهيدات انتقال الإمامة المشهورة الى إمامة مستورة ..

من هذه الخلفية المعرفية عن أحوال الإمام العسكري يتبين لنا عظم فاجعة الفقد والاستشهاد وكيف انه عليه السلام سابق الزمان وصارع الأيام من أجل الدين والعقيدة الحقة التي انتهت مسؤوليتها إليه .. فأول ما نتألمه هو على حياته الصعبة والقاسية التي قضاها بين سجن الحياة ، حيث كانت تُحسب عليه أنفاسه ، وسجن الطغاة وزنازينهم .. حيث تعرض الامام العسكري عليه السلام خلال خلافة المعتز والمهتدي والمعتمد الى السجن اكثر من مرة ، وكانوا يوكلون به اشخاصاً من ذوي الغلظة على ال ابي طالب والعداء لاهل البيت عليهم السلام من أمثال : علي بن اوتامش ، ونحرير ، وعلي بن جرين .. وكان المعتمد يسأل علي بن جرين عن اخباره عليه السلام في كل مكان ووقت ، فيخبره انه يصوم النهار ويصلي الليل ، كما كان العباسيون يدخلون على بعض مسؤولي السجن ومنهم صالح بن وصيف ، فيوصونه بأن يضيّق عليه ويؤذيه ..

الثاني : الأسى والحزن على غياب الحجّة لفترة طويلة ، فينبغي أن ننظر الى شهادته عليه السلام من حيثية انقطاع ظهور الحجة لفترة طويلة بعده ، وهذه فيها ما فيها من البلاءات والمخاوف والفتن ، فغاب موسى بن عمران عن قومه أربعين ليلة ، وخلالها استطاع السامري أن يغير في عقيدتهم وينحرفوا أن توجيهات نبيّهم ، وهذا وأن خليفة موسى كان نبياً ايضاً وهو أخوه هارون سلام الله عليهما ..

هذه الالتفاتة لا بد أن تكون حاضرة عندنا ونحن نعيش ذكرى شهادة الإمام العسكري عليه السلام ، ليكون الحزن على فقده أكثر ألماً وأكثر وعياً وأن نتعزى بعزاء الله .. وأحسب أن عزاء الله في هذه المناسبة لا يخلو من أمرين :

١. بذل الوسع في تعجيل فرج الإمام الغائب عليه السلام .
٢. اللجوء الى نوّاب الإمام والالتفاف حولهم ، وهم الفقهاء العدول الجامعون لشرائط المراجعة والتقليد .


الثالث : الحزن على نفس موته وقتله صلوات الله عليه ، واستذكار هذه المناسبة باللوعة والألم ، فيحق للإنسان ان يحزن على فقد عظيم من عظمائه ، وقائد من قادته وملهميه ، ويُحسن له أن يأسى على رحيلهم ، للخسارة الكبيرة التي تترتب على افتقادهم ، وللفراغ الذي يخلفوه بعدهم .. وكذا فإن الحزن على أهل البيت هو اداء لواجب المودة في قربى الرسول التي أمرنا بها الكتاب المجيد ، وكذلك اكراماً للنبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه ، فالمرء يُكرم في ولْده ..

آجركم الله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=161038
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 10 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28