• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الامام العسكري ع والظروف الموضوعية لبداية عصر الغيبة .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

الامام العسكري ع والظروف الموضوعية لبداية عصر الغيبة

لا شك أن منظومة الإمامة في الإسلام بمفهومها وأصولها العقائدية حسب مدرسة أهل البيت عليهم السلام خاضعة للتخطيط الإلهي وجارية ضمن النظام الغيبي ..

ولكن هذا لا يمنع من دراسة الظروف الموضوعية التي جرت فيها سيرتهم ومسؤولياتهم صلوات الله عليهم ، فهناك أسباب خارجية ومُعاشة من قبلهم أدّت الى قعودهم تارة وقيامهم تارة أخرى ، وهجرتهم أو انتقالهم عن اوطانهم وكذلك سببّت سجنهم وقتلهم .. الخ .

ولهذا نريد هنا التعرض للظروف الموضوعية التي أدّت الى انتهاء عصر الظهور وبدء عصر الغيبة ، وبالتحديد نريد هذه الظروف ضمن المقطع الزمني لإمامة الحسن العسكري عليه السلام ، ولا شك أنها لا تنحصر في هذه المدة فقط وانما تمتد الى الماضي لتشمل جميع حياة الائمة عليهم السلام والى اللحظة التي حصل فيها الانقلاب على الأعقاب بعد وفاة الرسول والانحراف عن تخطيط السماء لخلافته .

فالظروف متوالدة ومتراكمة حتى وصلت الى الامام الحادي عشر ، استحكمت عندها وأصبح غياب الحجة واحتجاب الإمام عن قواعده وعدم الاتصال بهم بشكل مباشر هي الآلية الجديدة للإمامة والوظيفة التي ينبغي ممارستها واتباعها فيما بعد لحين تبدل الظرف وحلول الزمن الصالح للظهور الأكبر ..

وسنحاول التركيز على ثلاثة عوامل رئيسية تعكس لنا الواقع المُعاش في حينها وطبيعة الظرف الذي انتهى بموجبه عصر ظهور الائمة وبدأ عصر الغيبة الى أن يأذن الله تعالى لهم بالظهور :

العامل الأول : الوصول الى عصر آخر إمام بدون حصول الأهداف الكبرى للإسلام يعتبر تهديداً كبيراً لرسالة السماء على الأرض ، والزج بآخر حجة وآخر قائد سماوي بدون وجود ضمانات لبقاءه حياً لحين تحصيل الاهداف العليا يعتبر تفريطاً واضحاً لا يقدم عليه عاقل .. فلزم الأمر اتخاذ افضل وسيلة للحفاظ على حياة الإمام لحين تهيأة الظروف الملائمة على أن تضمن تلك الوسيلة البديل المناسب لإدارة شؤون الإمامة فكانت الغيبة هي الطريقة المثلى ..

٢. العامل الثاني : استكمال اجراءات التمهيد للغيبة واستعداد القواعد لاستقبال فكرة احتجاب الإمام والاتصال به بواسطة .. وخاصة تدريب القواعد على الاحتجاب الجزئي للإمام والاعتماد على الوكلاء في المراجعة .. هذه الاجراءات يسبقها تثبيت عقيدة وجود الإمام الثاني عشر وأنه الإمام الموعود وأنه ابن الإمام الحسن العسكري عليهما السلام وباقي التفاصيل المهمة الخاصة بذلك ..

٣. التربص المسبق بالإمام المهدي والتحضير لقتله من قبل السلطات الحاكمة لعلمها بأنه هو الإمام المذخور لإقامة الدولة العادلة وأنه يشكل تهديداً حقيقياً لها ، يقول السيد محمد الصدر : " وقد جردت السلطات ثلاث حملات للقبض عليه ، احداهما قام بها المعتمد في الفترة القليلة المتأخرة عن وفاة الإمام العسكري عليه السلام ، والأخريان قام بهما المعتضد الذي تولى الحكم بعده .. ) الغيبة الصغرى ص٥٥٠ .

هذه ثلاثة عوامل رئيسية اختصرنا الكلام عنها بشكل كبير تعكس لنا الأسباب الطبيعية الموجبة لإنتهاء عصر ظهور الائمة عليهم السلام التي اجتمعت في عصر إلإمام العسكري صلوات الله عليه ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=161089
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 10 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28