• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ريحانة / ٢ .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

ريحانة / ٢

من حديث للرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليه ( ... رفقاً بالقوارير ) ، اي بالنساء ، والقوارير كناية عن ضعف ورقّة المرأة ..

والقارورة هي الزجاجة ، سريعة الكسر ، تحتاج الى تعامل خاص ، وإذا انكسرت فإن اصلاحها سيكون مستعصياً بل ان تعود الى حالتها وسيرتها الأولى أقرب الى الامتناع والاستحالة .. !

والمرأة من هذا النوع ، رقّتها ولطافة روحها وضعف طاقة تحملّها .. يجعلها تحتاج الى تعامل خاص ايضاً ، وإذا لا سامح الله تعرّضت الى قساوةٍ وشدّةٍ معينة ، فإن إصابتها ستكون مضاعفة وردة فعلها كبيرة ..

وكذلك ينبغي ان لا نضع المرأة في موضع تكون فيه عرضةً للكسروالتحطيم ، وكلما كانت في مكان آمن وأكثر حصانة ، كلما كانت أكثر ابتعاداً عن المخاطر وعن الأذى الذي قد يصعب علاجه ومداواته ، ومن هنا نرى المشرّع الإسلامي حريصاً على قضاء المرأة أطول فترة في بيتها ، وإذا ما أردات الخروج فعليها أن تلتزم بحجابها واجراءات الوقاية الخاصة بها ، وكذلك يحرص على عدم تحميل المرأة مسؤوليات اجتماعية وغيرها خارج حدود امكانياتها وفوق مستوى قدراتها .. وفي قبال ذلك جعل لها حقوق على المجتمع والأسرة والزوج وبالشكل الذي يُحفظ به صلاحها وكرامتها وبما يتناسب وطبيعة خلقتها وتكوينها ..

الرفق بالمرأة يقع ضمن مفهوم إسلامي واسع وأصيل يخصّ ( الرفق ) بصورة عامة ، فالإسلام دين الرفق ودين المُداراة وليس دين الشدّة والقسوة والعنف ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إن الرفق لم يوضع على شئ إلا زانه ، ولا نزع من شئ إلا شانه ) الكافي : 2 / 119 ، وعنه صلوات الله عليه : ( الرفق نصف المعيشة ) البحار : 71 / 349 ، وعنه ايضاً : ( لو كان الرفق خلقاً يُرى ما كان مما خلق الله شئ أحسن منه ) الكافي : 2 / 120 ، وعنه : ( من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 6 / 339 .

والرفق صفة إلهية وخُلُق رباني على المؤمن أن يتحلّى به ، عن مولانا الإمام الباقر عليه السلام : " إنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ " الكافي ، ج 2 ، ص119 .

فالرفق اذن أسلوب حياة ، وهو بنفسه مَغنَمة لصاحبه ومفتاح لأمور مستعصية ، وهو كذلك يُمنٌ وبركة ويعود على أهله بكل ما هو خير ، وقيل :

الرفق أحسن ما تؤتى الأمور به × يصيبه ذو الرفق أو ينجو من العطب

وكما قال تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) ، فإن الرفق ايضاً مما يجب ان تتحلى به المرأة اتجاه زوجها أو أسرتها .. ولعله الأقرب لطبيعتها ومزاجها من الرجل ، لأن لطافتها وعطفها ومشاعرها وكل صفات المرأة هي مما يدعو الى الرفق ويؤدي اليه بالنتيجة .. فهي أولى بالرفق بنفسها أولاً ، والحفاظ على نفسها وعفتها وسائر شؤونها يبدأ من عندها .. ثم عليها الرفق بمن يقع داخل دائره تعاملها ووظائفها ومسؤولياتها ..

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=163003
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 12 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19