لم اكن ارغب بالخوض في موضوع (مسرحية )!!حفلة المجون في بغداد حيث كان (الممثلون بين الجمهور ) !! والمتفرج ( يقف على المسرح ) !! كونها لا تستحق الالتفات لها  والذي سيجعلها محط اهتمام مقصود .  لكنها اخذت حيزاً اكبر مما تستحق وتشعبت لمواضيع جانبية ، ووجدت نفسي اكتب هذه المختصرات عنها . 
١/ لاتوجد في ثقافة الجمهور العراقي المحب للفن او الطرب ظاهرة رمي ساعات او زهور او هدايا ثمينة على الفنانين على طول التاريخ الذي عشناه منذ اكثر من خمسين سنة من اعمارنا نحن هذا الجيل الذي ننتمي اليه . وأجزم قاطعا انها اول مرة في التاريخ الفني في العراق .
٢/ ليس من الصدفة  البريئة ان يجلب عدد كبير من الجمهور وبشكل عفوي .. ساعات ثمينة بنية رميها على المدعو ( فنان ) !! ومن الصدفة ان تكون كلها ساعات !! من ماركات ثمينة !!
٣/ كيف اتفق عددٍ اخر من الجمهور على جلب مصوغات ذهبية مختلفة بلغت مايقرب من (٢ كغم) حسب ما نقلت الاخبار !!  والجميع مبيت النية لرميها على هذا الكائن البشري !!
٤/ الشخص المعني لم يكن ( مطربا ) بل ممثلا . والحفلة هي غنائية .. وهو غير معروف عنه مطربا في بلده الام بل انه ممنوع من الغناء نقابيا و رسميا بامر القانون في مصر .. فهل انه بالصدفة ايضا قد  ابدع في فن الطرب لدرجة سحرت قلوب  متذوقي الطرب من شعب العراق وجعلهم يغدقون العطاء عليه ذهبا وساعات ( بدون وجع قلب )!!  ومن الوهلة الاولى ولأول مرة في تاريخ العراق ؟؟ ومن لحظة صعوده المسرح وحتى قبل ان يبدأ بتقيء كلمات الغناء !!
٥ / اختصار الموضوع هو : انها مجرد مسرحية سمجة تم الاعداد لها من قبل ابطال ومهندسي ثقافة التطبيع ومحاولة ابراز بعض الكائنات الحية التي يعتمدون عليها في ترغيب الشباب لاهدافهم .. وهذا الكائن المنبوذ من نقابة الفنانين في بلده ومن جمهور بلده . ارادت هذه الجهات مكافئته وابراز دور معين له وتعهدت بذلك  وفِي عدد من البلدان العربية . مكافئة عن دوره في تلميع صورة الكيان الصهيوني ولقاء بعض الفنانين الاسرائيليين  والتصوير معهم .. ومدح جهود التطبيع .. 

* فقامت بتوزيع هدايا ومصوغات ذهبية مشتراة مسبقا وكلفت رعاياها من الشباب المندفع لتمثيل هذه المسرحية السمجة برمي تلك الهدايا والساعات والذهب عليه قبل ان يبدا الغناء اصلا !!.. فقام ( الممثلون ) بأداء دورهم بشكل مقنع .. ليظهر هذا الكائن البشري بانه ملك الفن وخصوصا الطرب . لانه من غير المعقول كونه ممثل ان يقوم بدور تمثيلي لوحده امام الجمهور في العراق فلابد له ان ( يغني ) بشكل سوقي يواكب الذوق الواطيء هذه الايام .. وتنفيذ خطة التلميع المعّدة سلفاً ..ولا توجد افضل من الساحة العراقية لعرض هذه(( المسرحية المقصودة  )) في ظل غياب القانون والرقابة وانشغال السلطة في ترقيع ما هو اولى بترقيعه وخصوصا ان الفتوق لاتعد ولا تحصى !!

ارى ان التركيز على هذا الموضوع يعطيه اهمية مخطط لها وهو المطلوب .. لذلك فالاولى تركه والالتفات لغيره من المسرحيات القادمة بهدف منعها ..