• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هويتنا الثقافية بين محاولات طمسها والدفاع عنها .
                          • الكاتب : سيف علي اللامي .

هويتنا الثقافية بين محاولات طمسها والدفاع عنها

ونحن نعيش في هذا الزمن العصيب المليء بالقتل والنهب والحروب النووية والجرثومية .. ألا وإن أقوى حرب وأشد حرب يتعرض لها البلد هي طمس الهوية الثقافية لهذا البلد العزيز، فقد حذر السيد المعظم علي السيستاني قائلاً (المرحلة القادمة هي الأخطر لأنها حرب فكرية ضد الدين والمذهب والرموز، وتشكيك العامة بكل المعتقدات فعليكم بتسليح أنفسكم بالعلم والمعرفة لتوجيه الناس ودحر الخطر الآتي). 

فإن الأعداء يحاولون بكل ما يملكون من قوة لطمس ثقافتنا الوطنية والدينية ونشر ثقافتهم .. وذلك من خلال صهر وتذويب ثقافتنا الوطنية والدينية لبلدنا، وهناك عدة أساليب يحاولون بها نشر ثقافتهم، منها ثورة المعلومات وعالم الانترنت، والبرامج التلفزيونية .. وحتى بعض السلع القادمة من دول الغرب .. وعند توفر هذه الأساليب مع وجود الظروف القاسية التي يعيشها شبابنا، فقد غرست بذرة ثقافتهم ولن يبقى إلا نموها والتي ستنمو بصورة سريعة كغدة سرطانية سريعة الانتشار، فتنتشر بين أهم شريحة في المجتمع (الشباب) .. هذه الشريحة التي يعتمد البلد عليها فهي أساس الأجيال القادمة وتربيتهم وتعليمهم .. لأن تعليم وتربية احفادنا وابناؤنا ستكون من مهام هذه الشريحة المهمة. لهذا دائماً ما نلاحظ ان الأعداء في حربهم الثقافية لم يركزوا على رجل عجوز او طفل وإنما كل تركيزهم على الشباب.
وقد حذرت المرجعية الدينية العليا في خطبة لها بتاريخ 2019/8/30 (في ظل الاحباط وفقدان الأمل .. الشباب يعيشون ظروف قاسية وهنالك حملة لحرفهم وطمس هويتهم ولا بد من التصدي لها).

وقد ذكرت المرجعية الدينية العليا في نفس الخطبة ان الشباب اليوم لديهم الكثير من المعاناة والازمات والمشاكل وهم يمرون بظروف حياتية قاسية ويعيشون ظروف نفسية معقدة وصعبة وان هذه الأمور تشغلهم عن الحفاظ على هويتهم الثقافية والوطنية والدينية.

وبناء على ذلك وحتى نزرع القوة في قلوب شبابنا ونجعل اهتمامهم يرتكز على الدفاع عن الثقافة الوطنية والدينية، ان توفر لهم الحكومة الحياة الكريمة وتوفر لهم فرص العمل وتجعل حياتهم مستقرة، وكذلك على الأساتذة التربويين واستاذة التنمية البشرية ملئ الفراغ لدى الشباب من خلال برامج تنموية وترفيهية ودينية تسهم في بنائهم عقلياً وفكريا وأخلاقيا، وكذلك على الحكومة توفير فرص عمل للشباب من خلال تفعيل القطاع الخاص صناعيا وزراعيا. فعندما تتوفر كل هذه المتطلبات التي هي من حقوقهم المشروعة ستنعدم عندهم الضغوط النفسية وسيكونوا ذلك الجندي الشجاع المقدام الذي لا يهاب العدو وسيقفون في وجه من يهدد ثقافتهم الوطنية والدينية ويضحون من اجلها. 
إنّ الحقّ بيّن والضلال بيّن، وفي أكفّكم تستوي القوّة مع الحقّ.

 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=163747
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 01 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20