• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عاصفة التشضي تطال البيت الكردي عبر بوابة قصر السلام! .
                          • الكاتب : سجاد الحسيني .

عاصفة التشضي تطال البيت الكردي عبر بوابة قصر السلام!

 يمثل منصب رئيس الجمهورية الركيزة الثانية التي يقعد عليها جدر الحكومة الممهدة لركيزة رئيس الوزراء

تعودنا فيما سبق من حكومات ان ياتي البيت الكردي بورقة تفاوضية واحدة متفق عليها بين الحزبين "البارتي واليكتي" تتوزع فيها المناصب العليا وجرت العادة ان يمنح اليكتي منصب رئيس الجمهورية مقابل منصب النائب الثاني ونائب رئيس الوزراء للبارتي اضافة الى محافظ كركوك ورئاسة حكومة الإقليم 
في حكومة عادل عبد المهدي بدأت بوادر التشضي تتجلى بوضوح حين قفز "مسعود البرزاني" على العرف السائد  واصر  على ترشيح مدير مكتبه ووزير الخارجية الحالي "فؤاد حسين" لمنصب رئيس الجمهورية وحاول ان يتوصل الى تفاهمات مع كتل سنية وبعض النواب من جهات شيعية لمنحه الثقة الا ان تحالف "البناء" آنذاك أجهض المشروع وصوت لمرشح الاتحاد الوطني الكردستاني "برهم صالح" باعتباره المنصب من استحقاقهم ولايرغبون بشق الصف الكردي حسب زعمهم، لم تغيب هذه الحادثة وهذا الموقف للقوى الشيعية آنذاك عن البرزاني وبقي يتحين الفرص للانتقام ، لتاتي انتخابات 2020 وتمنحه الفرصة المناسبة ،

 أول خطوة قام بها "البارتي" ذهب مباشرة ومن دون تردد مع "الكتلة الصدرية" و"عزم وتقدم"  ليكونوا اغلبية تمنح الثقة لمن تشاء وترغب وهنا بات الامر اكثر تعقيدا ليس على "الاطار التنسيقي" الذي يبدوا انه مفلس من كل شيء الا اللهم ان تاتي المؤثرات من خارج المطبخ السياسي لتحرك المياه الراكدة  بين الاطار والتيار!

ومن هنا يتبين جليا ان اوراق البيت الكردي باتت مبعثرة وعاد "البارتي" مرة اخرى ليفرض رأيه في مرشح "الاتحاد لمنصب رئيس الجمهورية" باعتبار لديه تحالف (صدري سني) يمكنه من تمرير مرشحه ان لم يرضخ اليكتي! الذي لازال متمسك بترشيح "برهم صالح"
لولاية ثانية رغم الفيتو الكبير  ضده من الديمقراطي الكردستاني ، وهذا مؤشر خطير قد ينسحب الى الشارع الكردي خصوصا بعد سلسلة  التظاهرات الرافضة لسياسة حكومة الإقليم وجوبهت بعضها بالقوة والعنف! فمن سيدخل قصر السلام في بغداد لشغر منصب الرئيس هو من سيحدد ماستؤول اليه الاوضاع في الإقليم وطبيعة العلاقة بين الحزبيين الكورديين!

الحقيقة التي ينبغي على الفرقاء السياسيين ان يدركها جيدا هي ان "انتخابات تشرين" افرزت مرحلة جديدة  يحتم عليهم تقبلها كواقع وان تتصرف بموضوعية وتتقبل الامر الواقع بروح رياضية والا ستكون العواقب وخيمة على العراق حكومة وشعبا!  

فليذهب من يذهب لتشكيل حكومة ويبقى من يبقى ليشكل معارضة قوية تقوم اداء الحكومة وهذا هو اهم ركائز الإصلاح السياسي للمؤسسات الدستورية التي كانت شبه معطلة وعاجزة عن اداء مهامها التي رسمها الدستور بسبب التوافقات والمحاصصة التي تجاوزت الرئاسات والوزارات والدرجات الخاصة ووصلت الى منصب مدير قسم ومسؤول شعبة في بعض المؤسسات!

سجاد الحسيني




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=163818
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 01 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28