• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السيدة الزهراء – عليها السلام – شفيعة المعري! .
                          • الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو .

السيدة الزهراء – عليها السلام – شفيعة المعري!

كثُر الحديثُ عن شيخ المعرة رحمه الله, وكلٌ رماه بالزندقةِ على غير تحقيق, وما هو بها حقيق, ويحتجون ببيتٍ له يتساءل فيه عن قطع يد السارق دون أن يظهر منه انه يتبنى الاعتراض.
ومن يقرأ رسائله التي حققها الدكتور احسان عباس (الجزء الاول) فسنرى أنه يلعن الوليد بن يزيد بن عبد الملك ص114, رغم أن المحقق ذكر في الهامش أن العبارة مقحمةٌ ولا بد!
وتراه يشهدُ الله تعالى على أنه (مُقرٌ بالقدرة على الرجعة,والخوف من الآخرة,أحافظ على صلاتي وأصوم, واعتصم لعليٍّ معصوم..).ص113
أراد بالرجعة القيامة لا الاصطلاح المخصوص, وبالعلي المعصوم اللهَ تبارك وتعالى.
وله كذلك أبياتٌ يرثي فيهما الامامين امير المؤمنين والسبط الشهيد عليهما السلام. 
وكنتُ قد قرأت (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري قبل نحو ثلاثين سنة,وأظنُّها كانت بتحقيق الدكتورة بنت الشاطيء ,ثم كرَّت الأيام عليَّ فبعتها على حاجتي لها مع ما بعتُ من كتب,ونسيتُها فيما نسيت,ثم قبل مدةٍ وجدتُها في بعض المكتبات بطبعة (الشركة البيروتية للكتاب) سنة 1961,وبتحقيق المحامي فوزي عطوي ,وليته لم يحقق الكتاب,فهو أكبر منه بكثير,لدرجة ان آية قرآنيةً كريمة خرَّجها بهذه الصورة (الآية الكريمة من سورة الروم) أما ماهو رقم الآية فلا تدري له خبرا,ولم اراجع خلفه لكي أرى إن كانت من سورة الروم فعلاً أم لا.
وحين يأتي أبو العلاء على ذكر أسماء الشخصيات العلمية,فان المحقق يجمعهم بهذه العبارة في الهامش (هؤلاء المذكورون نحويون)! جيد,أحسنت التعريف.
أما الإمام المهدي - عليه السلام - فهو (محمد بن الحسين العسكري),ولو أنه طالع الكتب المختصة في هذا الشأن لعرف انه - عليه السلام - محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام.
وعلى هذه فقس ماسواها.
غير أني رأيتُ النفس الشيعيَّ في قلم أبي العلاء,فهو يتخيَّل بطل روايته وقد ذهب إلى العالم الآخر,وأراد الشفاعة,فدبَّج قصائد في مدح رضوان خازن الجنان,فنهره وقال له:- أنا لا أُدخلك الجنَّة إلاَّ بإذن ربّ العزّة.
ثم ذهب إلى ملكٍ اسمه (زفر) وكتب فيه قصائد المديح ,ولكنَّه لم يدخله الجنَّة,فعاتبه قائلاً:- لقد كنَّا نمدح الملوك من أهل الدنيا ببيتين أو ثلاثة فيعطينا مانُحب أو نرضى,وقد مدحتك بأبياتٍ لو جُمعت لكانت ديوانا!!.
فأرشده زفر إلى حمزة عليه السلام ليشفع له,فكتب له حمزة كتاباً في التوبة وقال له مامضمونه :إني لا أقدر على ماتطلب,وسأرسل معك رسولاً إلى أخي علي بن أبي طالب ليخاطب لك رسول الله صلى الله عليه وآله.
وفي الطريق إلى الامام عليٍّ عليه السلام وجد استاذه في النحو أبا علي الفارسي,وقد أحاط به الشعراء يعاتبونه على أخطائه في تفسير كلامهم,ومنهم يزيد بن الحكم الكلابي,يقول له لم فتحت الميم في قولي (فاني خليلا صالحا بك مقتوي) وأنا قلتُها مضمومة؟ فتدخَّل في النزاع وفاءً لحق الاستاذية,وهنا ضاع كتاب التوبة الذي كتبه له حمزة عليه السلام.
ولذا لم يصنع له (أمير المؤمنين) كما ورد في تعبيره شيئا,وأعرض عنه,وهنا ذهب إلى العترة الطيبة عليهم السلام وقال لهم (اني كنتُ في الدار الذاهبة إذا كتبتُ كتاباً وفرغتُ منه قلتُ في آخره وصلى الله على محمدٍ خاتم النبيين,وعلى عترته الأخيار الطيبين,وهذه حرمة لي ووسيلة,واريد منكم إذا خرجت فاطمة الزهراء عليها السلام من الجنة للسلام على أبيها ان تذكروا حالي عندها) يعني توسَّل بأولاد الزهراء,لانهم هم الوحيدون الذين يستطيعون تكليم أمهم,وكلَّمها في ذلك أسباطها الامام محمد الباقر عليه السلام وزيد الشهيد ولدا الامام زين العابدين عليه السلام,وقالوا لها مع مجموعة أخرى (ابراهيم,وعبد الله,والطاهر,والقاسم,والطيب) اولاد رسول الله صلى الله عليه وآله الذين خرجوا مع خديجة عليها السلام (التي كانت تجري مجرى الزهراء عليها السلام في الشرف والجلالة).
فلمَّا كلَّموا الزهراء - عليها السلام - أمرت بطل الرواية ان يتعلَّق بركاب أخيها ابراهيم عليه السلام,وبذلك نجا.
ملحوظة:- 
1- أحبُ لكم أن تطلعوا على هذه الرسالة لما فيها من بحوث لغوية وصرفية وعروضية رائعة.
2- لما فيها من محاكمات للشعراء وأغلاطهم الشعرية وهناتهم العروضية والنحوية.
3- للطرافة التي فيها,ولو لاحظنا الظرف التي كُتبت فيه لعرفنا عبقرية ابي العلاء القصصية في ذلك الوقت.
4- تأثر دانتي برسالة الغفران فكتب (الكوميديا الالهية) وضمنها مشابها لقصة معراج النبي صلى الله عليه وآله,والمعراج معناه الصعود الى السماء,ومنه اسم الطائرة الحربية الفرنسية (ميراج)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=164225
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 01 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28