• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل نُجبر على الحب والكراهية؟ .
                          • الكاتب : كاظم الشبيب .

هل نُجبر على الحب والكراهية؟

عندما تجبرك الظروف على الحب فإنك سوف تكون محباً. وعندما تجبرك الظروف على الكراهية فسوف تكون كارهاً. هنا أنت تحب وتكره رغماً عنك. بل ليس لديك خيار الحياد إلا إن كنت حكيماً راشداً بحيث تستطيع التحكم في مشاعر الحب ومشاعر الكراهية مهما لانت تجاهك الظروف أو قست عليك. فعندما لا ترى من شخص إلا اللطف، الرحمة والحنان، الإحسان والشفقة، التسامح والبهجة، الكرم والاريحية، حينها، لا يمكن إلا أن تقع في محبته. بينما لا يمكنك إلا أن تكره ذاك الذي يجعل حياتك سوداوية النهار، وليلها عذاب، وساعاتها أحزان وأتراح. 

بكلمة مختصرة، قلوبنا ووجداننا، وأنفسنا مفطورة على من يحسن إليها وعلى كراهية من يؤذيها. وكلما زاد المحسن إلينا في إحسانه زادت محبتنا له، وكلما زاد المسيء إلينا في إساءته زادت كراهيتنا إليه. أو كما يقول الإمام الغزالي: فإن الانسان عبد الإحسان، وقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها... وهناك فرق بين حب الصحة وبين حب الطبيب الذي هو سبب الصحة، إذ الصحة مطلوبة لذاتها والطبيب محبوب لا لذاته بل لأنه سبب الصحة... ويتطرق الحب للزيادة والنقصان بحسب زيادة الإحسان ونقصانه... [1] 

 لا ينحصر ذلك على المحبة والكراهية بين الأفراد فقط، بل يمتد الحال على المحبة والكراهية بين أهل الهويات المختلفة. لقد كره المسلمون، القاطنون في الاتحاد السوفيتي السابق، الحزب الشيوعي وحكمه لما عانوه من قسوة وعذاب وحرمان لأنهم مسلمون. بينما، في ذات الوقت،   أحب المسلمون الحكومات الغربية التي احترمت ثقافتهم وممارستهم لطقوسهم على أراضيها. فعندما تلتقي النوايا الجماعية الطيبة وتنسجم مع سنن الطبيعة، حينها تتغلغل نسمات الحب وتنصرف رياح الكراهية. وبذلك تتأكد رسالات الأديان وقيمها في المجتمعات وبين اهل الهويات المختلفة. 

لذا، وكما يقول د. أنور أبي خزام في كتابه الدين والجمال: لا يعود الدين فكراً توقيفياً، بل يشحن عندها بنشاط عقلي ديناميكي يقود إلى تلاقي النوايا الشخصية مع القانون الطبيعي. وكلما اقترب الانسجام بين هذين العاملين، كلما اقترب الإنسان من السعادة أو الجنة. [2]  نعم ربما تجبرنا المعطيات على الحب والكراهية، ولكن لا بمعنى أن هناك إرادة مسلطة علينا لنحب أو نكره فلان من الناس أو تلك الجماعة من البشر.

في المقطع المرفق نظرة على فكرة ”الإكراه“ مفيدة للموضوع: القوة مقابل الإكراه: 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=164321
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 01 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20