• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من معاني ودلالات يوم المبعث الشريف .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

من معاني ودلالات يوم المبعث الشريف

للمبعث الشريف ( ٢٧ رجب الأصب ) معان ودلالات عظيمة لمن يؤمن بمبعوث هذه المناسبة ويعتقد بنتائجها ويلتزم بلوازمها ..

وسنحاول ان شاء الله على نحو السرعة والإشارة الى ذكر ثلاث دلالات مهمّة عسى أن نكون قد شاركنا ولو بجزء يسير من الإحياء الواعي لهذه الذكرى ، ومنها :

١. للإنسان نعمتان كبيرتان لا يستطيع شكر أحدهما فضلاً عن كليهما مهما حاول واجتهد بتقديم الشكر للمنعم ، وهما : نعمة الوجود ، ونعمة الهداية . قال تعالر { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } الإنسان ١ - ٣ . فنعمة الوجود لها أبحاثها الخاصة في علوم الفلسفة والكلام ، وأمّا النعمة الثانية فحقيقتها هي علّة وسبب للأولى وإن تأخّرت عنها في الخارج ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات ٥٦ . ولمّا كان الإسلام هو أعلى درجات الهداية وأرقى مستوياتها وأكمل وأتم مراتبها ، فإن هذه الليلة ويومها يكتسب هذا المعنى العظيم للنعمة ويستوجب ما يساويه من الشكر عقلاً قبل أن يكون نقلاً وشريعة .

٢. دلالة خاصة بخاتمة الرسالات : أن ترسل السماء آخر وأكمل الرسالات على يد أفضل الرسل على الإطلاق بمعنى ان الإنسان قد وصل الى هذا المستوى العالي من الوعي الذي يوازي هذه الرسالة وأنه استحق هذه الدرجة الرفيعة من الهداية ، مبعث خاتم الرسالات هو تأريخ لولادة هذه الشخصية الجديدة للبشرية والتي لها الأفضلية عمّا سبقها من هذه الحيثية ، كما لو أن طالباً قد اجتاز مرحلة الابتدائية والثانوية والجامعية ووصل الى مستوى الدراسات العليا .. .

٣. الرحمة : هنالك جهة ثالثة تمثّلها هذه الرسالة غير جهة النعمة وجهة كونها تاريخاً وصلت فيه البشرية الى شخصية إنسانية عالية ، هي جانب الرحمة الاستثنائية والفريدة التي رافقتها ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الانبياء ١٠٧ . فالبلاءات والعقوبات العامة التي كانت تتعرض لها البشرية ( ككل او كأمم ) من قبيل الطوفان والصيحة والريح العاتية والحاصب ( الحجارة ) والخسف .. قال تعالى ( ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40] ، قد رفعها الله تعالى عن الإنسان في عهد رسالة الإسلام ، قال تعالى ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الأنفال ٣٣ .

ذكرى مباركة ان شاء الله تعالى ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=165325
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 03 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29