• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المثقفون ..والتباكي على مستقبل الإنتاج الثقافي .
                          • الكاتب : حامد شهاب .

المثقفون ..والتباكي على مستقبل الإنتاج الثقافي

الثقافة والإبداع ، يا سلاطين الثقافة، يرتبطان بصورة مباشرة بالمجتمع الذي تعيش فيه الأفراد والجماعات..!!

فإذا كان المجتمع يمتلك إرثا ثقافيا ومعرفيا، فلا خوف على الثقافة من أن يصيبها التلاشي أو الإندثار..!!

وهي مرتبطة أصلا بالنظام السياسي .. فإذا كان النظام السياسي يعتاش على الفساد والنهب والقتل والترويع والغاء الآخر، فماذا نتوقع مصير الثقافة والإنتاج الثقافي أن يكون؟؟

لابد أن الثقافة والابداع تتأثر بمدخلات ومخرجات صراعات الانظمة وتخبطها ، فهي تتناسب طرديا مع تدني نظم الحياة وتدهور القيم وإنفلات المجتمع  وفوضويته، لهذا تنعكس تلك الانماط المجتمعية والسياسية على الثقافة ليصيبها بالتدهور والإنفلات والفوضى!!

وفي مجتمعات وأنطمة سياسية مستقرة ومتقدمة في نظامها السياسي وتنعم بالحرية ، لابد للمثقف أن يرتقي الى حجم الوعي ، ويكون إنتاجه متقدما ، ويعبر عن صيرورة تقدم الحياة ونهوضها!!

صحيح أن المعاناة يمكن أن تفجر كوامن الإبداع.. لكن الحياة إذا إنقلبت فيها الموازين ، وسيطر عليها حملة السلاح وعصابات الجريمة، فأن المثقف ينزوي بعيدا، ويستتر!!

وربما تصبح الثقافة عالة على المجتمع ، وتكون أشبه بمن يطبخ حصوا لكي يستخرج منه طعاما لعائلته ..

فالمثقف والبسيط في الثقافة مهددان في كل لحظة، وربما يكون الحصول على لقمة الخبز أكثر أهمية لهما من الحصول على إنتاج ثقافي!!

ماذا نتوقع من عراق باع ساسته كل شيء في سوق النخاسة بثمن بخس؟؟

وماذا نتوقع من الهمج والرعاع إذا تحكموا بمقدرات شعب، حتى وإن كان له تاريخ ضارب في الحضارة والثقافة والإبداع؟؟

لابد أن يكون الجميع، بمن فيهم المثقفون ، منزوين ، وهم يخشون على حياتهم، من أن تتهددها كل الجماعات التي هيمنت على مقدرات شعب ، وهي من تفرض وجودها وطيشها وعربدتها بقوة السلاح!!

التباكي على الثقافة والابداع ياسادتي الكرام.. يتطلب أن نرفع أصواتنا عاليا بوجه الظلم والفساد ونحطم أصنام السياسة وعصاباتها التي فرختها، وهي من تفرض أجندتها علينا، وربما تجلد الآلاف منا، كل يوم،  بلا رحمة!!

وفي العراق، كان شباب تشرين ، أكثر جرأة بكثير من مخضرمي ثقافة ومبدعين كبارا، يوم تحدوا السلطات الغاشمة، وفضحوا نهجها وإسلوبها البربري في ادارة الدولة والسير بها نحو الفوضى والإنفلات، برغم كل التهديدات وحالات القمع الوحشي وعمليات القتل والإعتقال التي واجهها الكثيرون !!

اليوم ربما يعد الحصول على رغيف خبر أهم بكثير من قراءة رواية أو أو مؤلف إعلامي أو أدبي او علمي، لأن كل تلك الأنماط الثقافية اصبحت مهجورة، وموحشة، وهي بحاجة الى أبطال حقيقيين، يفجرون ثورة الجياع، لكي يكون بمقدور الشعب أن يعيد له حريته ونظامه السياسية، بعيدا عن لغة التهديد والقتل والفوضى والإنفلات!!

لنصرخ جميعا بوجه الظلم.. وأن لانبقى حياديين بين الموت والحياة..أو بين الكفر والإيمان !!

فالشعب أما أن يحيى وتكون لحياته معنى.. أو أن تتناهشه الذئاب وبنات آوى ، لكي تفترسه في كل مرة ، وتعيث فيه خرابا ودمارا..!!

إتقوا الله يا سلاطين الثقافة.. فالسلطان لم يقتصر إهتمامه سوى على الجواري والحسناوات..ولفط المليارات من ثروات العراق..!!

وياليتهم إكتفوا بنهب أموال العراق وثرواته لأنفسهم فقط،، بعد جوع وحرمان عانوه،  لكنهم سهلوا للأغراب أن تستحوذ على مقدارات البلد ، وتهيمن على كل شيء!!

بكاؤكم على الأطلال أيها المثقفون ، لن يجدي نفعا.. ولن يجديكم حمل سيوفكم وأقلامكم على من يكابد من زملائكم ، ليرتقي بالثقافة الى الأعالي ، وسط ظلام وحشة قبور الحياة التي كنا نقطنها..وكأننا نعيش في كهوف ، لاقدرة لنا على أن نحطم الأغلال ، لتشرق نور الشمس فوق ربوع بلادنا!!

وربما تأتي أجيال من بعدكم تلعن الثقافة ، إن لم توفروا لها الملاذات الآمنة لكي تنمو وتزدهر!!

والمبدع الحقيقي هو من يكابد ويكتب ويحذر ويتوعد الطغاة والأشرار ، وأن ينتج كتابا أو مطبوعا يقدم خدمة لمجتمعه وأجياله، لكي يكون بمقدوره أن يقض مضاجع المتسلطين على رقابنا ، ويولوا الادبار.. وينزووا بعيدا..الى الدول التي قدموا منها، أو عملوا لحسابها، لا أن يختفي المثقف في جحور الظلام ويريد للشمس أن تدخل ملجأه !!

عندها ترتفع مكانة الثقافة والإبدع الى القمم التي تليق بها .. ويكون بمقدور الشعب أن يستعيد حريته المسلوبة وكرامته المهدورة..ويزداد الإنتاج الثقافي والمعرفي ، وينمو الإبداع ..وترتفع أعلام النصر ، لترفرف فوق ربى الحياة..وتنتصر القيم ويكون القانون هو السائد ..وهو من يتحكم بالجميع!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=165396
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29