• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تفسير هزيل لقوله (ع) : "فأكون لك عارفاً"  .
                          • الكاتب : ابو تراب مولاي .

تفسير هزيل لقوله (ع) : "فأكون لك عارفاً" 

فسر البعض مقطعاً من المناجاة الشعبانية المروية عن أمير المؤمنين (ع) (إلهي وألحقني بنور عزك الأبهج فأكون لك عارفاً وعن سواك منحرفاً) بما ينسجم مع منهجه المخالف لتوجيهات المراجع العظام، مدعياً أنّ أمير المؤمنين (ع) يقصد منهجه العرفاني، وكأنّ الأغلبية الساحقة للمراجع العظام الذين نهوا عن هذا الطريق لم يلتفتوا لما التفت إليه !!

إنّ هذا التفسير ينم عن عدم المعرفة بالمفردات التي كان يستعملها المعصومون (ع)، ولا أريد أن أقول : إنه من التدليس المتعمد على الناس. 

فإنّ المعصومين (ع) وأصحابهم كانوا يستعملون لفظ العارف ويقصدون العالم أو المقر بالتوحيد أو المقر بإمامة أهل البيت (ع)، واستعمالاتهم في ذلك كثيرة جداً. 
وإليك بعض الشواهد : 
 عن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال (سئل عن الأذان هل يجوز أن يكون عن غير عارف؟ قال لا يستقيم الأذان ولا يجوز أن يؤذن به إلا رجل مسلم عارف، فإن علم الأذان وأذن به ولم يكن عارفاً لم يجز أذانه ولا إقامته ولا يقتدي به) . الوسائل ج٤  ص٦٥٥، وواضح أنّ العارف هنا هو المقر بأمر أهل البيت (ع) وإمامتهم، وإلا فما خصوصية العارف بمعنى العرفاني لكي يصح منه الأذان دون غيره؟! 

وبالوضوح نفسه ما روي بإسناد الشيخ الطوسي إلى عمار بن موسى من كتاب أصله المروي عن الصادق (ع) في الرجل يكون عليه صلاة أو صوم هل يجوز له أن يقضيه غير عارف؟ قال: لا يقضيه إلا مسلم عارف. الوسائل ج٥  ص٣٦٦.، يعني مسلم إمامي أقرّ بإمامة أهل البيت (ع) وإلا فلا خصوصية للعرفاني في صحة القضاء عن الميت، إنما الخصوصية للإمامي. 

وصحيح عبد الرحمن بن الحجاج ( سألت أبا الحسن (ع) عن رجل عارف فاضل توفي وترك عليه ديناً قد ابتلي به ولم يكن بمفسد ولا بمسرف ولا معروف بالمسألة هل يقضى عنه من الزكاة الألف والألفان؟ قال (ع) نعم) الوسائل ب ٤٦ من أبواب المستحقين للزكاة ح١. 
وهكذا العشرات من النصوص. 

والعارف في كل النصوص يُعنى به المقر بإمامة أهل البيت (ع) بقرينة الرواية الواردة في الكافي : عن يونس بن يعقوب أنّ رجلاً بهمدان ذكر أنّ أباه مات، وكان لا يعرف هذا الأمر... الرواية) نقلها الحر عنه في الوسائل ب ٣٣ من أبواب الوصايا ح٤، ومعنى لا يعرف هذا الأمر أي لم يكن مقراً بالإمامة. . 
كذلك قول أمير المؤمنين (ع) في وصف التوحيد (أول الدين معرفته) يعني أنّ أول الدين هو معرفة الخالق بالعلم بوجوب وجوده وبالصفات الإلهية وما يرتبط بالتوحيد، وهو من البحث العقائدي. 

فقوله (ع) (فأكون لك عارفاً) أي عالماً مقراً لك بالربوبية وكل ما يرتبط بالتوحيد، وهذا المفهوم مرتبط بعلم العقائد - كما علمت - بعيداً عن التفسير المذكور. 

ثم إنّ من الجهل بمكان، التحكّم بالنصوص الشرعية القديمة وتفسيرها وفقاً للمصطلحات الحادثة في العصور المتأخرة لأجل التطابق اللفظي!!
فأيّ معرفةٍ هذه وأي عرفان مع الجهل بمفردات النصوص الشرعية؟!
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=165615
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16