• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحكاية وما فيها.. .
                          • الكاتب : حسين فرحان .

الحكاية وما فيها..

الكل يدعي وصلا بالقيم والمباديء، وبليلى.. الكل يتخندق استعدادا لخوض نزال مع طواحين الهواء!!  لاستنقاذ حقوق الناس،  والكل يرفع راية واحدة كتبت عليها كلمة الحق التي يراد بها باطل..
الوطن غايتهم، وراحة المواطن همهم،.. ونعم البدعة هذه. كما كانت تلك، فالاساس في ملكهم نظرية (الكعكة)، والوطن، بنفطه ودخانه وترابه -كما يرونه- (كعكة).
بارعون هم في قسمتهم وان توقفت الحياة، فالعام الذي يمضي في سبيل تثبيت أثافي القدور ليس مما يغاث فيه الناس، وهو -بكل يوم فيه- فداء لثلاثة سواه يكون  الحصاد فيهن وفيرا..

لا يحبون العجلة من أمرهم.. اذ لابد أن يرضى الطيف عن الطيف، والجهة عن الجهة، وهذا عن ذاك. وان قضى العباد ساعات الانتظار عند ابواب المقابر..
شاشاتنا المعلقة على الجدار تئن من وقع التصريحات، ألف قناة تبث بجودة عالية سجالا بين هذا المتحدث وذاك.. يتوسطهما مذيع لو اطلعت عليه لوليت من غاياته فرارا..
جمهور متحزب تهفو نفسه لمتحدثه، يقابله جمهور تهفو نفسه لمتحدثه.. وادعاء الوصل بليلى وبسلمى وبالوطن حاضر لا يفارق تعابير الوجوه، وان اعتراه شيء من نفاق لا يمكن اخفاؤه..
الكل بلا ضمير.. و(الأنا) تنساب مع التصريحات تارة، وتختفي أخرى.. والجمهور المتحزب يراها عند خصمه وعين رضاه عن عيب صاحبه كليلة..
جمهور آخر.. وجد في كرة القدم ركنا يلجأ اليه هاربا من احتدام النفاق السياسي.. فحذف قنوات السياسة من شاشاته والتجأ الى (اسبانيا) التي منحته -وغيره- ( الريال وبرشلونة) يتقلب بينهما كيف يشاء..وجمهور آخر ينظر لكل الاطراف بنظرة امتعاض فيرى بأن هذه الطبقة ما هي إلا: (الكل غير المرضي عنه) لا الرب راض عنها ولا القلب..

طالب المال لا يشبع.. وهذه حقيقة اثبتها تاريخ البشرية وأكدها تاريخ السياسة العراقية..

و(كفى) لم تكن الكلمة المثلى لايقاف هذا (المارثون) اللاهث خلف الدولار والمنصب.. و(التظاهر) أصبح ممارسة لا تخيف أحدا منهم.. فالديمقراطية تؤمن بالصراخ وحق الصراخ خلف الاسوار مكفول دستوريا، وللمسؤول أن يتابع مجريات الاحداث متى ما استيقظ من نومه..
من يتحدث منهم عن دين، أبلغوه بأنه كاذب..
ومن يتحدث منهم عن وطن، أخبروه بأنه كاذب..
الدين والوطن أكبر من ان يكونا ضمن دائرة اهتمام من لا يفقه فيهما شيئا، ولكن ليتحدثوا عن الدنيا فهم الخبراء بطرقها.. وعن زينتها وزخرفها.. عن الجواري والغلمان والقصور.. وعن انتكاستهم.. 
أيها السياسي ماهو تعريفك للوطن سيجيبك دون أن يكترث: (كعكة)..
الترف.. المال.. النفوذ والسلطة، جميعها؛ عوامل مساعدة على تخصيب وتكوين الشخصية الفرعونية عند كل واحد منهم..
مستوى الردع يقترب من الصفر.. ومع انخفاض وتدني نسب الوعي، وتفشي حالة التحزب ربما نحتاج الى معجزة لتغيير هذا الواقع الذي طغت فيه الصنمية عند البعض، واللامبالاة عند غيرهم، واللا أدري عند البعض الآخر..
انها مأساة وطن وحكاية تحكى كل ليلة بشكل مختلف.. ولكن ربما هي الحكاية وما فيها.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=165773
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 03 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18