• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : بحوث ودراسات .
                    • الموضوع : كشف المراد في بكاء زين العباد .
                          • الكاتب : الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي .

كشف المراد في بكاء زين العباد

روي عن الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال: البكاؤون خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) وعلي بن الحسين (عليهما السلام)، فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل له: ((تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين)) يوسف 12.

وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن، فقالوا: إما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل، وإما أنا تبكي بالليل وتسكت بالنهار، فصالحهم على واحد منهما، وأما فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، فبكت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى تأذى بها أهل المدينة، وقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر، مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف، وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين (عليهما السلام) عشرين سنة أو أربعين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا ابن رسول الله، إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين. قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، وأعلم من الله مالا تعلمون، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.

الأمالي للشيخ الصدوق - ص 204.

روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : إن زين العابدين ( عليه السلام ) بكى على أبيه أربعين سنة صائماً نهاره قائماً ليله، فإذا حضر الإفطار جاءه غلامه بطعامه وشرابه، فيضعه بين يديه فيقول : كل يا مولاي  ، فيقول : قتل ابن رسول الله جائعاً  ، قتل ابن رسول الله عطشاناً  ، فلا يزال يكرِّر ذلك ويبكي حتى يبلَّ طعامه من دموعه، ثمَّ يمزج شرابه بدموعه، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل.

الوسائل ج 3 ص 282.


ويوجد هنا تساؤل حول الروايتين حيث انهما ذكرتا ان الامام السجاد (عليه السلام) كان قد بكى على ابيه الامام الحسين (عليه السلام) اربعين سنة والحال انه (عليه السلام) عاش بعد ابيه خمسا وثلاثين سنة، فقد استشهد في سنة 95 هـ وواقعة الطف حدثت في بداية سنة 61 هـ  والبكاء استمر الى اخر عمره الشريف كما في اخر رواية ابن طاووس في قوله : فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل.

وهذا يقتضي ان يكون البكاء خمسا وثلاثين، والتي هيه مدة بقاء الامام السجاد (عليه السلام) بعد ابيه الحسين (عليه السلام)، فكيف ذكرت الروايتان انه بكى اربعين سنة ؟

عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قبض علي بن الحسين عليه السلام وهو ابن سبع وخمسين سنة في عام خمس وتسعين سنة، وعاش بعد الحسين خمسا وثلاثين سنة.الكافي - ج 1 ص 468

والجواب كالآتي:

١--الرواية الاولى مرفوعة الى الامام الصادق (عليه السلام)حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار قال: حدثني العباس بن معروف، عن محمد بن سهل البحراني يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام).

وفي تفسير العياشي عن محمد بن سهل البحراني عن أحد اصحابه عن ابي عبد الله قال: البكاؤون خمسة.

واما الرواية الاخرى ففي الوسائل عن علي بن موسى بن طاوس في كتاب (الملهوف على قتلى الطفوف) عن الصادق (عليه السلام)

فالروايتان ضعيفتا السند، ولكن نقول ان بكاء الامام السجاد (عليه السلام) من المشهور شهرة عظيمة فبذلك يزول ضعف الروايتين.

واذكر ما ذكره آية الله العظمى فقيه اهل البيت عليهم السلام المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (قدس سره) في كتاب من وحي الطف يقول: (أن عدم العثور على مصدر الرواية لا يصلح شاهداً على كذبها، لأنه قد ألفت في العصور الأولى كثرة كاثرة من الكتب حول مقتل الحسين (عليه السلام) تعتمد على الروايات المسندة لمشاهدي الحوادث أو على ما يحدث به أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في عصورهم الطويلة، حيث بذلوا (صلوات الله عليهم) جهدهم في الإعلان والتذكير بهذه المصيبة بما أحاط بها من مآسٍ وفجائع وعظاتٍ وعبر، وإذا كانت تلك الكتب قد ضاعت علينا فمن القريب جداً أن يكون كثير من مضامينها قد بقي في الصدور يتناقله الناس جيلاً بعد جيل، أو أودع بنحو مرسل في بعض المقاتل المتأخرة التي وصلتنا. كما أن كثيراً من الأحداث ربما لم يسجل وإنما بقي متناقلاً بين الناس في الأجيال المتعاقبة حتى وصل إلينا مرسلاً من دون مصدر. واحتمال ذلك كافٍ في حسن ذكره لتشييد حق معلوم أو للتنفير من باطل معلوم.

من وحي الطف دلالات وتوجيهات - ص 78-79.

2- كان يبكي على ابيه (عليه السلام) قبل شهادته كما هو حال الانبياء والمعصومين (عليهم السلام) الذين بكوا عليه قبل شهادته، فقد روى صاحب الدر الثمين في تفسير قوله تعالى: ((فتلقى آدم من ربه كلمات)) أنه رأى ساق العرش وأسماء النبي والأئمة (عليهم السلام) فلقنه جبرئيل قل: يا حميد بحق محمد، يا عالي بحق علي، يا فاطر بحق فاطمة، يا محسن بحق الحسن والحسين ومنك الإحسان.

فلما ذكر الحسين سالت دموعه وانخشع قلبه، وقال: يا أخي جبرئيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي؟ قال جبرئيل: ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب، فقال: يا أخي وما هي؟ قال: يقتل عطشانا غريبا وحيدا فريدا ليس له ناصر ولا معين، ولو تراه يا آدم وهو يقول: واعطشاه واقلة ناصراه، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان، فلم يجبه أحد إلا بالسيوف، وشرب الحتوف، فيذبح ذبح الشاة من قفاه، وينهب رحله أعداؤه وتشهر رؤوسهم هو وأنصاره في البلدان، ومعهم النسوان، كذلك سبق في علم الواحد المنان، فبكى آدم وجبرئيل بكاء الثكلى.

البحار - ج 44 - ص 245.

ويروى أن زكريا (عليه السلام) سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة، فأهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فعلمه إياها فكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن سري عنه همه وانجلى كربه، وإذا ذكر (اسم) الحسين خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة فقال ذات يوم:

إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسليت بأسمائهم من همومي وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي.

فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصته، وقال: ((كهيعص)) فالكاف اسم كربلا والهاء هلاك العترة، والياء يزيد وهو ظالم الحسين، والعين عطشه، والصاد صبره فلما سمع ذلك زكريا (عليه السلام) لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ومنع فيها الناس من الدخول عليه وأقبل على البكاء والنحيب وكانت ندبته: إلهي أتفجع خير خلقك بولده، أتنزل بلوى هذه الرزية بفنائه، إلهي أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة، إلهي أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما.

ثم كان يقول: إلهي ارزقني ولدا تقر به عيني على الكبر، واجعله وارثا وصيا، واجعل محله مني محل الحسين فإذا رزقتنيه فافتني بحبه ثم أفجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده، فرزقه الله يحيى (عليه السلام) وفجعه به.

وكان حمل يحيى ستة أشهر، وحمل الحسين (عليه السلام) كذلك وله قصة طويلة.

قلت: فأخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم قال: مصلح أو مفسد؟

قلت: مصلح، قال: فهل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد بما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد؟! قلت: بلى، قال: فهي العلة أوردها لك ببرهان يثق به عقلك.

أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله وأنزل الكتب عليهم، وأيدهم بالوحي والعصمة، إذ هم أعلا [م] الأمم وأهدى إلى الاختيار منهم مثل موسى وعيسى هل يجوز مع وفور عقلهما، وكمال علمهما، إذا هما بالاختيار أن تقع خيرتهما على المنافق، وهما يظنان أنه مؤمن؟

قلت: لا فقال: هذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه، ونزول الوحي عليه، اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لا يشك في إيمانهم وإخلاصهم، فوقعت خيرته على المنافقين، قال الله عز وجل ((واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا - إلى قوله - لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم)).

البحار  - ج 52- ص 85.

وروي ان رجل سأل موسى ان يسأل ربه ان يعفوا عنه  فسأل موسى ربه فقال عز من قائل يا موسى اغفر لكل من سألني الا لقاتل الحسين (عليه السلام) فقال موسى(عليه السلام) ومن يقتله قال تقتله امة جده عطشان غريبا وينهب رحله وتسبى نساءه وتقتل اصحابه وتشهر رؤوسهم على اطراف الرماح يا موسى صغيرهم يمسه العطش وكبيرهم جلده منكمش وبكى موسى ولعن قاتل الحسين (عليه السلام).

البحار - 44 ص 308.

وروي أن إبراهيم (عليه السلام) مر في أرض كربلا وهو راكب فرسا فعثرت به وسقط إبراهيم وشج رأسه وسال دمه، فأخذ في الاستغفار وقال: إلهي أي شئ حدث مني؟ فنزل إليه جبرئيل وقال: يا إبراهيم ما حدث منك ذنب، ولكن هنا يقتل سبط خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء، فسال دمك موافقة لدمه.

قال: يا جبرئيل ومن يكون قاتله؟ قال: لعين أهل السماوات والأرضين والقلم جرى على اللوح بلعنه بغير إذن ربه، فأوحى الله تعالى إلى القلم إنك استحققت الثناء بهذا اللعن.

فرفع إبراهيم (عليه السلام) يديه ولعن يزيد لعنا كثيرا وأمن فرسه بلسان فصيح فقال إبراهيم لفرسه: أي شئ عرفت حتى تؤمن على دعائي؟ فقال: يا إبراهيم أنا أفتخر بركوبك علي فلما عثرت وسقطت عن ظهري عظمت خجلتي وكان سبب ذلك من يزيد لعنه الله تعالى.

243.

وهكذا الروايات التي حكت حال الانبياء نوح واسماعيل وعيسى (عليهم السلام) التي ينقلها البحار - ج 44 ص 243-244.

وروي انه خرج رسول الله (صلى‌ الله‌عليه ‌وآله) إلى أصحابه، والتربة في يده، وفيهم أبو بكر وعمر وعلي وحذيفة وعمار وأبوذر وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟! فقال: أخبرني جبرائيل، أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطفّ، وجاءني بهذه التربة، فأخبرني أنّ فيها مضجعه.

معالم المدرستين - ج 3 ص 34.

«عن الأصبغ بن نباته قال: أتينا مع علي فمررنا بموضع قبر الحسين، فقال علي: هاهنا مناخ ركابهم، وهاهنا موضع رحالهم، وهاهنا مهراق دمائهم، فتية من آل محمّد يُقتلون بهذه العرصة، تبكي عليهم السماء والأرض.

شرح الاخبار - ج 3 ص 539.

وان قلت لماذا اربعين سنة بكاء والحال عمره حين شهادة ابيه 26 سنة؟

قلت : ليس بلحاظ طفولته بل بلاحظ بلوغه 35سنة وقبل ذلك 11 سنة فيكون 46 سنة والنبي (صلى الله عليه واله) يبكى على الحسين (عليه السلام) والامام السجاد (عليه السلام) مأمور بالتأسي وهو بضعة النبي (صلى الله عليه واله ) قال تعالى ((لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ))الاحزاب  21.

3-حينما كان يرى ابيه يبكي عليه لانه يعلم من الله ما يحل به فبعد شهادة الامام الحسن (عليه السلام) كان يقترب الزمان ويشاهد ما يكون ويحل بأبيه من شهادته واهل بيته واصحابه فيكون المجموع 45 سنة ان شهادة الامام الحسن (عليه السلام) 50هـ 

4-الاهتمام من قبل القرآن الكريم والمعصومين (عليهم السلام) بالرقم أربعين فلعل هناك سقط في الكلام فتكون الجملة بكى ابيه قرابة الاربعين سنة قال تعالى: ((وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ)) البقرة 51.

قال (صلى الله عليه واله) من أخلص العبادة لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.

البحار  - ج 53 ص 326.

وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: من حفظ من شيعتنا أربعين حديثا بعثه الله عز وجل يوم القيامة عالما فقيها ولم يعذبه.

البحار - ج 2  ص 153.

ويروى عن أبي محمد العسكري (عليه السلام) أنه قال: علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

البحار - ج 98  ص 329.

5- احتمال ان الراوي اخطأ بين 35 و 40 وقرينة الخطأ التردد في الرواية بين 20 و 40 سنة، وهذا مما لايمكن صدوره من المعصوم (عليه السلام).

 6- يحتمل ان يكون المقطع الاول من الرواية الاولى كلام المعصوم (عليه السلام) فنجعل كلام المعصوم بين قوسين (البكاؤون خمسة ادم ويعقوب ويوسف وفاطمة وعلي بن الحسين) واما كلام الراوي الشارح يبدا من (واما ادم فبكى على الجنة )

7- التردد من الموالين الذين كانوا عنده فهو (عليه السلام) كان كثير ما يشتري العبيد ثم يعتقهم بعد مدة زمنية فكان اللاحق يسمع السابق منهم ببكاء الامام (عليه السلام) فهذا الذي جاء يرى بكاء الامام (عليه السلام) وايضا قد أُخبر من قبل سابقه بحالة بكاء الامام  فمدة بكاء الامام وفترة زمن البكاء تحديدا لا يعلمها الموالي الذي عاش مع الامام (عليه السلام) بالقطع والجزم فيحصل الترديد، وكقرينة على ذلك نرى التردد في قوله بين العشرين والاربعين، وربما كان الناقل من هؤلاء.

قال العلامة المجلسي في بحاره: ‏يشتري العبيد والإيماء ولا يبقى عنده اكثر من سنة واحدة ثم يعتقهم  ‏بعدما كان يعلمهم أحكام الإسلام ‏ومكارم الأخلاقق يشاهدونن عبادته وأخلاقه افعاله (عليه السلام) ويعطيهم المال ليكتسب به ‏ويعلمهم درسا عمليا حسينيا ‏حينما يشاهدون البكائه على أبيه الحسين (عليه السلام) حيث قيل بلغ من اعتقه خمسين الف وقيل مائة الف.

البحار - ج 46 ص 104

8- طيلة الاربعين سنة بعد شهادة الامام الحسين (عليه السلام) كانت الحركة الاصلاحية في الامة وايقاض تقويمها العبرة والبكاء على سيد الشهداء (عليه السلام) وهي فترة امامة الامام السجاد (عليه السلام) وبداية سنوات الامام الباقر (عليه السلام)، ثم تحول الاسلوب الاصلاحي الى بث العلوم والمعارف في حقول العلوم على يد الامام الباقر والصادق (عليهم السلام).

9- يمكن ان يكون هناك تصحيفا وخطأ في الكتابة ونقلت الرواية مع ذلك الخطأ حيث ان صاحب الوسائل ينقلها وجادة من كتاب  اللهوف للسيد بن طاووس ، قال: بكى على ابيه اربعين سنة فيمكن ان يكون اربعة وثلاثين سنة دمجت الكلمتين فصارت كلمة واحدة بإسقاط الحرفين الاوليين من ثلاثين فصارت اربعين .

ولبكاء الامام السجاد(عليه السلام) على الامام الحسين (عليه السلام) ابعاد واسباب متعددة سنذكرها ان شاء الله تعالى تباعا:

اولا: بعد عبادي، ارتباط بالله عزوجل.

قال تعالى: ((وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ)) التوبة 92.

وفي قصة ام موسى (عليه السلام) قال تعال: ((فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)) القصص 13.

ويستشهد الامام السجاد (عليه السلام) بما جاء في الكتاب العزيز على لسان النبي يعقوب (عليه السلام): ((إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)) يوسف 86

فتوجه الضعيف ولجوئه يكون الى القوي والمخلوق الى الخالق والعاجز الى القادر في اعانته ومساعتده على هذا البلاء والفراق، فكان من عبادة الامام زين العابدين (عليه السلام) البكاء على ولي الله الامام الحسين (عليه السلام) وهو بذلك يسر على خطى رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي ورد انه بكى الحسين قبل شهادته، فيروى عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال : إن زين العابدين ( عليه السلام ) بكى على أبيه أربعين سنة صائماً نهاره قائماً ليله، فإذا حضر الإفطار جاءه غلامه بطعامه وشرابه، فيضعه بين يديه فيقول : كل يا مولاي، فيقول : قتل ابن رسول الله جائعاً، قتل ابن رسول الله عطشاناً، فلا يزال يكرِّر ذلك ويبكي حتى يبلَّ طعامه من دموعه، ثمَّ يمزج شرابه بدموعه، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل.

كامل الزيارات 263.

ثانيًا : بعد نفسي.

فالبكاء تكامل نفسي للانسان حيث انه حرقة عاطفية وذواب قلبي على اولياء الله والتقرب اليه عن طريق ولي الله الاعظم لما اصابه في سبيل الله ودين الله فهذا الاحتراق وهذه اللوعة والبكاء يساهم في الحب والعشق والتضحية في سبيل الله ودين الله وهذا ما نراه في بكاء نبي الله يعقوب (عليه السلام) على ولي من اولياء الله وهو ابنه يوسف(عليه السلام) قال تعالى: ((وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)) يوسف 84.


ثالثا: بعد انساني اجتماعي.

قال تعالى في قصة ام موسى (عليه السلام)((وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)) القصص 7.

عن الامام الصادق (عليه السلام) يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشئ فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيه ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين.

البحار  - ج 98 ص 103.

عندما رأى الإمام ذات يوم قصّاباً يهمّ بذبح كبش له، فاقترب الإمام من القصّاب وسأله: يا هذا هل سقيت الكبش ماءً قبل أن تذبحه؟ فأجابه القصّاب: نعم، نحن معاشر القصّابين لا نذبح الحيوان حتّى نسقيه ماءً.

وهنا بكى الإمام وأخذ ينتحب ويندب أباه الإمام الحسين (عليه السلام) وأخذ يعرّف بمصيبته؛ إذ قتل عطشاناً.


رابعا: بعد تكويني.

خطب (عليه السلام) بعد عودته إلى المدينة، أم أي فؤاد لا يحزن من أجله؟

أم أي عين منكم تحبس دمعها؟

وكان (عليه السلام) يحث المؤمنين على البكاء ويقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (عليه السلام) حتى تسيل على خده، بوأه الله تعالى بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا.

جهاد الإمام السجاد (عليه السلام)- السيد محمد رضا الجلالي - ص 184.

وروي عن الامام الرضا (عليه السلام) يا ابن شبيب لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده (عليه السلام) أنه لما قتل جدي الحسين (صلوات الله عليه) أمطرت السماء دما وترابا أحمر، يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين (عليه السلام) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا ،قليلا كان أو كثيرا.

قال الإمام الرضا (عليه السلام): يا بن شبيب, إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) فإنه ذبح كما يذبح الكبش, وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيه, ولقد بكت السماوات السبع والارضون لقتله, ولقد نزل إلى الارض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل, فهم عند قبره شعث قبر إلى أن يقوم القائم,

الأمالي للصدوق ص 129, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 299, بحار الأنوار ج 44 ص 285, إقبال الأعمال ج 3 ص 29, العوالم ج 17.

عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده أن الحسين بن علي (عليهما السلام) دخل يوما إلى الحسن (عليه السلام) فلما نظر إليه بكى فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أبكي لم يصنع بك فقال له الحسن (عليه السلام): إن الذي يؤتى إلي سم يدس إلى فاقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمة جدنا محمد (صلى الله عليه وآله) وينتحلون دين الاسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك، وانتهاك حرمتك، وسبي ذراريك ونسائك، وانتهاب ثقلك، فعندها تحل ببني أمية اللعنة، تمطر السماء رمادا ودما، ويبكي عليك كل شئ حتى الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحار.

البحار - ج 45 - ص 218.


خامسا: بعد فطري.

في خطبته (عليه السلام) بعد عودته للمدينة: أَيُّهَا النَّاسُ! أَيُّ قَلْبٍ لا يَنْصَدِعُ لِقَتْلِهِ؟

أَمْ أَيُّ فُؤَادٍ لا يَحِنُّ إِلَيْهِ؟

أَمْ أَيُّ سَمْعٍ يَسْمَعُ هَذِهِ الثُّلْمَةَ الَّتِي ثُلِمَتْ فِي الْإِسْلامِ؟

عن ابن عيسى عن محمد البرقي عن أبان الأحمر عن محمد بن الحسين الخزاز عن ابن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنا عنده فذكرنا الحسين بن علي (عليه السلام) وعلى قاتله لعنة الله، فبكى أبو عبد الله (عليه السلام) وبكينا قال: ثم رفع رأسه فقال: قال الحسين بن علي (عليه السلام): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى.

البحار  - ج 44 ص 279


سادسا: بعد رحمي قرابتي.

فقد بكى (عليه السلام) وقد سُئل (عليه السلام) عن كثرة بكائه فقال : لا تلوموني فإن يعقوب (عليه السلام) فَقَدَ سبطاً من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه من الحزن ولم يعلم أنه مات ، وقد نظرت إلى أربعة عشر رجلاً من أهل بيتي يذبحون في غداة واحدة ، فترون حزنهم يذهب من قلبي ؟ أبداً .

شجرة طوبى محمد مهدي الحائري.

عن ثابت بن أبي صفية قال: نظر علي ابن الحسين سيد العابدين (صلى الله عليه)  إلى عبيد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاستعبر ثم قال: ما من يوم أشد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) من يوم أحد، قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، وبعده يوم موته، قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب، ثم قال (عليه السلام): ولا يوم كيوم الحسين (صلى الله عليه) ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل يزعمون أنهم من هذه الأمة، كل يتقرب إلى الله عز وجل بدمه، وهو بالله يذكرهم فلا يتعظون حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا، ثم قال (عليه السلام): رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عز وجل بهما جناحين، يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.

البحار  - ج 22  ص 274

 وكان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يميل إلى ولد عقيل  ، فقيل له : ما بالك تميل إلى بني عمّك هؤلاء دون آل جعفر ؟ فقال : إني أذكر يومهم مع أبي عبد الله الحسين بن علي ( عليه السلام ) فأرقّ لهم .

كامل الزيارات - ص 213

 

سابعا : بعد سياسي استنكاري ضد الظالمين.

فالبكاء احياء وابقاء لثورة الامام الحسين (عليه السلام ) موقدا حيا في قلوب المؤمنين

عن المنهال قال: دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام) فقلت: السلام عليكم كيف أصبحتم رحمكم الله؟ قال: أنت تزعم أنك لنا شيعة وأنت لا تعرف صباحنا ومساءنا، أصبحت في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون يذبحون الأبناء ويستحيون النساء، وأصبح خير البرية بعد نبيها (صلى الله عليه وآله) يلعن على المنابر، ويعطى الفضل والأموال على شتمه، وأصبح من يحبنا منقوصا بحقه على حبه إيانا وأصبحت قريش تفضل على جميع العرب بأن محمدا (صلى الله عليه وآله) منهم يطلبون بحقنا ولا يعرفون لنا حقا، ادخل فهذا صباحنا ومساؤنا.

جامع الأخبار - ص 105

وحينما كان يسأل في الركب فكان يقول: انا من اهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى للنبي ((صلى الله عليه واله)): ((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)) الشورى 23

واقتراف الحسنة مودتنا اهل البيت.

مستدرك الصحيحين ج3 ص 172.


ثامنا: بعد مخاصمي وتذمر ولفظ للأمة.

كان يقول (عليه السلام): ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبنا.

جهاد الإمام السجاد (عليه السلام)- السيد محمد رضا الجلالي ص 59.

عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: كان أبي علي بن الحسين (عليه السلام)، قد اتخذ منزله - من بعد مقتل أبيه الحسين بن علي (عليه السلام) - بيتا من شعر، وأقام بالبادية، فلبث بها عدة سنين، كراهية لمخالطة الناس وملاقاتهم.وكان يصير من البادية بمقامه إلى العراق زائرا لأبيه وجده (عليهما السلام) ولا يشعر بذلك من فعله.

المصدر السابق ص 61


تاسعا: بعد وجداني حياتي يربط البكاء بالطعام والماء التي بهما قوام الحياة ووجود الانسان في هذه الدنيا.

روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن زين العابدين (عليه السلام) بكى على أبيه أربعين سنة صائما نهاره قائما ليله، فإذا حضر الافطار جاءه غلامه بطعامه وشرابه، فيضعه بين يديه فيقول: كل يا مولاي فيقول: قتل ابن رسول الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشانا فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل وحدث مولى له (عليه السلام) أنه برز يوما إلى الصحراء قال: فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة فوقفت وأنا أسمع شهيقه وبكاءه وأحصيت عليه ألف مرة لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله تعبدا ورقا لا إله إلا الله إيمانا وصدقا، ثم رفع رأسه من السجود وإن لحيته ووجهه قد غمر بالماء من دموع عينيه فقلت: يا سيدي أما آن لحزنك أن ينقضي، ولبكائك أن تقل؟ فقال لي: ويحك إن يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم (عليهم السلام) كان نبيا ابن نبي كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله سبحانه واحدا منهم فشاب رأسه من الحزن، واحد ودب ظهره من الغم، وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا، وأنا فقدت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي.

البحار - ج 45 ص 149


عاشرا: بعد اسري.

عن الحسين بن زيد عن عمر بن علي بن الحسين قال : لما قتل الحسين بن علي صلوات الله عليه لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح وكن لا يشتكين من حر ولا برد وكان علي بن الحسين يعمل لهن الطعام للمأتم.

المحاسن ص 420.

ويروى أن أبا حمزة الثمالي (رضوان الله تعالى عليه) دخل يوماً على الإمام زين العبادين ( عليه السلام ) فرآه حزيناً كئيباً فقال له : سيّدي  ، ما هذا البكاء والجزع ؟ ألم يقتل عمُّك حمزة ؟ ألم يقتل جدّك علي ( عليه السلام ) بالسيف ؟ إن القتل لكم عادة  ، وكرامتكم من الله الشهادة  ، فقال له الإمام : شكر الله سعيك يا أبا حمزة  ، كما ذكرت  ، القتل لنا عادة  وكرامتنا من الله الشهادة ولكن يا أبا حمزة  ، هل سمعت أذناك أم رأت عيناك أن امرأة منا أُسرت أو هُتكت قبل يوم عاشوراء ؟ والله يا أبا حمزة ما نظرت إلى عمَّاتي وأخواتي إلاَّ وذكرت فرارهن في البيداء من خيمة إلى خيمة  ، ومن خباء إلى خباء والمنادي ينادي أحرقوا بيوت الظالمين.

سيرة الأئمة الإثني عشر  - السيد هاشم معروف الحسني ج2 ص 115

الحادي عشر: بعد تربوي عقائدي ، حيث كان يشتري العبيد والاماء ولا يبقى عنده اكثر من سنة واحدة ثم يعتقهم بعد ما كان يعلمهم احكام الاسلام ومكارم الاخلاق ويشاهدون عباداته واخلاقه وافعاله(سلام الله عليه)ويعطيهم المال ليتكسب به ويعلمهم درسا عمليا حسينيا حينما يشاهدون بكائه على ابيه الحسين(عليه السلام) حيث قيل بلغ من اعتقه خمسين الف وقيل مائة الف.

البحار - ج 46 ص 104.

 

الثاني عشر : تصوير لبعد مأساوي لشدة الحزن والتفجع .

قوله ذبح جائعا عطشانا كما تقدم في حواره مع القصاب وكما قال الامام الرضا (عليه السلام) يا ابن شبيب ان كنت باكيا لشئ فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فإنه ذبح كما يذبح الكبش.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج 2 ص 268

وعن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنه قال: ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رئي في دار هاشمي دخان خمس حجج، حتى قتل عبيد الله بن زياد لعنه الله.

البحار  - ج 45 ص 386


الثالث عشر: بعد في مواساة النبي(صلى الله عليه واله) وامير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة الزهراء (عليها السلام)

على مصاب الحسين (عليه السلام).

قال الامام السجاد (عليه السلام) وهو في السبي الا وان الله تبارك وتعالى اكرم اقواما بأبائهم فحفظ الاباء بالابناء بقوله تعالى: ((وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا)) الكهف 82 فاكرمهم،والله وانا عترة رسوله(صلى الله عليه واله) فإكرمونا لأجل رسول الله (صلى الله عليه واله) لان جدي رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يقول احفظوني في عترتي وبيتي فمن حفظني حفظه الله ومن آذاني فعليه لعنة الله الا فلعنة الله على من آذاني فيهم حتى قالها ثلاث مرات ونحن والله اهل بيت اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

المنتخب للطريحي.

الرابع عشر: بعد تاريخي فيما كان لهم من دور كما ذكر القران الكريم في قصص الانبياء ((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) يوسف 111.

وقال تعالى: ((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)) يوسف 3.

وقوله تعالى((وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) القصص 25

فكان الامام السجاد (عليه السلام) حينما يذكر وقائع وحوادث واقعة الطف كذكر عمه العباس وذكر ال عقيل وذكر بني هاشم وما جرى عليهم (صلوات الله عليهم) كان ذلك تربية وتهذيبا وبناءً لشخصية الانسان المؤمن.


الخامس عشر: بعد في استجابة الدعاء.

في حديث سهل الساعدي قال: بينما يطوفون بالراس في شوارع الشام، فاذا بغرفه و روشن فيها خمس نسوه و بينهن عجوز محدودبه الظهر، فلما حاذي الراس الروشن اخذت العجوز حجرا و رمت الي الراس الشريف فاصاب ثناياه (عليه السلام)، فلما رايت ذلك اوجع قلبي، فرفعت يدي الي السماء و قلت: اللهم اهلكها و اهلكهن معها بحق محمد و اله، فما استتم دعائي حتي سقط الروشن بمن فيه، فهلكت تلك النسوه و هلك تحته خلق كثير. قال: فقلت يالك من دعوه ما اسرع اجابتها.

و في روايه: فلما راي علي بن الحسين (عليه السلام) فعل العجوز دعا فسقط الروشن فهلكت و من معها.

الامام الحسين (عليه السلام) القزويني ج 1 ص 409.


السادس عشر: بعد اقتصادي.

كالانفاق في سبيل الحسين(عليه السلام)في احياء مجالسه قال تعالى: ((مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) البقرة 161.

والدمعة على الحسين(عليه السلام) في سبيل الله تعالى وهو مصداق لقوله تعالى ((ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)) الحج 32.

وقال امير المؤمنين(عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصروننا، ويفرحون بفرحنا، ويحزنون لحزننا; ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منا وإلينا.

البحار  - ج 65 ص 18.

وفي حديث مناجاة موسى (عليه السلام) وقد قال: يا رب لم فضلت أمة محمد (صلى الله عليه وآله) على سائر الأمم فقال الله تعالى: فضلتهم لعشر خصال قال موسى وما تلك الخصال التي يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها قال الله تعالى: الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والجمعة والجماعة والقرآن والعلم والعاشوراء قال: موسى يا رب وما العاشوراء قال البكاء والتباكي على سبط محمد (صلى الله عليه وآله) والمرثية والعزاء على مصيبة ولد المصطفى يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان بكى أو تباكى وتعزى على ولد المصطفى (صلى الله عليه وآله) الا وكانت له الجنة ثابتا فيها وما من عبد أنفق من ماله في محبة ابن بنت نبيه طعاما وغير ذلك درهما الا وباركت له في دار الدنيا الدرهم بسبعين درهما وكان معافا في الجنة وغفرت له ذنوبه وعزتي وجلالي ما من رجل أو امرأة سال دمع عينيه في يوم عاشوراء وغيره قطرة واحدة الا وكتب له اجر مئة شهيد.

 جامع أحاديث الشيعة ص  - ج 12  557.

عن الأصم قال: حدثنا هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل قال: أتاه رجل فقال له: يا ابن رسول الله هل يزار والدك؟ قال: فقال: نعم ويصلى عنده، وقال: يصلي خلفه ولا يتقدم عليه، قال: فما لمن أتاه؟ قال: الجنة إن كان يأتم به قال: فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: الحسرة يوم الحسرة، قال: فما لمن أقام عنده؟ قال: كل يوم بألف شهر، قال: فما للمنفق في خروجه إليه والمنفق عنده؟ قال: درهم بألف درهم.

البحار - ج  98 ص 87.

عن ابن سنان قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إن أباك كان يقول في الحج يحسب له بكل درهم أنفقه ألف فما لمن ينفق في المسير إلى أبيك الحسين (عليه السلام)؟ قال: يا ابن سنان، يحسب له بالدرهم ألف وألف حتى عد عشرة، ويرفع له من الدرجات مثلها ورضا الله خير له، ودعاء محمد ودعاء أمير المؤمنين والائمة (عليهم السلام) خير له.

كامل الزيارات - ص 123

واكرام الشعراء لمن يرثي الحسين (عليه السلام) بالمال خير شاهد على ذلك.


السابع عشر: بعد تقربي توبتي من الله تبارك وتعالى عن علي بن موسى الرضا(عليه السلام) فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام.

العوالم ، الإمام الحسين (عليه السلام) - الشيخ عبد الله البحراني - ص 385.

عن الرضا (عليه السلام) : يا بن شبيب، إن بكيت على الحسين (عليه السلام) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته، صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا.

الأمالي للصدوق ص 219.

قال الامام الصادق (عليه السلام) : من ذَكَرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه دمعٌ مثل جناح بعوضة ، غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

تفسير القمي ص616.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كل عين يوم القيامة باكية، وكل عين يوم القيامة ساهرة إلا عين من اختصه الله بكرامته، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمد (عليهم السلام)

مستدرك سفينة البحار - ج 1 ص 403.


الثامن عشر: بعد اخروي جنتي.

 عن الامام جعفر بن محمّد (عليه السلام) قال: من دمعت عينه فينا دمعة لدم سُفك لنا، أو حقّ لنا نقصناه، أو عرضٍ انتهك لنا، أو لأحد من شيعتنا، بوّأه الله تعالى بها في الجنّة حقباً.

ميزان الحكمة - محمد الريشهري ج 1 ص 284.

 عن زيد الشحام قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن جماعة من الكوفيين، فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله (عليه السلام) فقربه وأدناه ثم قال: يا جعفر قال: لبيك جعلني الله فداك، قال: بلغني أنك تقول الشعر في الحسين (عليه السلام) وتجيد؟ فقال: له نعم جعلني الله فداك، فقال: قل، فأنشده (عليه السلام) ومن حوله حتى صارت له الدموع على وجهه ولحيته، ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدك ملائكة الله المقربون ها هنا يسمعون قولك في الحسين (عليه السلام) ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفر الله لك، فقال يا جعفر ألا أزيدك؟ قال: نعم يا سيدي، قال: ما من أحد قال في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له.

البحار - ج 44 ص 282

عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:

أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لاذي مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله، عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.

كامل الزيارات - ص 201.


التاسع عشر: بعد سماوي ملائكتي.

عن زيد الشحام قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن جماعة من الكوفيين، فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله (عليه السلام) فقربه وأدناه ثم قال: يا جعفر, قال: لبيك جعلني الله فداك، قال: بلغني أنك تقول الشعر في الحسين (عليه السلام) وتجيد؟ فقال: له نعم جعلني الله فداك، فقال: قل, فأنشده (عليه السلام) ومن حوله حتى صارت له الدموع على وجهه ولحيته، ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدك ملائكة الله المقربون ها هنا يسمعون قولك في الحسين (عليه السلام) ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفر الله لك، فقال يا جعفر ألا أزيدك؟ قال: نعم يا سيدي، قال: ما من أحد قال في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له.

البحار  ج 44 ص 282

عشرون:بعد كلامي شعري.

عن زيد الشحام قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن جماعة من الكوفيين، فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله (عليه السلام) فقربه وأدناه ثم قال: يا جعفر, قال: لبيك جعلني الله فداك، قال: بلغني أنك تقول الشعر في الحسين (عليه السلام) وتجيد؟ فقال: له نعم جعلني الله فداك، فقال: قل, فأنشده (عليه السلام) ومن حوله حتى صارت له الدموع على وجهه ولحيته، ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدك ملائكة الله المقربون ها هنا يسمعون قولك في الحسين (عليه السلام) ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفر الله لك، فقال يا جعفر ألا أزيدك؟ قال: نعم يا سيدي، قال: ما من أحد قال في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له.

البحار -  ج 44 ص 282

عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي هارون المكفوف، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا هارون أنشدني في الحسين (عليه السلام)، قال: فأنشدته، فبكى، فقال: أنشدني كما تنشدون - يعني بالرقة - قال: فأنشدته:

امرر على جدث الحسين *

فقل لأعظمه الزكية

 قال: فبكى، ثم قال: زدني، قال: فأنشدته القصيدة الأخرى، قال: فبكى، وسمعت البكاء من خلف الستر، قال: فلما فرغت قال لي: يا أبا هارون من أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى وأبكى عشرا كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى خمسة كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنة، ومن ذكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة.

كامل الزيارات - ص 208.


الحادي والعشرون: بعد برزخي عن مسمع بن عبد الملك كردين البصري قال:  قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: لا انا رجل مشهور عند أهل البصرة، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة وعدونا كثير من أهل القبائل من النصاب وغيرهم، ولست آمنهم ان يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي قال لي: أفما تذكر ما صنع به، قلت: نعم، قال: فتجزع، قلت: اي والله واستعبر لذلك حتى يرى أهلي اثر ذلك علي فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي، قال: رحم الله دمعتك، أما انك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا آمنا، أما انك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة أفضل، وملك الموت ارق عليك وأشد رحمة لك من الام الشفيقة على ولدها،

قال: ثم استعبر واستعبرت معه، فقال: الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالرحمة، يا مسمع ان الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) رحمة لنا، وما بكى لنا من الملائكة أكثر وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا، وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا الا رحمه الله قبل ان تخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت دموعه على خده فلو ان قطرة من دموعه سقطت في جهنم لاطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر، وان الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض، وان الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه حتى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي ان يصدر عنه، يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا ولم يستق بعدها ابدا، وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل، أحلى من العسل، وألين من الزبد، وأصفى من الدمع، وأذكى من العنبر، يخرج من تسنيم ويمر بأنهار الجنان، يجري على رضراض الدر والياقوت، فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء، يوجد ريحه من مسيرة الف عام، قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر، يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة حتى يقول الشارب منه: يا ليتني تركت هاهنا لا أبغي بهذا بدلا ولا عنه تحويلا، أما انك يا كردين ممن تروي منه، وما من عين بكت لنا الا نعمت بالنظر إلى الكوثر وسقيت منه من أحبنا، وان الشارب منه ليعطي من اللذة والطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا، وان على الكوثر أمير المؤمنين (عليه السلام) وفي يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا، فيقول الرجل منهم: اني اشهد الشهادتين، فيقول: انطلق إلى امامك فلان فاسأله ان يشفع لك، فيقول: يتبرأ مني امامي الذي تذكره، فيقول: ارجع إلى ورائك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله إذا كان خير الخلق عندك ان يشفع لك، فان خير الخلق حقيق ان لا يرد إذا شفع، فيقول: اني أهلك عطشا، فيقول له: زادك الله ظمأ، وزادك الله عطشا، قلت: جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره، فقال: ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا أهل البيت إذا ذكرنا، وترك أشياء اجترى عليها غيره، وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه لنا، ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه ولما قد شغل نفسه به عن ذكر الناس، فأما قلبه فمنافق ودينه النصب باتباع أهل النصب وولاية الماضين وتقدمه لهما على كل أحد.

كامل الزيارات - ص 204- 205- 206.


الثاني والعشرون: بعد عقائدي وولائي مع ال محمد(صلوات الله عليهم اجمعين).

قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)) التوبة 119.

وقد تقدم بيان هذه المعية في النقطة الحادي والعشرين .

عن الصادق (عليه السلام)، في حديث طويل في فضل البكاء على الحسين (عليه السلام)، قال: وما عين أحب إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه، وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه ووصل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأدى حقنا، وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي فإنه يحشر وعيناه قريرة، والبشارة تلقاه والسرور على وجهه، والخلق في الفزع، وهم آمنون، والخلق يعرضون وهم حداث الحسين (عليه السلام) تحت العرش، وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب يقال لهم: ادخلوا الجنة، فيأبون، ويختارون مجلسه وحديثه، وإن الحور لترسل إليهم: إنا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين، فما يرفعون رؤوسهم، إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة،.


مكيال المكارم - ج 2 ص 381.

 عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، و من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيمة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيمة مع يزيد وعبيد الله وعمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من النار.

مسند الإمام الرضا (عليه السلام) - ج 2 ص 26.

الثالث والعشرون: بعد اعلامي.

قال بشير بن حذلم: فلما قربنا منها نزل علي بن الحسين (عليهما السلام) فحط رحله، وضرب فسطاطه وأنزل نساءه وقال: يا بشير، رحم الله أباك لقد كان شاعرا فهل تقدر على شئ منه؟ قلت: بلى يا ابن رسول الله إني لشاعر قال: فادخل المدينة وانع أبا عبد الله، قال بشير: فركبت فرسي وركضت حتى دخلت المدينة فلما بلغت مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) رفعت صوتي بالبكاء وأنشأت أقول:

يا أهل يثرب لا مقام لكم بها *

قتل الحسين فأدمعي مدرار

 الجسم منه بكربلاء مضرج *

والرأس منه على القناة يدار.

البحار  - ج 45 ص 147.


الرابع والعشرون: بعد اجتماعي.

التواصل واللقاء بالبكاء على الحسين (عليه السلام).

روى السيد بن طاووس قال الراوي: لما رجع نساء الحسين (عليه السلام) وعياله من الشام وبلغوا العراق قالوا للدليل مر بنا على طريق كربلاء فوصلوا إلى موضع المصرع فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري (رحمه الله) وجماعة من بنى هاشم ورجالا من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وردوا لزيارة قبر الحسين (عليه السلام) فوافوا وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد واجتمع إليهم نساء ذلك السواد فأقاموا على ذلك أياما .

اللهوف في قتلى الطفوف - ص 114.

ورد عن الإمام الباقر  (عليه السلام) وهو يخاطب الفضيل بن يسار - أحد أصحابه - ويقول له: ”يا فضيل! أتجلسون وتتحدثون؟ قلتُ: بلى سيدي، قال: إنّي أحبّ تلك المجالس، فأحيوا فيها أمرنا، من جلس مجلسا يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

ثواب الاعمال ص 223.


‏الخامس والعشرون: بعد اعلامي شعائري.

روى السيد بن طاووس قال الراوي: لما رجع نساء الحسين (عليه السلام) وعياله من الشام وبلغوا العراق قالوا للدليل مر بنا على طريق كربلاء فوصلوا إلى موضع المصرع فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري (رحمه الله) وجماعة من بنى هاشم ورجالا من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وردوا لزيارة قبر الحسين (عليه السلام) فوافوا وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد واجتمع إليهم نساء ذلك السواد فأقاموا على ذلك أياما .

اللهوف في قتلى الطفوف - ص 114.

وروى الشيخ المفيد في كتاب ( الإرشاد ): قالت فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام): فلمّا جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا، فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر، فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي هذه الجارية وهو يعنيني ـ وكنتُ جارية وضيئةـ فأُرعدت، وظننت أن ذلك جائز لهم، فأخذتُ بثياب عمّتي زينب، وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون، وقلت: يا عمّتاه، اُوتمت وأُستَخْدم ؟!

فقالت زينب: لا ولا كرامة لهذا الفاسق. وقالت للشامي: كذبت والله ولؤمت، والله ما ذلك لك ولا له.

فغضب يزيد، وقال: كذبت والله، إنّ ذلك لي ، ولو شئت أن أفعل لفعلت.

قالت زينب: كلاّ والله ما جعل الله ذلك لك، إلاّ أن تخرج عن ملّتنا وتدين بغير ديننا.

فاستطار يزيد غضباً، وقال: إياي تستقبلين بهذا ؟! إنّما خرج من الدين أبوكِ وأخوكِ.

فقالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدّك وأبوك إن كنت مسلم.

قال: كذبتِ يا عدوة الله !

قالت له: أنت أمير تشتم ظالماً، وتقهر بسلطانك.

فكأنّه استحيا وسكت.

فعاد الشامي، فقال: هب لي هذه الجارية.

فقال يزيد: اعزُب، وهب الله لك حتفاً قاضياً !

فقال الشامي: مَنْ هذه الجارية ؟

قال يزيد: هذه فاطمة بنت الحسين، وتلك زينب بنت علي بن أبي طالب.

فقال الشامي: الحسين بن فاطمة وعلي بن أبي طالب ؟!

قال: نعم.

فقال الشامي: لعنك الله يا يزيد ! أتقتل عترة نبيّك وتسبي ذرّيّته ؟! والله، ما توهّمت إلاّ أنّهم سبي الروم.

فقال يزيد: والله، لألحقنّك بهم.

ثمّ أمر به فضُرب عُنقه.

البحار - ج 45 ص 156


السادس والعشرون: بعد جزائي وهو الثواب العظيم.

عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

كامل الزيارات - ص 207.


السابع والعشرون: بعد غذائي نفسي وروحي.

عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي هارون المكفوف، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا هارون أنشدني في الحسين (عليه السلام)، قال: فأنشدته، فبكى، فقال: أنشدني كما تنشدون - يعني بالرقة - قال: فأنشدته:

امرر على جدث الحسين *

فقل لأعظمه الزكية

قال: فبكى، ثم قال: زدني،

قال: فأنشدته القصيدة الأخرى،

قال: فبكى، وسمعت البكاء من خلف الستر، قال: فلما فرغت قال لي: يا أبا هارون من أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى وأبكى عشرا كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى خمسة كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنة، ومن ذكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة.

كامل الزيارات - ص 208.

 

الثامن والعشرون: بعد نفسي فرحي سروري.

عن عبد الله بن بكير قال: حججت مع أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل فقلت: يا ابن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) هل كان يصاب في قبره شئ؟ فقال: يا ابن بكير ما أعظم مسائلك إن الحسين بن علي (عليه السلام) مع أبيه وأمه وأخيه في منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه يرزقون ويحبرون، وإنه لعن يمين العرش متعلق به، يقول: يا رب أنجز لي ما وعدتني وإنه لينظر إلى زواره فهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وما في رحالهم من أحدهم بولده، وإنه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له ويقول: أيها الباكي لو علمت ما أعد الله لك لفرحت أكثر مما حزنت وإنه ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة.

البحار  - ج 44 ص 292

وعن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: إن الحسين بن علي (عليهما السلام) عند ربه عز وجل ينظر إلى موضع معسكره، ومن حله من الشهداء معه، وينظر إلى زواره وهو أعرف بحالهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم، وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله عز وجل من أحدكم بولده، وإنه ليرى من يبكيه فيستغفر له ويسأل آباءه (عليهم السلام) أن يستغفروا له، ويقول: لو يعلم زائري ما أعد الله له لكان فرحه أكثر من جزعه، وإن زائره لينقلب وما عليه من ذنب.

الأمالي - للطوسي - ص 55.

وعن الامام الصادق (عليه السلام)، في حديث طويل في فضل البكاء على الحسين (عليه السلام)، قال: وما عين أحب إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه، وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه ووصل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأدى حقنا، وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي فإنه يحشر وعيناه قريرة، والبشارة تلقاه والسرور على وجهه، والخلق في الفزع، وهم آمنون، والخلق يعرضون وهم حداث الحسين (عليه السلام) تحت العرش، وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب يقال لهم: ادخلوا الجنة، فيأبون، ويختارون مجلسه وحديثه، وإن الحور لترسل إليهم: إنا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين، فما يرفعون رؤوسهم، إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة.

مكيال المكارم  - ج 2 ص 381.


التاسع والعشرون: بعد عقائدي ولائي حيث ان المعصومين(عليهم السلام) يستغفرون لهم .

عن عبد الله بن بكير قال: حججت مع أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل فقلت: يا ابن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن علي عليهما السلام هل كان يصاب في قبره شئ؟ فقال: يا ابن بكير ما أعظم مسائلك إن الحسين بن علي عليه السلام مع أبيه وأمه وأخيه في منزل رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه يرزقون ويحبرون، وإنه لعن يمين العرش متعلق به، يقول: يا رب أنجز لي ما وعدتني وإنه لينظر إلى زواره فهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وما في رحالهم من أحدهم بولده، وإنه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له ويقول: أيها الباكي لو علمت ما أعد الله لك لفرحت أكثر مما حزنت وإنه ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة.

البحار - ج 44 ص 292.


ثلاثون: بعد كشفي ايماني.

عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : قال الحسين بن علي (عليهما السلام) : أنا قتيل العَبرة، لا يذكرني مؤمنٌ إلاّ اسْتَعبَر.

كامل الزيارات ص 215.

وقال أبو عبد الله الحسين (عليه السلام): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر.

العوالم ، الإمام الحسين (عليه السلام)- الشيخ عبد الله البحراني ص 536.

وعن ابن سنان، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال:. نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا.

ثم قال (عليه السلام) بأبي قتيل كل عبرة، قيل: وما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى.

مستدرك الوسائل - ج 10- ص 318.


الحادي والثلاثون: بعد اخروي وهو الأمن من الفزع الاكبر.

عن الامام الصادق (عليه السلام)، في حديث طويل في فضل البكاء على الحسين (عليه السلام) قال: وما عين أحب إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه، وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه ووصل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأدى حقنا، وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي فإنه يحشر وعيناه قريرة، والبشارة تلقاه والسرور على وجهه، والخلق في الفزع، وهم آمنون، والخلق يعرضون وهم حداث الحسين (عليه السلام) تحت العرش، وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب يقال لهم: ادخلوا الجنة، فيأبون، ويختارون مجلسه وحديثه، وإن الحور لترسل إليهم: إنا قد اشتقناكم

مع الولدان المخلدين، فما يرفعون رؤوسهم، إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة.

مكيال المكارم - ج 2 - ص 318.

وعن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال: قال الرضا (عليه السلام): من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

البحار  - ج 44 ص 278.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): كل عين يوم القيامة باكية، وكل عين يوم القيامة ساهرة إلا عين من اختصه الله بكرامته، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمد (عليهم السلام).

مستدرك سفينة البحار - ج 1 ص 403.

وعن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:

أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لاذي مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله، عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.

كامل الزيارات - ص 201.


الثاني والثلاثون: بعد اخروي ، النجاة من النار.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كان مثل زبد البحر.
البحار - ج 44 ص 289 .

وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه على النار.

كامل الزيارات - ص 207.

وعن مسمع بن عبد الملك كردين البصري قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: لا انا رجل مشهور عند أهل البصرة، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة وعدونا كثير من أهل القبائل من النصاب وغيرهم، ولست آمنهم ان يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي قال لي: أفما تذكر ما صنع به، قلت: نعم، قال: فتجزع، قلت: اي والله واستعبر لذلك حتى يرى أهلي اثر ذلك علي فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي، قال: رحم الله دمعتك، أما انك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا آمنا، أما انك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة أفضل، وملك الموت ارق عليك وأشد رحمة لك من الام الشفيقة على ولدها.

قال: ثم استعبر واستعبرت معه، فقال: الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالرحمة، يا مسمع ان الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) رحمة لنا، وما بكى لنا من الملائكة أكثر وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا، وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا الا رحمه الله قبل ان تخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت دموعه على خده فلو ان قطرة من دموعه سقطت في جهنم لاطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر، وان الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض، وان الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه حتى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي ان يصدر عنه.

يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا ولم يستق بعدها ابدا، وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل، أحلى من العسل، وألين من الزبد، وأصفى من الدمع، وأذكى من العنبر، يخرج من تسنيم ويمر بأنهار الجنان، يجري على رضراض الدر والياقوت، فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء، يوجد ريحه من مسيرة الف عام، قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر، يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة حتى يقول الشارب منه: يا ليتني تركت هاهنا لا أبغي بهذا بدلا ولا عنه تحويلا.

أما انك يا كردين ممن تروي منه، وما من عين بكت لنا الا نعمت بالنظر إلى الكوثر وسقيت منه من أحبنا، وان الشارب منه ليعطي من اللذة والطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا، وان على الكوثر أمير المؤمنين (عليه السلام) وفي يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا، فيقول الرحل منهم: اني اشهد الشهادتين، فيقول: انطلق إلى امامك فلان فاسأله ان يشفع لك، فيقول: يتبرأ مني امامي الذي تذكره، فيقول: ارجع إلى ورائك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله إذا كان خير الخلق عندك ان يشفع لك، فان خير الخلق حقيق ان لا يرد إذا شفع  ، فيقول: اني أهلك عطشا، فيقول له: زادك الله ظمأ، وزادك الله عطشا.

قلت: جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره، فقال: ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا أهل البيت إذا ذكرنا، وترك أشياء اجترى عليها غيره، وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه لنا، ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه ولما قد شغل نفسه به عن ذكر الناس، فأما قلبه فمنافق ودينه النصب باتباع أهل النصب وولاية الماضين وتقدمه لهما على كل أحد. كامل الزيارات - ص 204-205-206.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): كل عين يوم القيامة باكية، وكل عين يوم القيامة ساهرة إلا عين من اختصه الله بكرامته، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمد (عليهم السلام).

مستدرك سفينة البحار - ج 1 ص 403.

وعن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:

أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لاذي مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله، عن وجهه الأذى وآمنه

يوم القيامة من سخطه والنار.

المصدر السابق ص 201.


الثالث والثلاثون: بعد قلبي، حياة القلب.

عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال: قال الرضا (عليه السلام): من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

البحار - ج 44 ص 278.
الرابع والثلاثون: استثناء واختصاص حسيني، القليل والكثير عند الحسين (عليه السلام) سواء.

عن أبي عمارة المنشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال لي: يا أبا عمارة أنشدني في الحسين (عليه السلام)، قال: فأنشدته، فبكى، ثم أنشدته فبكى، ثم أنشدته فبكى، قال: فوالله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار، فقال لي: يا أبا عمارة من أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فأبكى خمسين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى أربعين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى عشرين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى عشرة فله الجنة، ومن أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فأبكى واحدا فله الجنة، ومن أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى فله الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فتباكى فله الجنة.

كامل الزيارات - ص 209.


الخامس والثلاثون : بعد عقائدي، البكاء على الحسين والائمة (عليه السلام).

عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:

أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لاذي مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله، عن وجهه الأذى وآمنه

يوم القيامة من سخطه والنار.

المصدر السابق ص 201.


السادس والثلاثون: بعد ابتلائي، البكاء بإذى مسه في سبيل اهل البيت (عليهم السلام).

عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:

أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لاذي مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله، عن وجهه الأذى وآمنه

يوم القيامة من سخطه والنار.

المصدر السابق.


السابع والثلاثون: بشارة عظيمة.

قال تعالى: ((ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)) الحج 32.

وحينما رجع رسول الله(صلى الله عليه واله)من معركة احد فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): على مثل جعفر فلتبك البواكي.

البحار - ج 22 ص 276.
الثامن والثلاثون: بعد اجتماعي محبتي، معاشرة الناس بالمحبة.

قال امير المؤمنين (عليه السلام) : خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم، وإن عشتم حنوا إليكم.

البحار - ج 71 - ص 167 .

وقال تعالى: ((فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ)) الدخان 29.


التاسع والثلاثون: بعد عقائدي مهدوي.

عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: من زار الحسين (عليه السلام) يوم عاشورا حتى يظل عنده باكيا لقي الله عز وجل يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجة، وألفي ألف عمرة، وألفي ألف غزوة وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع الأئمة الراشدين (صلوات الله عليهم)، قال: قلت: جعلت فداك فما لمن كان في بعد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟

قال: إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء أو صعد سطحا مرتفعا في داره و أومأ إليه بالسلام، واجتهد على قاتله بالدعاء، وصلى بعده ركعتين يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال، ثم ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبته باظهار الجزع عليه ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضا بمصاب الحسين (عليه السلام)، فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله عز وجل جميع هذا الثواب.

فقلت: جعلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به؟ قال: أنا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك.

قال: قلت: فكيف يعزي بعضهم بعضا؟ قال: يقولون: عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (عليه السلام)، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد (عليهم السلام) فان استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل فإنه نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن، وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشدا، ولا تدخرن لمنزلك شيئا، فإنه من ادخر لمنزله شيئا في ذلك اليوم لم يبارك له فيما يدخره ولا يبارك له في أهله، فمن فعل ذلك كتب له ثواب ألف ألف حجة، وألف ألف عمرة، وألف ألف غزوة كلها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان له ثواب مصيبة كل نبي ورسول وصديق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة.

البحار - ج 98 ص 219.

وفي زيارة عاشوراء  نقرأ : اَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثاري مَعَ اِمام هُدىً ظاهِر ناطِق بِالْحَقِّ مِنْكُمْ وَاَسْألُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يُعْطِيَني بِمُصابي بِكُمْ اَفْضَلَ ما يُعْطي مُصاباً بِمُصيبَتِهِ مُصيبَةً ما اَعْظَمَها وَاَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الإسْلامِ وَفِي جَميعِ السَّماواتِ وَالاْرْضِ.

أربعون: بعد زماني.

قال الامام الرضا (عليه السلام): كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام).

العوالم ، الإمام الحسين (عليه السلام) - ص 538.

وعن علقمة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث زيارة الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء من قرب وبعد - قال: ثم ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه، ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه، ويقيم في داره المصيبة باظهار الجزع عليه، وليعز بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين (عليه السلام)، وأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله عز وجل جميع ذلك يعني ثواب ألفي حجة، وألفي عمرة، وألفي غزوة ، قلت: أنت الضامن لهم ذلك والزعيم؟ قال: أنا الضامن والزعيم لمن فعل ذلك، قلت: وكيف يعزي بعضنا بعضا؟ قال: تقول: عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (عليه السلام)، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه والإمام المهدي من آل محمد، وإن استطعت أن لا تنشر يومك في حاجة فافعل، فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن، وإن قضيت لم يبارك له فيها، ولا يرى فيها رشدا، ولا يدخرن أحدكم لمنزله فيه شيئا، فمن ادخر في ذلك اليوم شيئا لم يبارك له فيما ادخر، ولم يبارك له في أهله، فإذا فعلوا ذلك كتب الله لهم ثواب ألف حجة وألف عمرة وألف غزوة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان له كثواب كل نبي ورسول وصديق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة.
الوسائل- ج 14 ص 510.
الحادي والاربعون: بعد تعبدي الى الله تبارك وتعالى، فكل ما يأتي به الانسان من افعال واعمال واقوال دون ما قدمه الحسين (عليه السلام)، فالبكاء على الحسين (عليه السلام) واستذكاره فهو استحصال للضعف والخضوع والقلة امام  سيد شباب اهل الجنة (عليه السلام) فإي عبادة هذه التي نحن عليها من عبادة وطاعة ريحانة المصطفى(صلى الله عليه واله).


الثاني والاربعون: بعد سلوكي، ابتعاد عن الدنيا ومغرياتها المال والبنون كلها حينما نرى ما قدمه(عليه السلام) حينما يقدم فلذة كبده علي الاكبر (عليه السلام) فيقول: اللهم اشهد على هذا القوم فإنه ابرز اليهم اشبه الناس برسوله خلقا وخلقا ومنطقا

ثم قال: لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح ، اللهم إن كنت حبست عنا النصر، فاجعل ذلك لما هو خير لنا.

أقول: وفي بعض الكتب أن الحسين لما نظر إلى اثنين وسبعين رجلا من أهل بيته صرعى، التفت إلى الخيمة ونادى: يا سكينة! يا فاطمة! يا زينب!

يا أم كلثوم! عليكن مني السلام، فنادته سكينة: يا أبه استسلمت للموت؟ فقال:

كيف لا يستسلم من لا ناصر له ولا معين؟ فقالت: يا أبه ردنا إلى حرم جدنا فقال:

هيهات لو ترك القطا لنام، فتصارخن النساء فسكتهن الحسين، وحمل على القوم وقال أبو الفرج: وعبد الله بن الحسين وأمه الرباب بنت امرئ القيس وهي التي يقول فيها أبو عبد الله الحسين:

لعمرك إنني لأحب دارا *

تكون بها سكينة والرباب

أحبهما وأبذل جل مالي *

وليس لعاتب عندي عتاب.

 وسكينة التي ذكرها ابنته من الرباب، واسم سكينة أمينة، وإنما غلب عليها سكينة، وليس باسمها.

وكان عبد الله يوم قتل صغيرا جاءه نشابة وهو في حجر أبيه فذبحته.

عن أحمد بن شبيب، عن أحمد بن الحارث، عن المدائني، عن أبي مخنف، عن سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال: دعا الحسين بغلام فأقعده في حجره فرماه عقبة بن بشر فذبحه، وحدثني محمد بن الحسين الأشناني باسناده عمن شهد الحسين قال: كان معه ابن له صغير فجاء سهم فوقع في نحره.
الثالث والاربعون: بعد جهادي، يرسخه العزيمة والاقدام والتضحية في سبيل الله بما قدمه الحسين(عليه السلام).

قال تعالى: ((وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ)) الحج 78.

وقال تعالى:((الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)) التوبة 20.

أرجوزة القاسم ابن الحسن ابن علي ابن أبي طالب (عليهم السلام)  

إن تنكـروني فأنا ابن الحسـن

سبط النبي المصطفى والمؤتمن

هذا حسـين كالأسـير المرتهن

بين أُناس لا سقوا صوب المزن.
قال قمر بني هاشم ابو الفضل العباس (عليه السلام) وهو يشق طريقه وسط عساكر البغي متوجهاً نحو المشرعة لجلب الماء لعيال الحسين (عليه السلام)

أقسمت بالله الاعز الأعظم

وبالحجون صادقاً وزمزم

وبالحطيم والفنا المحرم

ليخضبن اليوم جسمي بدمي

دون الحسين ذي الفخار الأقدم

إمام أهل الفضل والتكرم

 كتاب الفتوح – احمد بن اعثم الكوفي – ج 5 ص 114

وقال (سلام الله عليه) في أرجوزةٍ أخرى يوم عاشوراء:

أقاتل القوم بقلبٍ مهتدي

أذب عن سبط النبي أحمد

أضربكم بالصارم المهند

حتى تحيدوا عن قتال سيدي

إني أنا العباس ذو التودد

نجل علي المرتضى المؤيد

هامش شرح الاخبار – 3 ص 192

والحمد لله رب العالمين.


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : حكمت العميدي ، في 2022/03/20 .

اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=165809
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 03 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29