• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صواريخ أربيل قراءة صريحة .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

صواريخ أربيل قراءة صريحة

 الوطنية والسيادة والقرار المستقل شعارات يستخدمها الشعبيون بالكيفية التي يريدون وبالطريقة التي تحلو لهم ، والسيادة المطلقة بالذات مفهوم ليس له مصداق في العلاقات الدولية اليوم إلا ماندر جداً ، فالمصالح القومية للدول ، والأمن القومي ، والمجال الحيوي ، والمعادلات الجيوسياسية ، هي من تتصدر المشهد السياسي وترسم العلاقات ، وتحدد المواقف . فعندما يلتزم الحزب الديمقراطي الكردستاني الصمت ازاء دخول القوات التركية عشرين كيلومتراً في الأراضي العراقية في حدود الاقليم ، بحجة مطاردة حزب العمال الكردستاني ، ويقصفون سنجار ويُقيمون قاعدة عسكرية ثابتة في بعشيقة ، فذلك مبرر من وجهة نظر الحزب لأن حزب العمال يهدد الأمن القومي التركي ، ويقوم بأعمال ارهابية ، ولا قدرة على ردعه من الحكومة العراقية ، وبدل ان تضرب تركيا معاقل الحزب في الداخل التركي ، أو تحصن امنها في الداخل فإنها تختار العراق ساحة لتصفية حسابها معه وتوضع السيادة والاستقلال والوطنية تحت الوسادة ، والحجة دامغة لدى الاتراك (لم تقم حكومة العراق أو حكومة الإقليم بواجبها تجاه هذا الحزب وطرده من أراضيها ) ، وتلك تبريرات يراها البعض ومنهم الديمقراطي الكردستاني مشروعة ومقنعة ، لا بل يرد على هذا الاعتداءات المستمرة بالتنسيق على مستوى القمة بين الاقليم وتركيا فيُستقبَل رئيس الاقليم في انقرة استقبال رؤساء الدول . اسرائيل دولة عدوة لايران وسبق ان اغتالت علماءها النوويين و دمرت حواسيبها في المفاعلات النووية ، واعتدت على سفنها في عرض البحار ، واغتالت جنرالاتها في سوريا ، ثم يقوم الديمقراطي الكردستاني بمد الجسور مع هذه الدولة (الكيان) ويُمَكّن مخابراتها من أراضي الإقليم فتسرح وتمرح ، تبني المراكز الاستخبارية ، وتُحيك المؤامرات داخل ايران ، ومن خواصر ايران في الاقليم ومطلوب من ايران أن لا ترد !! النزاع اليمني نزاع داخلي وعندما غلبت كفة الحوثيين تدخلت السعودية والامارات وحاصرت الشعب اليمني الفقير براً وبحراً وجواً وجوعت الملايين منذ سبع سنوات ، ولم تسمح حتى بدخول الأدوية لأنها تقول ان جماعة الحوثي اليمنية تشبه في معتقداتها وطروحاتها حزب الله اللبناني !!! وعند البعض ذلك امر مشروع فالسعودية تحافظ على امنها القومي ، والإمارات ترسل طائراتها وأسلحتها الى ليبيا التي تبعد عنها 3600 كم خطاً مستقيماً ولا ترتبط معها بأي حدود لمساعدة اللواء المنشق خليفة حفتر لانه يقف ضد الاخوان المسلمين هناك وهي لها حساب مع هذا التنظيم فتلاحقه في ليبيا . وتركيا تتدخل في حرب اذربيجان وارمينيا لصالح الأولى جهاراً نهاراً ، أما امريكا فحدث ولاحرج ، تتهم القاعدة -وهو تنظيم ليس لديه مقر وليس لديه دولة - بتفجير برجي التجارة في نيويورك فتغزو افغانستان والعراق !!! ودونك روسيا اليوم وهي تغزو اوكرانيا لأن اوكرانيا استفزتها فهي تارةً تريد الانضمام الى حلف الناتو وأخرى تريد الدخول في الاتحاد الاوربي وثالثة تريد تصنيع اسلحةً نووية فجازفت بمستقبل شعبها ووحدة اراضيها وها هي تدفع ثمناً باهضاً لسياساتها وروسيا تعد ذلك عملاً مشروعاً . ما مطلوب من اربيل واضح جداً وهو الابتعاد عن اسرائيل ومخابراتها كما تعلن لا كما تفعل ، لكي لا تستفز جيرانها ، فالعراق لم يتعافى بعد والاقليم أضعف من أن يمتلك ما يدفع به عن نفسه وعلى قيادة الاقليم ان تتصرف بحكمة ، فالقادم أقسى وأمَرّ ولن يجدي الاستنكار ولا الإدانة ، فقد ايران الديمقراطي الكردستاني عدة مرات ، ولم يرعوي عن ذلك . اسرائيل كيان مغتصب ولازال وفق القوانين العراقية عدو قتل جنودنا في حرب 1948 و1973 ولم نوقع معه معاهدة سلام حتى اليوم . فاذا كان الديمقراطي الكردستاني أو بعض من قياداته لا يخشون ايران فليستحوا من العراقيين الذين اعتادت السنتهم على تسمية اسرائيل بـ(العدو الصهيوني) .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=165862
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 03 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18