• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : المهديّ ضِيَاءُ الله ونورُه سماحة المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله تعالى .

المهديّ ضِيَاءُ الله ونورُه سماحة المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله تعالى

 بسم الله الرحمن الرحيم

ليلة النصف من شعبان على الأبواب، لا الظَّرفُ فيها قابلٌ للبيان ولا المظروف!

إنّ أهمية الزمان تُعرَفُ بوقوع الحدث فيه، والمظروف في ليلة النصف من شعبان هو أملُ جميع الأنبياء من آدم للخاتم صلى الله عليه وآله.

ونحن لسنا أبداً في المرتبة التي نُدرِكُ فيها عظمة تلك الليلة، ولا المولود الذي وُلِدَ فيها.

وإن أراد أحدٌ معرفته ففي كلمتين: ضياء الله المشرق ونوره المتألق.
يحار الجميع في هاتين الكلمتين، من الشيخ الطوسي الى الشيخ الأنصاري.

قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً﴾، فالشمس ضياءٌ والقمر نورٌ، لكن الإمام عليه السلام ضياءٌ ونورٌ معاً، ولكن أيّ ضياء؟! ضياء الله ونور الله!

في القرآن المجيد سورةٌ باسم سورة النور، وهذه السورة مشتملةٌ على آية النور، وتفسير تلك الآية قد ورد عن سادس الائمة عليهم السلام في الآية المباركة ﴿يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ﴾ أنه القائم المهدي عليه السلام.

الذات القدوس تعالى يهدي لنوره من يشاء، عندما: يَخْرُجُ المَهْدِيُّ وَعَلَى رَأْسِهِ غَمَامَةٌ فِيهَا مُنَادٍ يُنَادِي: هَذَا المَهْدِيُّ خَلِيفَةُ الله فَاتَّبِعُوهُ، هذا المهدي، لكن أيُّ مهدي؟! خليفة الله.

إنّ ظهورَه وظهورَ حكومة الله تعالى للوجود فوق التقرير والبيان: بِيُمْنِهِ رُزِقَ الوَرَى، وَبِوُجُودِهِ ثَبَتَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاء..

لا شكَّ أن الامام ينبغي أن يكون بحكم العقل والشرع أفضل من المأموم، ودليل هذا المدعى في نص القرآن: ﴿أَفَمَنْ يَهْدي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى﴾، والمهم هو فقه الحديث، وهاتان الجملتان كافيتان اليوم لأهل التدبر.

من هو عيسى؟ قال تعالى: ﴿بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ المَسيحُ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَة﴾، وعيسى هذا بعدما رفعه الله، وأيُّ رَفعٍ كان رَفعُه؟! ﴿وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا﴾، ينزل من مقام القرب عند الله ويكون نزوله عين صعوده، ينزل فيقتدي بوليّ الله الأعظم!

إمامُ الزمان هو من يفتخر المسيح كلمةُ الله وروحُ الله أن يكون مأموماً له عند الوفود إلى الله تعالى.

هذا برهانٌ على أفضلية إمام الزمان على أنبياء أولي العزم: نوحٌ وموسى وعيسى وخليل الله عليهم السلام، فكلُّهم تحت شعاع شمس سماء الولاية، وهذا هو المقام الأول.

وقد اتفق العامة والخاصة على هذه الكبرى التي هي مورد إجماع كلّ المسلمين، أنّ الإمام أفضل من المأموم، ونتيجة هذه الكبرى في مقام التطبيق على الصغرى أفضليّة وليّ العصر على الأنبياء والمرسلين أولي العزم من الرسل، يستثنى منهم شخصٌ واحدٌ وهو جدّه الأمجد صلى الله عليه وآله.

أما موسى بن عمران، فمن هو؟ قال تعالى: ﴿وَكَلَّمَ الله مُوسى‏ تَكْليماً﴾، وقال تعالى: ﴿وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا﴾، وموسى نفسه هو الذي خاطبه الله تعالى: ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ طُوىً﴾، ولما تجاوز مقام كليم الله، وكُشِفَ له الحجاب عن مقام المهدي ولي العصر عليه السلام وشاهده، تمنى هذا المقام! لكن قال له الله: أين أنت وأين هذا المقام؟ 

هذا المقام مختصٌ بوليّ العصر صاحب الزمان، من نسل النبي الخاتم الذي يملأ الله الأرض به عدلاً وقسطاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
والمهم هو أن مقامه عليه السلام ليس قابلاً للوصف! لماذا؟ لقد قام البرهان الناطق أن أصحابه أنفسهم غير قابلين للوصف! 

يضع يده على رؤوسهم فيعطي كلَّ واحدٍ منهم عقلَ أربعين رجلاً، ويعطي لكلِّ واحدٍ قبضةَ سيف عليها كلمةٌ من العلم الربوبي، ومن تلك الكلمة يُفتَح ألف باب من العلم، فيصبح كلُّ واحد من أصحابه عنده عقل أربعين رجلاً! فقيمة كلّ واحدٍ منهم فوق إدراك وتصوّر كل أهل العالم!

والمهم هو فهم هذا المقام: نُورُكَ المُتَأَلِّقُ، وَضِيَاؤُكَ المُشْرِق: ضياء الله ونور الله كلاهما اجتمعا في وجوده، وهذا برهان ناطقٌ أن المنادي ينادي: هَذَا المَهْدِيُّ خَلِيفَةُ الله فَاتَّبِعُوهُ، فيُعَرِّفُه للناس أنه إمامُ الزمان ليعرفوه.

يصل الخطاب لموسى بن عمران أنك إن فعلتَ أحد أمرين كان أفضل من صيام ماءة عام كلّ يوم وقيام كل ليلة حتى الصباح، يسأل موسى الله تعالى عن هذين العملين، ليأتي الجواب: أن تَرُدَّ آبقاً عن بابي، أو ضالاً عن فنائي، ثم يسأل عليه السلام عن تفسير هاتين الكلمتين، فيأتيه الخطاب: أما رد الآبق فتوبة العاصي، وأما إرشاد الضال فالهداية إلى إمام الزمان.

اعرفوه وعرفوه للناس: هو ضياء الله، وضياء الله مشرقٌ على كلّ ما سِواه، بِيُمْنِهِ رُزِقَ الوَرَى، وَبِوُجُودِهِ ثَبَتَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاء، وإذا ارتفع ظلُّه آناً عن العالم تنعدم كل السماوات والكواكب وطبقات الارض.

أما ظهوره، فمتى؟

إن تاريخ ظهوره ليس مُعَيّناً، فهي تلك الساعة التي ﴿إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُو﴾، أما وقت ظهوره فهو يوم عاشوراء، في الوقت الذي يُرفع فيه ستار الخيمة فيُرى الرأسُ المقطوعُ مرفوعاً على القنا.

في ذلك الحين يتكئ على الكعبة وتخرج جملةٌ من لسانه المبارك: يا لثارات الحسين..

من كتاب (أنوار الإمامة) ص427.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=166017
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 03 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18