• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : للجوال آذان وعيون .
                          • الكاتب : محمود هاشم .

للجوال آذان وعيون

 يبدو أنّ لكل زمان خيانات، ولكل خيانة مؤثراتها وعوامل تناميها، في نظام العهد البائد كانت الخيانة عبارة عن تقارير موت، كما يقول أحد الكتاب، ولو تأملنا سبب الخيانات لوجدناها الجهل والجشع وقلة الوعي، ويعني أننا اليوم مع تنامي الوعي والانفتاح على العالم التواصلي والتلاقح الفكري المستورد لا بد أن تقلّ الخيانات وتنحسر إلا في بعض القضايا العسيرة على التحاور، لكن يبدو أننا لا نتأثر بالإيجابي، وإنما نتأثر بسلبيات المستورد، وأصبحنا نحول كل آليات الثقافة والتواصل والتطور العلمي الى ما يخدم نرجسيتنا وأمراضنا النفسية.
 الخيانات أصبحت أكثر تماسًا في حياة الانسان اليوم، انتشرت الخيانة الأكثر وقاحة، وهي استعداد الانسان ان يسبق الزمن لخيانة الصديق والتجسس عبر آلات التصوير، وآلات التسجيل والظفر بزلة قول أو مشهد ينفعه ليذلّ به صديقه او يكتنزه ليوم غضب!!
 الخيانات قتلت فينا روح الأمان، وسلبتنا حرية التعبير، اذا كان الآباء يخشون رجال الأمن، اليوم نحن نخاف بعضنا بعضًا، وكانوا يقولون للحيطان آذان، اليوم للجوال عيون وآذان، "والله يستر منه".
 بعضهم يبيع سرّك فورا حين يفتح الصوت ليسمع الآخرين اسرارك ومشورتك للصديق، هناك وصف حكيم للنبي (ص)، حين سألوه: ما هي أيام الهرج والفتن؟ قال: حين لا يأمن الجليس جليسه، فهل يوجد اكثر من هذا (اللا أمان)؟
 رجل يقايض طليقته بالتنازل عن حقوقها وإلا ينشر ما أضمره لها أيام كانت زوجته! الله اكبر! أيعقل هذا يا أبناء كل الأزمنة؟ انا هنا أحاور الشباب ووجدان الشباب يكون يقظًا عندما يعرف ويتعلم، ويطلع أن إفشاء اسرار المجالس ليذلّه او تصوير الانسان وتسجيل حديثه، وتداوله بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي او غيرها من الوسائل دون اذنه بمثابة خيانة موجعة للأمانة، وهذا ليس من شيم الشباب العراقي المؤمن.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=166197
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 03 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28