• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ماذا يجري يا شيعة؟ .
                          • الكاتب : رعد دواي الطائي .

ماذا يجري يا شيعة؟

كنا وما زلنا نحن محبي آل البيت وشيعتهم؛ ندعوا إلى بناء مراقد الائمة الأطهار( عليهم السلام ) في بقيع الغرقد، والتي هدمها خوارج العصر من الوهابية النواصب. ولم يكتفي هؤلاء النواصب بما فعلوه في قبور أئمة آل البيت ( عليهم السلام ) وقبور صحابة رسول الله ( صل الله عليه وآله ) في المدينة المنورة بعد مجيء ملوك ( سعود وبنيه ) من حكام نجد والحجاز، بل أستطاعوا أن يهدموا مرقد الإمامين العسكريين ( عليهم السلام ) في سامراء بمحافظة صلاح الدين في العراق، عن طريق أياديهم الخبيثة من النواصب، والتي أدت إلى أشتعال الفتن الطائفية بين أبناء الوطن والشعب الواحد، وحصدت هذه الفتن الآلاف منهم في مشهد دموي أستمر سنوات، حرقت خلالها الروح الوطنية، وبرزت فيها النزعة الطائفية للدين والمذهب والقومية كهوية يلوذ بها كل طرف ليحمي نفسه من الطرف الآخر، والذي هو شريكه واخوه في الوطن. وما أن تنفسنا الصعداء، حتى هبت علينا الرياح الخبيثة من جديد، لتحمل إلينا نسخة معدلة من خوارج العصر، ولكن بزي وثياب ولسان ( أبناء جلدتنا ) ممن باعوا دينهم ومذهبهم بثمن بخس. واستطاعوا للأسف الشديد أن يستميلوا العقول القاصرة بكلمات وخطابات أثرت فيهم وجعلتهم يتبعونهم كقطيع الغنم التي يقودوها ( كلب ) لعين.

والحقيقة المرة التي يجب أن تثبت للتاريخ أن هذه الحركات المتطرفة والغريبة عن المجتمع الشيعي وثقافته الدينية الممتدة عبر القرون الماضية، من تقديس كل ما يتعلق برسول الله وآل بيته ( صلوات الله وسلامه عليهم )، اقول أن هذه الحركات ما كانت لتنجح وتجد موطئ قدم لها لولا الأحزاب السياسية الفاشلة، والتي تصدت للسلطة بعد سقوط النظام المقبور، حيث أفسدت وسرقت وأهلكت الحرث والنسل، وخاصة أن أغلب هؤلاء هم من المحسوبين على الإسلام السياسي؛ مما أعطى الفرصة للذئاب المتربصة بنا لكي تأخذ دورها في اوساط مجتمعاتنا المبتلاة بالفقر والتخلف والأمية الأبجدية فضلا عن الحضارية. وهكذا وجدت دعوات كثيرة ل( متمرجعين ) ولأدعياء العلم والمعرفة قبولا في أوساط شبابنا ممن لديهم ( الخواء ) الديني والعلمي والفكري والثقافي، وكذلك في اوساط الحاقدين على السياسيين الشيعة بصورة خاصة، وكل العملية السياسية بصورة عامة.

أقول أن من يستمع لدعوات عدم جواز البناء على قبور الأنبياء والأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) وكذلك مراقد الأولياء والصالحين، والتي انطلقت أخيرا على لسان خطباء المتمرجع المدعو           ( الصرخي الحسني ) يجد وكأنه يفرغ من عقول وقلوب النواصب أعداء آل البيت ( عليهم السلام )، حذو القذة بالقذة. لدرجة أنك لو أستمعت لمقاطع من خطابهم وخطبتهم من دون معرفة مسبقة بشخوصهم وانتمائهم ومكانهم؛ فقد تجزم أن هؤلاء هم من الدواعش والتكفيريين من النواصب، والذين كانوا وما زالوا يريدون النيل من المراقد المقدسة لكي يهدموها بحجج وذرائع ما أنزل الله تعالى بها من سلطان. إن على الدولة أن تتحرك بسرعة لوقف قادة هذه المجاميع التخريبية وايقافهم ووأد حركتهم وتحركاتهم بقوة وسلطة القانون. كما ان على رجال الدين وخطباء المنابر ووسائل الإعلام وكل من يجد في نفسه القدرة على التصدي لهذه الظواهر الشاذة والغريبة عن مجتمعنا ومحافظاتنا وخاصة محافظات الوسط والجنوب العمل لأستنقاذ هؤلاء الذين غرر بهم ولوثت عقولهم الخاوية بالاعيب الشيطان وجنوده من الأنس وحبائله ومكرَه الذي خدعهم به وغرر بهم واغواهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=166958
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 04 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29