• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مظلومية الإمام الحسن عليه السلام .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

مظلومية الإمام الحسن عليه السلام

تعرّض الإمام الحسن بن علي عليهما السلام - ولا زال - الى عدد من المظلوميات وليس نوعاً واحداً من الحيف والمظلومية ، اختلف فيها الظالم وجهة الظلم ايضا للأسف الشديد ، نعرض ثلاث منها رئيسية :

الأولى : المظلومية العامة لأهل البيت عليهم السلام ، فناله ما نالهم من الأحقاد وهضم الحقوق ونصب العداء لهم .. والذي نتج عنها نتائج فضيعة وقاسية عانت منها الأمّة الإسلامية أشد المعاناة ، وعلى رأس ذلك هو غصب حقهم في خلافة رسول الله وممارسة دورهم في إمامة وقيادة الأمّة ، وكذلك ما تعرضوا له من قتل وتشريد وضغوط مختلفة ومتنوعة على أنفسهم وذراريهم ومن يسير على هديهم ..

فكاد معاوية للإمام الحسن شرّاً ، وجيّش الجيوش عليه واستطاع تفرقة جيشه وإضعاف أمره الى أن اضطر الإمام عليه السلام بتسليم مقاليد الحكم إليه بعد أن بايعته الأمّة وثبتت خلافته عليها وفق قوانينهم وأعرافهم هم فضلاً عن القانون الإلهي الذي يتمتع به صلوات الله وسلامه عليه ، بتفاصيل ليس محلها هنا .. الى أن قُتل مسموماً على يد زوجته جعدة عام ٤٩ للهجرة في مدينة رسول الله ص وآله ، ثم لحقته المظلومية وهو محمولاً الى قبره ، فمُنع من الدفن مع جدّهِ ص وآله ورمي نعشه بالسهام .. !!

الثانية : المظلومية التاريخية : لم يكن التاريخ هو الآخر منصفاً مع هذه الشخصية الربّانية العظيمة وحاول أن يقدّمها بصورة مختلفة وإطار مشوّه لأغراض كثيرة للأسف ، منها سياسية وأخرى مذهبية .. فحاولت بعض الأقلام المأجورة أن تجعل منه رجلاً مدمناً على الزواج والطلاق من النساء وأنهنَّ شغله الشاغل وحتى وصل رقم النساء اللاتي تزوج منهن في مزاد الزيف التاريخي الى ٢٥٠ امرأة .. !! .
ثم حاولوا تجريد سيفه من المعارك والبطولات الهاشمية والعلوية التي خاضها في عهد أبيه ، وكذلك سيفه الذي رفعه بوجه معاوية وجيشه لولا أن غدرت به الأمة وأضعفت قدرات المواجهة أمام الشاميين .. فأراد بعض المؤرخين أن يسوّقوا شخصية الإمام على أنها شخصية تميل الى الصلح والهدنة أكثر من شخصية أخيه الحسين ع وأن الله أصلح على يديه فئتين عظيمتين من الأمة .. الى آخر ما نسجوا له من أوصاف لأهداف تشمّ منها رائحة المكر والخداع ..

الثالثة : مظلوميته المعاصرة من قبل شيعته ومن يعتقد بإمامته ، فذكر الإمام الحسن عليه السلام بيننا ضعيف وإحياء أمره مُخجِل للأسف الشديد ، سواء في الجانب الفكري أم في الجانب العاطفي والشعائري اذا صح التعبير ، فمناسبة وفاته تصادف في أيام واجواء أربعينية أخيه الإمام الحسين ع ( ٧ صفر ) ، ويكون الاهتمام بها ضعيفاً بل يكاد يكون معدوما ، وأما ولادته فهي في النصف من شهر رمضان المبارك وهي في العادة تُختصر على بعض الفعاليات البسيطة ومواليد الفرح في ليلة أو ليلتين على الأكثر ..

فنحن نعيش في عصر فيه قبر الإمام الحسن مهدوم وذكره قليل ، وتشويه تاريخه من قبل الإعلام المناوىء للمذهب على قدم وساق .. فلا بد من بذل الوسع في اداء هذا التكليف الملقى على عواتقنا برفع وتخفيف ما نستطيع رفعه وتخفيفه من مظلومية هذا الإمام الهمام والسبط العظيم لنبي الأمة صلوات الله عليه وعلى آله ..

مبارك لكم ولنا ولادته ورزقنا الله ولايته في الدنيا وشفاعته في الآخرة ، إنه نعم المولى ونعم المُجيب ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=167209
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 04 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19