• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشريف الرضي.   .
                          • الكاتب : تبارك صباح .

الشريف الرضي.  

 :ـ دكتور زكي مبارك سلام عليكم.. 

 ما الذي لديك عن عبقرية الشاعر الشريف الرضي..؟
:ـ لا شيء جديد  كل الذي عندي قلته في كتابي (عبقرية الشريف الرضي). 
 طلب مني أن أكتب عن أعظم شاعر أنجبته العربية، فكتبتُ عن الشريف الرضي، شاعريته ملأت النفس وأشغلت القلب, فقد كان الشريف أبيَّ النفس، عالي الهمّة، سمت به عزيمته إلى معالي الأمور، لكنه لم يجد من الأيام معيناً.
كان عفيفاً إلى الحدّ الذي أنه لم يقبل من أحد (أي أحد) صلة ولا جائزة, وبلغ من شدّة عفّته أنه ردّ ما كان جارياً على أبيه من صلات الخلفاء والأمراء..! وحاول بنو بويه وأصروا عليه قبوله صِلاتهم وعطاياهم فما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، فما تزلّف لسلطان ولا مدح من لا يستحق. 
قال الشعر وهو في العاشرة حتى فاق شعراء عصره على صغر سنه، وليس هذا بعجيب على من انحدر من أصلاب الشرف العلوي، ودرج في أحضان الإمامة، فرضع العلم وغُذِّي بالأدب، وكان لنسبه الشريف الأثر البليغ في ترفّعه ومجده، فكانت شاعريته طافحة بهذا المجد الذي لا يضاهيه مجد في كل زمان ومكان. 
 إنه السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) المُلقب بالشريف الرضي... كما لقبه بهاء الدولة البويهي وُلِي نقابة الطالبيين خمس مرات، ومات وهو متقلدها، كان عظيم المنزلة جليلاً.
 نشأ الشريف الرضي نشأة علمية، ودرس النحو والفقه والحديث على يد أساتذة هذه العلوم، فتتملذ على كبار العلماء منهم السيرافي وابن نباتة والمرزباني، وغيرهم من الأعلام، كما تتلمذ على يد الشيخ الأكبر المفيد محمد بن النعمان.
 وقال: قبل أن افارقك سأحدثك عن نص قاله المفيد: ((كان المفيد رأى في منامه فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) دخلت اليه وهو في مسجد بالكرخ ومعها ولداها الحسن والحسين (عليهما السلام) صغيران فسلّمتهما اليه وقالت له: علمهما الفقه..! فانتبه متعجّباً من ذلك فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا دخلت اليه المسجد فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها وبين يديها ابناها علي المرتضى ومحمد الرضي وهما صغيران، فقام إليها وسلّم عليها فقالت له: أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلّمهما الفقه)).

لم يتربع الشريف الرضي على عرش إمارة الشعر فقط, بل حاز على قصب السبق في باقي مضامير التأليف، فقد كان عمره خصباً بإنتاجه العلمي والأدبي ويؤدي بنا الحساب الدقيق لسني عمره إلى أن إنتاجه لتلك المؤلفات القيمة التي تحتاج إلى مادة علمية غزيرة واطلاع واسع كان على حدّ الاعجاز، فقد كانت مؤلفاته تتشابه في قوة المنطق وأساليب البيان ولعل أهم مؤلفاته هو جمعه لنهج البلاغة، وهو مجموع ما اختاره الشريف من كلام امير المؤمنين وسيد البلغاء والمتكلمين من خطب ورسائل وحكم ومواعظ.
 ومن مؤلفاته أيضاً (خصائص الأئمة)، و(مجازات الآثار النبوية)، و(تلخيص البيان عن مجاز القرآن)، و(حقائق التأويل في متشابه التنزيل)، و(معاني القرآن)، و(تعليق خلاف الفقهاء)، و(تعليقه على ايضاح أبي علي الفارسي)، و(أخبار قضاة بغداد)، و(سيرة والده الطاهر)، وله كتاب جمع فيه رسائله في ثلاثة مجلدات.
 كما ألّف في الشعر عدة مؤلفات اختار فيها أشعار بعض الشعراء، ومما ألّف كتاب (الحسن من شعر الحسين)، و(الزيادات في شعر أبي تمام)، و(مختار شعر أبي إسحق الصابي)، و(ما دار بينه وبين أبي إسحق من الرسائل شعراً)ن و(انشراح الصدر في مختارات من الشعر)، و(طيف الخيال)، ودعني وهو يقول لكم: تاريخ كبير لابد أن تصونوه يا أبناء العراق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=167329
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 04 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29