• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : سلام على أهل الثغور .
                          • الكاتب : نجاح الجيزاني .

سلام على أهل الثغور

  أن يحبك الوطن ويحتويك فهذا حق لا لبس فيه، وأن تحبه انت فذلك واجب لا مندوحة عنه، وبين حبك وحبه تغدو ايامنا بيضاء كرايات النصر التي رفرفرت مؤخرا في سمائنا الزرقاء.. حب الوطن غريزة، وفطرة وهبها الله سبحانه لجميع الخلق، من أجل أن تُدرك قداسة المنبت وطهارة التراب.

ولكي نعرف نحن قيمة هذا الوطن، ليس علينا سوى ان نبتعد ولو قليلا، لنُدرك انْ كانت قلوبنا شغوفة ومتعلقة بشيء اسمه (الوطن)... حينها فقط نعرف قيمة الارض التي نشأنا عليها، والتراب الذي لامس أُولى خطواتنا.
قيل لنا ان الوطن تعافى، او في طريقه للتعافي.. جميل ان نرى الوطن - الذي استبيح لسنوات عدة - من قبل داعش، قويا ومعافى.. ومرهوب الجانب.. واثق الخطى.. لكن الاجمل ان نراه موحّدا واحدا، يناغي شماله جنوبه، ويواسي شرقه غربه، قد أفرد الامان أجنحته على فيافيه ووديانه دون تمييز.
ان سر حياة الوطن، هو ان يعيش الجميع بمختلف اطيافهم ومذاهبهم وقومياتهم تحت مظلته بأمن وطمأنينة، فمن دونهما يغدو هذا الوطن ساحة اشباح لا حياة فيه، ولا نماء.. ان تجد موطئا يحملك ويحتويك فهذا وطنك بحق، فاحرص ان تكون له كما هو لك، تحوطه بحبك وحرصك وايثارك، وتحمله بين اضلاعك.. بل في قلبك ليكون مسكنه هناك.
 ولعل من أسمى مصاديق هذا الحب والايثار هم المرابطون على سواتر العز والفداء.. المنتظرون بشوق للقاء الشهادة.. نعم انتم ايها الحشد المقاوم عنوان كرامتنا، فبعد سنين الذل العجاف، اصبحتم علامة فارقة لعزتنا التي غادرتنا على حين غرّة.. بكم خبرنا طعم الانتصار، فغدت هاماتنا عاليات، وبكم توقدت شعلة مجدنا، وبسواعدكم الفتية تحققت نبوءات هذا الوطن الجريح، اذ قام اخيرا من كبوته، وامتطى صهوة الريح، فكان العراق.. لله درّك يا وطن، كم ذاب فيك احباؤك عشقا وهياما؟! وكم كانوا أشدّاء على من استباح ترابك، واحرق أغصان الزيتون في حدائقك الغنّاء؟! وكم كان الفداء يحلو في مآقيهم وهم يتوافدون نحو سوح الوغى، تسبقهم ارواحهم قبل اجسادهم، وبكل ثبات وعزيمة يحرسون ثغورك من عبث العابثين، ويدرؤون عنك طمع الطامعين وكيد المكيدين؟!.
 اما آيات الحمد فلا تغادر شفاههم، يرتلونها بألسنة تلهج بذكر الواحد الاحد، الذي وفقهم لحراسة ارض النبوءات.. ارض الصالحين.. فيا ايها الوطن المفدّى بالمهج، المتلألئ بترانيم آيات النصر، نم قرير العين، عابق الجنبات، موفور العافية، ففيك رجال صمدوا فأدهشوا، وقاتلوا فانتصروا.. وانّ اقلّ الواجب ان نسطّر احرفا تفي ولو جزءاً بسيطاً من حقهم علينا، فلعل قطراتٍ من الحبر مُدافة بكثيرٍ من العرفان تؤرخ للأجيال القادمة عظيم ما قدّموا، فانهم حرّاس الوطن وعينه الساهرة، ويستحقون الكثير الكثير مما سيُكتب حول مآثرهم، ويُدّون في سجلات بطولاتهم... ولأنهم العين الساهرة لهذا الوطن المعطاء، فازوا وبجدارة بوسام متفرد دونه كل وسام، انه (دعاء الثغور) لزين العباد (عليه السلام)، الذي احتواهم وعيالاتهم بأعذب الدعوات وأطيب الامنيات، واجزل الهبات من رب كريم، اذ لا يُعرف لكرمه حدود، ولا لعطائه موانع وسدود... فسلام على محيّاك يا وطني، وسلام منا على اهل الثغور.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=167360
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 04 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19