• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : ربتني شهيداً .
                          • الكاتب : د.سوزان زين .

ربتني شهيداً

 خرج من الجامعة مسرعاً إلى البيت وجد أمه في المطبخ تحضر له الأكل فقد عاد بوقت قبيل العصر، قال: أماه هل سمعت آخر الأخبار..؟ قالت: بني انشغلت كثيراً اليوم، ولم استطع الاطلاع على الأخبار، لماذا هل من جديد؟

قال: بلى أمي، أفتى مرجعنا ومرشدنا السيد السيستاني بالوجوب الكفائي ضد داعش عبر منبر جمعة كربلاء وعلى كل من يقدر على حمل السلاح يبادر للالتحاق بالجبهات، قالت: وانت تريد الالتحاق أليس صحيحاً..؟
قال: نعم أمي.
وهنا أدخلت هذه الأم بفرن من الحرارة والمرارة إذ كيف وهو الوحيد وعلى أبواب الزواج إذ قد تكلمت أمه مع أهل بنت معه في ذات الجامعة تأخذ رأيهم في الزواج لابنها.
ولكن هي تلك التي صاغتها برنامج شؤون الشباب للمرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظله الوارف) وبيانات السيد محمد باقر الصدر (قدس سره الشريف) ومن بعده أخته بنت الهدى (قدس سرها الشريف).
فقد جاء وقت الإيثار والتضحية والفداء.. قالت: امض يا ولدي وأخبر أباك فإن وافق أنا عنك راضية يا مُنتظر..
جهز على الفور عدته ولملم أشياءه، وبعث برسالة لزوجته المستقبلية يخبرها القرار القطعي والذي لا بد منه فهو من كان يعظ الناس ويحرضهم على الجهاد والالتحاق بالمقاومة الإسلامية، بعد أسبوع صار مُنتظر وكامرته والملبس العسكري في إحدى ساحات التدريب في أحد الفصائل الكثيرة التي لبت نداء الفتوى.
 ومن ثم في أحد قواطع القتال مع إخوة له في الجهاد، وهو يوثق أزيز الرصاص ويسجل كل تراب المعركة ويرسل التقارير من قلب المعركة على موقعه والمؤسسة الإعلامية التي يعمل فيها مشكلاً فضاء ثورياً قلّ نظيره فهو الخبير في فن الكلمة والتأثير وصياغة الحدث، يتنقل حسب تنقل اللواء الذي اتخذه موقعاً يقاتل به عبر عيون الكاميرا الجريئة، وهي توثق اللقطات التي تهز كل من شاهدها بعد النشر.
مُنتظر لا يترك صلاته الا في ظروف قاسية، فقد تتدرب على الإتيان بها أول وقتها، وله جلسة بعد الصلاة وعلاقة مع الدعاء، فهو يعي قيمة المقاتل على خطوط الصد بأي لحظة هو مشروع شهادة، ولم يفارقه تلفونه اذا بين الفينة والأخرى تتصل امه او ابوه او خطيبته او أصدقائه ومنه يأخذون صادق الخبر. 
لم يكن إعلامياً فقط بل كان راصداً للحالات التي تنافي الجهاد، ويعالجها بعد العودة للثكنات ليلاً حيث يلملم الجند شتاتهم، فيجلس معهم بوجهه المشرق الابيض المشرب بالحمرة ولحيته السوداء، ليقول لهم: ايها الإخوة الأعزاء هنا مكان كل لحظة فيه يمكن أن نفد على الله تبارك وتعالى شهداء إلى الجنة، التي فيها حور العين وجوار محمد وال محمد (عليهم السلام).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168027
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19