• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تهريج العلمانية! .
                          • الكاتب : الشيخ ليث الكربلائي .

تهريج العلمانية!


النقد المنهجي لمقولات الدين أمر مرحبٌ به مادام منهجيا فهو يساهم في تطوير وترسيخ الفهم الديني ولا يمكن أن يهدمه مادام الدين على حقٍ والنقد لا يحيد عن المنهجية.
أمّا إذا خرج النقد عن السياقات العلمية وصار مجرّد تهريج ودعاوى زائفة فتلك تفاهة تضر البحث العلمي ولايصح التساهل معها إطلاقاً، لأنّ التهريج من شأنه تضييع الصواب وخلط الواقعي بالزائف خلافا للنقد المنهجي الذي من شأنه توضيح الحقيقة.
ومن شروط منهجية النقد أن يكون الناقد خبيراً بالموضوع الذي يتناوله ملمّا بأطرافه وتفاصيله، وإلّا سيُطلّ علينا بتفاهات مضحكة إن حشر أنفه في غير تخصصه.
وكثير من العلمانيين الذين كتبوا في نقد الدين تجدهم من هذا الصنف الثاني..
الصورة أدناه من كتابٍ لمتنطع علماني كتب بحثا في نقد السنة النبوية الشريفة فجاء بحثه مليئاً بالأخطاء المضحكة التي كان يكفيه لتجنبها الاطلاع على التراث الإسلامي ولو اطلاعاً سطحيا.
في هذا المقطع تجده ينتقد حديثا للنبيّ (ص) مدح فيه آسية زوجة فرعون النبيّ موسى، والملاحظة التي سجلها المتفلسف على هذا الحديث أنّه يناقض القرآن الكريم الذي ذمّها لأنها راودت النبيّ يوسف عن نفسه !!!
هذا المسكين لا يعلم أن فرعون موسى غير فرعون يوسف وأنّ الفاصل بينهما عدّة عقود من الزمن وأنّ الحديث مدح زوجة فرعون موسى والقرآن ذم زوجة فرعون يوسف فأين التناقض؟!! 
والكتاب من أوله الى آخره مليء بأخطاء تكشف عن أنّ الرجل غير مطّلع حتى على أبجديات التراث الديني فضلاً عن دقائقه... منها مثلاً أنه ذكر في ص 104 أن عدد شهداء كربلاء 72  رجلا كلهم من بني هاشم .. ولا يمكنه أن يُثبت هذه المعلومة من أي مصدر سواء من المصادر المعتبرة أو غير المعتبرة .. إنمّا تبّرع بهذا الرقم من عند نفسه ضحكاً على الذقون ولا يضحك إلا على نفسه.
هذا الكتاب مجرّد نموذج من كتاباتهم التي باتت تملأ الأسواق وينفقون في سبيل طباعتها المليارات.
عندما تقف على مثل هذه الكتب لا تملك إلا أن تضحك وشرّ المصيبة ما يُضحك




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168057
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19