• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السيدة زينب (عليها السلام) والصدى الإعلامي  .
                          • الكاتب : اسمهان إبراهيم .

السيدة زينب (عليها السلام) والصدى الإعلامي 

 لماذا امتلكت واقعة الطف الحسيني هذا الصدى الإعلامي العالمي الواسع؟ أكيد مثل هذا السؤال يضعنا أمام القوة الوجدانية المؤثرة ومصداقية ما ينقل من التأريخ، مع عزة الرمز المقدس ونزاهته والمظلومية التي تعرضت لها الرموز المقدسة والتي شكلت قوة ثورية تعكس مدياتها على الجميع الثورات الوجدانية في كل مكوناتها وفاعلية احداثها وكل رمز من رموز الطف له هيبة وقوة جذب, مؤثرات الطف منها غيبية ومنها واقعية, بدءاً من نبوءة جبرائيل وبشارته التي حوّلت معنى الشهادة الى ولادة ثانية، ومن ثم نبوءة الرسول (ص) بالشهادة وهو في مهد ولادته.

 زخم اعلامي إلهي يدعم الرسوخ الفكري المؤمن والقرائن الأخرى التي جمعتها يد الايمان كوجود زينب (عليها السلام) أو الشروط التي تم اختيار مولاتنا ام البنين بموجبه, مهمة انجاب القائد العميد أبي الفضل العباس (عليه السلام), لا أعتقد أن من الصالح حصر مهمة مولاتي زينب (عليها السلام) في خضم القضية الإعلامية ودورها كان اكبر, فقد أعدّها الإسلام اعداداً قيادياً لحمل رسالة الطف المبارك كقائدة استلمت القيادة من الحسين (عليه السلام)، وقد توضحت منهجيتها العلمية من خلال المرتكزات التي وضحها مولانا الامام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام): ((أنتِ العالمة غير المعلمة والفاهمة غير المفهمة)) أي ربط مولاي تلك العملية بالمكونات الإلهية التي خصّ بها أهل البيت (عليهم السلام) أي بمعنى أن تكون القائدة زينب (عليها السلام) امتلكت زمام القيادة، وهي مدركة الى ما تحتاج هذه المسيرة من اعلام انساني يبقي الثورة خارج مديات بقائها الاعلام مهما كانت أهميته هو مرتكز من مرتكزات القيادة التي حكمت مصداقية ايمانها ان تكون مضحية قد اصطحبته لديها معها، وهذا يعني ان امكانية الايثار والتضحية حيث قدمت ولديها فداء للرسالة الحسينية.
 هناك مسألة مهمة لا بد من التأمل فيها، حيث قدمت معظم الرسائل التحليلية سؤال زينب (عليها السلام) عن استعلام نيات الأصحاب بأنه نوع من أنواع الظن، وهي العالمة غير المعلمة والتي تدرك أن أولئك الأصحاب كانوا في سجل الزهراء (عليها السلام) ومعرفة استباقية لمن سيشارك في الطف.
 وأعتقد أن المدرك الاستباقي ليس ضرباً من الخيال، وانما هو حقيقة مدركة ولها اكثر من دلالات واردة في استباقيات الطف، أي نبوءات وردت كثيراً في هذا الخصوص، فكان الطف معلوماً في نبوءات الرسالة والامامة، ليأتي الجواب محفزاً معنوياً: ((لقد بلوتهم وليس فيهم إلا الاشوس الاقعس)) والأشوس: تعني الشجاع، والاقعس: الذي يمشي وصدره مرفوعاً، وهذا الاستعلام نفسه يعتمد على واقعية القيادة الزينبية.
 الاعلام هو جزء من الفاعلية الإنسانية لأغلب الاحداث التي مرت في الواقع، فرعايتها للأطفال لم تكون وساطة إعلامية، بل كانت دلالة إنسانية قيادية يستطيع الاعلام أن يتمحور في تسليط الضوء، أي لم تكن نوايا فعل الطف إعلامياً، بل إنسانية ثورية وبقاء الثورة لما تمتلك من نهج قويم، رأى الاعلام الإنساني فيه نهضته، ورغم هذا هناك الكثير من الأمور التي خفق الاعلام في استنهاض مصداقية الواقعة، وراح يتأثر بالمنقول الحرفي، تقول أغلب مصادر التاريخ: إن زينب (عليها السلام) ناولت الطفل الرضيع عبد الله من يد أمه الرباب، وقد جفّ لبنها، وهو يصرخ ويتلوى من العطش خرجت بها الى الامام الحسين، ليستقي له شربة ماء من القوم، فاختلفوا بينهم أولاً ليس الحسين (عليه السلام) من يطلب الماء من قوم محص نواياهم، ولا زينب (عليها السلام) تلك المرأة التي رأت في فواجع الطف جميلاً لم ترَ غيره وهذه الاحداث المحشوة من مثل: (اقطع نزاع القوم يا حرملة) واهية الحقيقة، انها ناولته ليقبّله، ليودعه، لتبارك التوق الذي في صدره قبل الرحيل المقدس فيه، لم تكن مساعي زينب (عليها السلام) في لمّ شمل الأطفال وتهدئة الروع عملاً إعلامياً، بل كانت قائدة حملت قوة الصبر لتبث التصابر في القلوب المجزعة لبنات الرسالة (عليهم السلام).
 وعلى الاعلام أن يدرس جوهر تلك القوة التي حملت حسن العزاء لأمهات الشهداء وعوائلهم، لم يكن تضميدها لجراحات الحسين (عليه السلام) أي منحى اعلامي، وانما كان جهداً قيادياً، وكداً ايمانياً يحمل اليقين كأخت ومجاهدة في الركب القيادي الحسيني. 
القضية ليست قضية اعلام، ولكن ما انجز من مهام قيادية قادرة على خلق ركيزة إعلامية تجابه وتقابل آليات الاعلام الاموي، اليوم الاعلام مطالب بتصحيح الكثير من المعلومات المندسة في ثنايا الواقعة، فالمرأة القيادية العالمة غير المعلمة اكيد لا يقدر الشيطان أن يذهب علمها، وليست هي التي تلطم الوجه، وتشق الجيب، وتسقط مغشيا عليها، وهي نفس المرأة التي حين رأت سؤال شامت أجابته بأنها (ما رأت إلا جميلاً)، امرأة امتلكت شرعية القيادة.

علي الخباز, [٠٥/٠٥/٢٠٢٢ ٠٧:١٢ ص]
الثورة الحسينية المباركة بكل ما تمتلك من مهام كانت تستعلم مثلما يقال عن النوايا، ويعني انها كانت تمتلك الحس القيادي، وليس شكاً في النوايا، القلق القيادي هو اتزان القائد الحكيم، وإلا الشجاعة التي أدتها في الدفاع عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في عرش ابن زياد، وخطابها ليزيد للدفاع عن فاطمة الصغرى حين طلبها الشامي جارية له.
 لو اردنا ان نقيم الجهد الإعلامي الذي آزر ثورة الحسين (عليه السلام) والذي رأى في مواقف زينب كوامن إعلامية، فذاك لأن دور زينب (عليها السلام) غير مجهول لولاها لذبحوا لنا السيد السجاد، وانتهى الإرث الحسيني الهاشمي، وسلالة الخير والامامة.
 ان بقاء زين العابدين حياً هو امتداد الدور الحسيني وعدم نهايته، والبحث عن الأثر الذي تركته زينب (عليها السلام) في موقفها بوجودها بعد الواقعة هو الذي خلق التأثير الذي اشعل جذوة النفوس حزناً لم تخمد هيبته، وأثرت في الضمائر تأثيراً اشعلت فيه الثورات: كثورة المختار، وثورة زيد بن علي (عليه السلام)، كان وجودها هو بحد ذاته يعد تحريضاً للثورات، ويعني لم يظهر عليها انكسار مجزرة الطف، بل ظهر دورها القيادي في كثير من المواقف بعرش يزيد او في حياتها في المدينة بعد عودتها، وكل هذا التفاني يعد في درج الإعلامي ام مراقب القيادة؟ 
موقفها في تعرية النظام الاموي وافساد لذة النصر على العروش الاموية، ورفعت حاجز الخوف الجماهيري، وتخلدت كقائدة تركت للإعلام الإسلامي مهاماً كبيرة تستنهض مقامها وفكرها وصلابتها ووعي الجماهير على أن تكون مدركة ناهضة على طول الخط.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168062
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19