• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : زيارة للجبهة .
                          • الكاتب : سوسن عبدالله .

زيارة للجبهة

 :ـ ما الذي أتى بك الى هنا يا عمة..؟ 

قلت:ـ جئت لأرى ولدي، لأزور كل أرض قاتل عليها فلذة كبدي، جئت لأعلن لهذه الأرض اعتزازي بوحيدي، لأعبر لها عن سعادتي كأمّ، وأعرف أن الأرض أمّ مثلي تعانق أولادها بقلب موجع، لأقول للعالم كله: إن ابني لا يريد من هذه الارض سوى سلامتها، لا يريد أن يبني فيها بيته، يريدها مرفوعة الرأس تحتضن أهلها وناسها بعز وتلك رجولة منه ومن صاحب الفتوى المباركة.
 أشعر أن الأرض تعرفني كلما أمر بشجرة أسمعها ترحب بي، اسمعها تبكي أسمع أنينها، لقد استولت على نفسي طمأنينة رائعة، وأنا أشعر أن أهاليها ينتظرون متى نحرر لهم الأرض، ونعيد لهم بيوتهم وأرضهم وبساتينهم الجميلة الزاهية.
قلت لأفراد الحشد المحيطين بي:ـ أريد أن أزور البقعة التي احتضنت ولدي، تلك البقعة التي رواها بدمه الزاكي، أريد أن أقول لها: لا تنسي ابني بالدعاء، اذكريه بخير.
 صاح أحد أفراد الحشد: عمة ام احمد هنا كان رقاد ابنك الاخير، سمعت احدهم يلومه خشية ان افقد اعصابي امام هذه الاشبار التي استقبلت انفاس ولدي الأخيرة، والتي همس بأذنها مردداً أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، وأشهد أن علياً وأولاده المعصومين حجج الله.
 أتخيل كيف امتصت هذه الأرض دماء ولدي، أتمنى لو اعرف ماذا ذكرت لحظة وقعت مضرجاً بدمك؟ أكيد كنت تتمنى أن تراني كنت تتمنى لو أضع رأسك في حضني لتنام كما عودتك صغيراً.
شعرت أن جميع المقاتلين أبنائي كل منهم هو أنت، وهم أيضاً كانوا يرون فيّ امهاتهم، كرر أحدهم السؤال ثانية: ما الذي أتى بك يا عمة، فالمكان ما يزال خطراً لا يُؤتمن، قلت:ـ جئت لأحتفي هنا بأربعينية ولدي، لأسمع كيف تواسي الأرض قلوب الأمهات.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168197
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29