• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شرح الفقرة رقم(8) من المعاهدة .
                          • الكاتب : محمد السمناوي .

شرح الفقرة رقم(8) من المعاهدة

    قوله (عليه السلام) : (( وتكتب لك في كل يوم بعدد أنفاس أهل الثقلين، بكل نفس ألف ألف حسنة ويمحى عنك ألف ألف سيئة وترفع لك ألف ألف درجة، ويوكل بالاستغفار لك العرش والكرسي والفردوس حتى تقف بين يدي الله (عز وجل) فعاهدني يا بني ألا تعلم هذا الدعاء لأحد إلى محل منيتك . فعاهده الحسين (عليه السلام) على ذلك، فقال علي (عليه السلام) : فإذا بلغ محل منيتك  فلا تعلمه أحدا إلاَّ أهل بيتك وشيعتك ومواليك فإنك إن لم تفعل ذلك وعلمته كل أحد طلبوا الحوائج إلى ربهم تعالى في كل نحو، فقضاها لهم وإني لأحب أن يتم ما أنتم عليه فتحشرون ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون)).

      إن لدعاء العشرات آثار عجيبة ذكرها الإمام علي (عليه السلام) في فقرات المعاهدة ومن تلك الآثار أن القارئ يكتب له بعدد أنفاس الجن والانس وبحسب قابلياتهم، وبكل نفس ألف ألف من الحسنات، وقبالها تمحى عنه بعددها السيئات، وتستغفر له جنة الفردوس والعرش والكرسي إلى أن ينتهي به الوقوف بين يدي الله تعالى؛ ولعل هذا المعنى نجده في بعض عبارات الدعاء حيث جعل الإمام (عليه السلام) الشاهد على تسبيحه وتحميده وتهليله حملة العرش بعد الله وملائكته ورسله وقد حمده بطريقة تجعله في حالة الإستمرار والدوام عند الموت والدخول إلى عالم القبر والبرزخ والوحدة والفناء والنشر والبعث بكل هذه التقلبات والأحوال إني أحمدك يارب، وهذا ما سوف يأتي بيانه في إحدى فقرات متن هذا الدعاء.

     في هذه الفقرة من الوصية فقد أوصى الإمام علي (عليه السلام) ولده الحسين (عليه السلام) ان لا يُعَّلمَ هذا الدعاء ولا يجعله مبذولاً لأي أحد من سائر الناس إلاَّ أهل بيته وخاصته وشيعته ومحبيه ومواليه، وكأن دعاء العشرات هو من مختصات وشعارات الأولياء والصالحين من اتباع أهل البيت (عليهم السلام)؛ وهنا يعلل الإمام سبب هذا التخصيص لهم بقوله: (فإنك إن لم تفعل ذلك وعلمته كل أحد طلبوا الحوائج إلى ربهم تعالى في كل نحو)، كما أوصاه أيضاً وطلب منه ان يعاهده أنه لا تلفظ بكلمة مما أسر به إليك حتى أموت، وبعد موتي باثني عشر شهراً، فإني أخبرك بخبر أصله من الله تعالى، وقد مضى التعليق على هذه الفقرة في بداية الوصيّة.

     وهنا لا يمكن التعليق والتنبيه والإرشاد أكثر مما ذكر أعلاه، لحكمة معلومة لدى القارئ الفطن النبيه المتتبع لروايات أهل البيت عليهم السلام، في كون أن هذا الدعاء لا يصل إلا إلى أهله، وثماره تعود لخواصهم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168442
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20