• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : أنا أُخضِرُ في قلبِ الشهداء .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

أنا أُخضِرُ في قلبِ الشهداء

  احتفت به استراليا بفرح، وهبّت لاستقباله وعائلته خير استقبال، تابعه الجميع، وانتشر بسرعة خبر العراقي المزدهي ألفة، المتزوج من ثلاث زوجات، ولديه ثلاثون ولداً، روايات كثيرة تمر في عوالم الغربة، لكن هذه الرواية هزت وجدان العالم.

 كان الاستقبال على مستوى كبير من المسؤولية، خبر صاحب العائلة الكبيرة كان ممولاً للابتسامة والفرح، وخاصة أن الأب مازال شاباً، كان يلاقي الترحاب أينما ذهب.
 كتبت عنه الصحافة، والتقت به محطات التلفاز، وزاره كثير من اهل الشهرة. عاش أياماً سعيدة في بلاد الضباب، لكن ما ان تعرضت بلاده الى هجمات الارهابيين من داعش، حتى تغير طعم الحياة، واصبحت استراليا بالنسبة اليه جحيماً لا يطاق.
 لا يستطيع ان يرفع رأسه بين الناس، لا يستطيع ان يفرح، وهو يعيش منكسراً عاجزاً ضعيفاً، ليس الشجاع من يترك بلاده فريسة للإرهابيين والدواعش، وهو ينعم بالحرية والسعادة في بلاد الضباب.
  القرار الذي اعلنه اربك كثيراً من الأصدقاء، قال لهم: «أنا سأعود الى بلدي» قال ناصح: لماذا تعود الى بلاد، وأنت لم ترّ فيها سوى شبح الموت الذي كان يطاردك؟
 أجابه بحزن: وبأي قلب يستطيع الانسان أن يألف سبايكر وجرح سبايكر، يقول الناس هناك: نعم سمعنا عن سبايكر وجرح سبايكر وهي مؤلمة وموجعة وجرح انساني ينزف في كل ضمير، القضية الموجعة أن الاعلام المنحرف عمل على أن يجعلها قضية صراع داخلي، والعالم يرى التمويل الزاحف من خلف الحدود على تمويل المرتزقة بالسلام الفعال: (بنادق تلسكوبية، ونواظير كهربائية، وقناصة محترفين من كل العالم)، وتفجير وتهجير وتصفيات شملت حتى مدارس الابتدائية، جرح أب ينزف، يتوجه للحرب من أجل أن يبعث السلام على بلاد السلام.
 كُلّفَ بقيادة الفوج الثالث الذي كان ماسكاً قاعدة سبايكر بعد المجزرة، عايش سبايكر بروحه، وكتب يخاطب العالم: القتال في بلدي يستعر من محاور عدة (داخلي، خارجي، وعصابات عالمية، وميليشيات من هويات مختلفة متنوعة).
 كان يقاتل بقوة، وينادي: ساعد الله قلبك يا عراق، فيجيبه العراق وهو بأنفاسه الأخيرة شاهد وشهيد: لو عندي أمثالك يا أبا جواد البدري، لما تعرض قلبي لخدش صغير، فأنا أخضر في قلب الشهداء.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168448
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19