مع توالي انتشار فايروس كورونا (كوفيد-19) في البلاد، وأغلب بلدان العالم، وإقرار منظمة الصحة العالمية بتحولهِ إلى جائحة اجتاحت العالم بأسره، وحددت منظمة الصحة العالمية المعايير والإجراءات الوقائية اللازمة اتباعها للحد من هذا انتشار الفايروس.

 ولعل أهم ما نصت عليه المنظمة، هي ارتداء الكمامة الطبية، وهي من  المستلزمات الطبية التي تغطي الفم والأنف، الهدف من استعمالها هو منع انتقال الرذاذ أو القطيرات المليئة بالفيروسات عبر الجهاز التنفسي من شخص لآخر.
  وإن المدة الزمنية التي اقتضاها فايروس كورونا بالانتشار تطلبت التعايش والتكيف مع مراعاة الشروط الصحية، مما أدى إلى انتاج كميات كبيرة من الكمامات وبألوان مختلفة ومنها: اللون الأسود وتسويقها في الأسواق والمراكز الصحية وحتى بعض الصيدليات، دون الرجوع حول خطورة هذه الكمامة وبذات اللون الأسود.
 يعتبر اللون الأسود من الألوان التي تمتص الأشعة الساقطة عليه ومن دون أن يعكس أي جزءٍ منها، أي أنه يمتص كل الأطوال الموجية للضوء وتحويله إلى حرارة.
 ووفقًا للدراسات، فإن الأجسام السوداء تمتص كل الأطوال الموجية ولا تعكس أي شيء منها، وتكون أكثر سخونةً على عكس الألوان الأخرى، فالأجسام البيضاء والفاتحة اللون تعكس جميع الأطوال الموجية للضوء.
 وإن للحرارة دوراً كبيراً في أمراض الجهاز التنفسي، حيث إنها تسبب جفافاً في الأغشية المخاطية التي تبطن الأنف والبلعوم ومجاري التنفسية ما تسبب الحساسية المزمنة والتهابات التنفسية المتعددة.
 ومع ارتداء الكمامة ذات اللون الأسود التي تزيد من نسبة الحرارة حول الأنف والبلعوم، إضافة إلى ارتفاع درجات حرارة الجو، مما تسبب نسبة من الرطوبة.
 إن هذا الهواء الرطب يكون مشبعاً بنسبة كبيرة من بخار الماء، مما يسبب صعوبة في التنفس؛ بسبب ثقل الهواء الرطب، وبالتالي يسبب الجهد على الرئتين، فارتداء الكمامة السوداء لها مخاطر أكبر على الجهاز التنفسي من بقيه الكمامات الأخرى.