• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حوار الوطن  .
                          • الكاتب : رزنة صالح .

حوار الوطن 

 مساء الخير يا وطني كم أتمنى بأن تتسع يدي لعناقك ، وتضميد جِراحك، كلما تجول في رأسي الامنيات  تلوث الدماء حجابها  وينزلق من تحت جلدي ترسبات من الأحلام
يُقال بأن الأوطان تحتضن سكانها ولكن في كبد الحرب والخواء يجب علينا أن نصبح أمهات أوطاننا  الكبيرة، لا زلنا نحاول بالرغم من كُل شيء  أن نضع على الألغام زهرًا وعلى الشظايا عطرًا محمديا  ينسي الوطن العناء، ولكن هُناك فجوات لم تعتد تمتلئ الا بالجثث، جميعنا محتلون يا وطني وتدور في ارواحنا حروب طاحنة ولكن ثمة حروب تسلبنا وثمة حروب تسلب الوطن منا ..
لدى الأيام يدّ وها هيّ تحملك إلى فك البندقية وتعطر ثوبك الممزق بالبارود، السنوات تصبح مهرجة كبيرة حين تصبح الحروب سلطان يرتدي تاج من الوقار، أظن بأننا نحتاج أن يبعثوا جن سُليمان  ليعقدوا الصلح بيننا والحياة 
لتعود الآبتسامة لثغر اليمن وتزيح الزيغ عن الطريق المستقيم، بيننا وبينهم ملكة أصبحت زوجة سيدنا وسيدهم لعل هذا الشيء يشفع لبنود الصلح قبل تدوينها، ماذا لو أن ظلمات القذائف السبع تُسبح للوطن لعلها تُعيده إلى درب النجاة، 
ثمة حروف كثيرة لابد أن ترتدي زي أسود او تضع كلمات خالية من الحروف تضامن مع شظايانا الباليه
التي افنتها الحروف، توقف المطر في وطني منذ زمن أظن قطرات الدم سقت التراب، تتساءل القبور عن سبب ترسب الجثث في كبدها فلا تجد الجواب،
كيف نُجيبها ونحن لا نعلم حتى مفردة الحرب ماذا تكون!
ما يؤلم التراب ليست الجثث المتكاملة ما يفتتها إلى رياح من الجِراح هي القطع الصغيرة التي يضعونها في اكياس بلستيك لتعيدها إلى الاحشاء العميقة في ظلمته ، ذات يوم سمعت نحيب المقبرة
سالتها مابكِ ؟
قالت أنتم أبناء تراب حين قطعت حبلي السري عنكم كنتم مكتملين كيف تُعيدوا لي أشلا من أبنائي 
اليس في هذا بضع من خراب؟
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168618
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20