• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقالت كربلاء.. طب الاعشاب .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

وقالت كربلاء.. طب الاعشاب

 كان طب الأعشاب من المهن المعتبرة في كربلاء، وكان طبيب الاعشاب يسمى الحكيم، وكان اطباء الأعشاب يعالجون المرضى بالطرق القديمة (الأعشاب)، وكان الكربلائيون حالهم حال باقي المدن العراقية يلجؤون الى طب الاعشاب بدل الأطباء، وكانت وصفات الاطباء بسيطة ومتداولة، واشتهر بعض منهم باختصاصات معينة والبعض الاخر امتهن الطب العام.
 واشتهر من الكربلائيين الحاج حسين الحلاق محله في سوق قبلة الحسين (عليه السلام)، وكان يعالج الأمراض الجلدية، وكان يعالج الدمامل بالأسماك، وهناك نوع من السمك يسمى (زلو) يجلبها من ايران يضعها فوق الورم فتمتصه.
 والسيد شمسي محله في عكد شير فضة، كان يعالج الأمراض النفسية، والشيخ محمد في عكد البلوش يجبر الكسور المختلفة، والشيخ ابن حريجة في طويريج وكان مشهوراً بمعالجة الكسور، والحاج (عبد الرسول تركه) كان حكيماً في امور الجراحة والاورام ولديه قيصرية في سوق باب السلالمة.
 والحاج كامل المضمد كان حكيماً شاملاً في جميع الامراض: (باطنية، كسور، اورام، عيون)، وهو طبيب وجراح ومحله في باب العلوة محلة الوزون. والمرحوم عجمي المضمد في شارع الجمهورية.
 وأما بائعو الأعشاب، فكان منهم المرحوم الشيخ عيسى سوق باب السلالمة، والمرحوم رشيد العطار باب بغداد، وعبد الرسول محله في راس سوق باب السلالمة، وابن الهندي في نفس المكان، والسيد عباس محله بجوار كف العباس (عليه السلام)، وكان يعالج المرضى ومن المشهورين كان الحاج اسماعيل الخباز، وابنه مندي مجبرجية، ويقع مخبزه في راس زقاق السيد يوسف، والمرحوم رسول دوبة مدخل سوق الزينبية وهو احد ابطال الزورخانه.
وقالت كربلاء: من المهن الحرة التي انقرضت هي مهنة الجواهري والجواهري ليس الاسم الذي يطلق على محلات الجواهر، وانما الجواهري في كربلاء كانت تطلق على مهنة النزاح، ويطلقون عليه الجواهري لرفع مكانته بين أصحاب الحرف الاخرى، وهي تقال لتطييب الخاطر، باعتبارها مهنة معيبة، رغم ان الجميع بحاجة اليها، والجواهر تطلق على الخنس فضلات البالوعات، وكانت تلك الفضلات تباع لأصحاب البساتين وتستخدم سمادا لمزروعاتهم وكانت تعتبر من افضل الاسمدة، وكان العمل يجري بوسائل بدائية يحمل ما ينزحه بعربات تجرها الحمير لينفيها خارج البلدة، وكان هناك عكد يسمى باسمهم عكد الجشمجية في منطقة المخيم، وكان الاهالي يعاملونهم باحترام، وبدأت المهنة في كربلاء على يد التلكيف نسبة الى قرية تلكيف الواقعة شمال مدينة الموصل، وكان اهل كربلاء يسمونهم تركيف ثم تطور عملهم واصبحوا يستعملون السيارات الكابسة. 
 من ألبسة الراس التراثية الكربلائية الجميلة (الكشيدة) وصناعة الكشيدة التي يعتمرها رجال المدينة خاصة خدم العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وكذلك قسم من اعلام ووجهاء المدينة؛ لأن من يعتمرها تضيف له الهيبة والوجاهة، وقد اصبح اعتمار الكشيدة سمة مميزة لهذه المدينة المقدسة.
وأصل كلمة كشيدة فارسية تعني القماش المسحوب على الفينة، وتعد مهنة صناعة الكشيدة من المهن القديمة جداً، والتي اشتهرت فيها مدينة كربلاء منذ القدم وهي مهنة متوارثة عن الآباء والاجداد، والكشيدة لفظة تطلق على غطاء الراس التي يرتديه الرجال قديماً، وتشبه الطربوش المصري بعد أن تلف حوله قطعة قماش (عمامة) خضراء أو صفراء مرقطة او بيضاء وبطول ذراع وربع الذراع وتثبت بدبابيس، وهذه الالوان تميز من يعتمرها عن الآخر، فالكشيدة التي تلف عليها قطعة القماش الاخضر فهي اختصت بالسادة الاشراف الذين يعود نسبهم لآل بيت الرسول (ص)، والكشيدة التي تلف بقطعة صفراء مرقطة وهي التي يعتمرها الرجال الذين لا يعود نسبهم الى آل الرسول (ص)، ويسمون بالعوام.
 وأما الكشيدة التي تلف عليها قطعة القماش الابيض كان يعتمرها رجال وعلماء الازهر وعندنا في كربلاء يرتديها بيت آل الخطيب والجلبي. والكشيدة هي من أقدم ألبسة الرأس عند العرب عامة، ونظر المسلمون في القدم للرجل الذي يبدو عاري الرأس من العمامة او الكشيدة وكأنه تارك للآداب، وكانوا لا يحبذون خلعها وكشف الرأس إلا في المناسك تعبدا لله سبحانه تعالى.
 ومرت على صناعة الكشيدة مراحل متعددة وكانت هناك الكشيدة ام الكركوشة وام الدكمة فتحات من الاعلى، وكان يستوردها لأهالي كربلاء السيد ناصر ولها منشآن الاجود كان يُستورد من النمسا، والثاني من جيكوسلوفاكيا، والقماش الصوف الجيد الخاص بالعمامة الخضراء من مصانع شركة هيلدا في انكلترا، وكان يسمى شال اخضر ابو الخروفين، والخروفان علامة الشركة، أما الكركوشة فكانت من خيوط البريسم المعمولة خصيصاً لتوضع في منتصف الفينة، وتربط على الفينة بعد أن تدخل في قالب مضغوط من حصيرة القش.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168852
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28