• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الألعاب الإلكترونية و خطرها على الاطفال .
                          • الكاتب : علا الحميري .

الألعاب الإلكترونية و خطرها على الاطفال

يقول عالم النفس المشهور (بياجيه): "أن قدرتيّ التخيل والابتكار تكونان في قمتها عند الأطفال في مرحلة رياض الأطفال، وانه يجب أن تنمي هاتين الصفتين من خلال اللعب والرسم والقصص؛ وذلك حتى لا يفقد الإنسان القدرة الابتكارية والتصويرية عندما يتقدم به العمر الزمني، كما يقول أن معظم أفكار الطفل لا تتكون عنده عن طريق التلقين والحفظ, لكنها تكتسب تلقائيا، وعلى المربين أن يتعرفوا على مرحلة النمو التي يمر بها أطفالهم, حتى يهيئوا لهم اللعب والألعاب والأنشطة المختلفة التي تساعدهم على أن يتعلموا بأنفسهم."

انتشر في الآونة الأخيرة في داخـل بيوتنا الإقبال المتزايد من قبل الأطفال على اقتناء الألعاب الإلكترونية التي تستخدم فيها وسائل التكنولوجيا الحديثة كالحاسوب، والهاتف، وأجهزة الأيباد، والبلي ستيشن، وغيرها من التقنيات الإلكترونية الأخرى، والذي ساعد على انتشار هذه الألعـاب وبكثرة الانفتاح الواسع الذي تشهده مجتمعاتنا بشكل عام، والأسرة العراقية بشكل خاص على المجتمعات الأخـرى، إلى الحد الذي أصبحت فيه هذه الألعاب تمثل الشغل الشاغل لغالبية الأطفال وحتى الكبـار  واعتبار اقتنائهـا من قبل الأهـل إنما هي وسيلة لمكافئة الطفل وإشباع طلباته و رغباته، ولكن في الحقيقة فان الصورة اليوم عكس ما يطمح له الأباء، فكما معروف إن الطفل بطبيعته يميل الى اقتناء الأشياء التي تجذب الانتباه والألعاب الالكترونية هي إحدى الوسائل التي أخذت تستقطب أذهان الكثير من الأطفال والتي لا يجب ان نغفل عن السلبيات التي يمثلها اقتناء هكذا وسائل من قبل الطفل، فكما هو معروف إن أغلب الألعاب  في السابق كانت بمثابة رموز وشفرات معينة تنمي لدى الطفـل القدرة على التفكير لحل هذه الرموز  وبالتالي تنمي لديه قابليات التركيز وتزيد من حدة ذكائه والبعض منها ينمي لدى الطفل قابليـات احترام وتنظيم الوقت من خلال تحديد فترات معينة للعثور على أشياء محددة داخل تلك اللعبة وبالتالي تجعل الطفل يحترم الوقت ويستغله بالشكل الأمثل، لكن بعد التطور التكنولوجي الكبير في كل مسارات الحياة كان للألعاب نصيبا من هذا التغيير والتطور فظهرت سلبيات كثيرة للألعاب والتي تأتي في مقدمتها إن البعض منها تحتاج إلى رقابة معينة من قبل المجتمع بشكل عام والأسـرة بشكل خاص؛ لكونها تشجع على ظاهرة العنف والقتال والتدمير، وبالتالي تزرع لدى الطفل الإحساس بالغضب المستمر والميل إلى التدمير والقتال وتؤدي إلى تأسيس بذرة العنف بداخله الذي قد يؤثر مستقبلا على حياته وتصرفاته وكيفية تعامله مع الآخرين، والجانب السلبي الآخر في هذه الألعاب، هو إن اغلبها تؤدي إلى إدمان الطفل المباشر عليها بالشكل الذي يؤدي الى أن تكون هذه الألعاب هـي محور حياته وبالتالي تؤدي الى الضرر البدنـي مـن جراء الجلوس لساعات طويلة من اجل ممارسة اللعبة ناهيك عن إهمال في واجباته المدرسية وبالتالي التأثير على مستوى الطفل العلمي وتقصيره في أدائه الدراسي، إضافة إلى ذلك تنمي لدى الطفل حالة من الشرود الذهني وفي بعض الأحيان ظهور بوادر لطيف التوحد والعزلة الاجتماعية على الطفل؛ وكل هذا يعود سببه للإهمال من قبل الاهل وعدم المراقبة وتحديد وقت محدد للهو ولعب  الطفل؛ لأن كثير من الآباء يمنحون الهواتف لاطفالهم كنوع من انواع الهرب من ضوضاء الأطفال ومطالبهم التي لا تنتهي ويكون الهاتف الذكي بمثابة الترفيه الوحيد الذي يحظى به الاطفال في المنزل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169014
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19