سلسلة القصص المشاركة في (مسابقة القصة القصيرة) 
ضمن مهرجان فتوى الدفاع المقدسة الثالث
والذي أقيم تحت شعار (النصر منكم ولكم وإليكم وأنتم أهله) 

حينما حلَّ الصباحُ برونقه وجماله الأخاذ، وأزاح نور الشمس الذهبي عتمة الليل الطويل عن سماء القرية، كانت الصغيرة اسماء تنظر من خلف نافذة صغيرة إلى ذلك الطريق الجميل الذي يوصل بيتها بالمدينة، تترقب بلهفة، تراقب بشوق تبحث عن شيء ما يخرجها من حالة الخوف الذي امتلكها، فقد كان الليل طويلاً عليها؛ كونها استيقظت خائفةً من ذلك الكابوس المزعج الذي كدر صفو منامها، فأصبحت تحدق ملياً وتبحث في قسمات ذلك الطريق عن شكل اعتادت الاطمئنان كلما نظرت اليه، فأخذت دموعها الرقراقة ترسم خطوطاً متعرجة على حنايا وجهها المتلألئ.
كانت تنتظر نبأً سعيداً يهلُّ عليها لتغدو حياتها أفضل، واستمرت على هذه الحال طويلاً، لم تيأس فهي تجد في مرارة الانتظار ما يصبرها على فراق محبوبها الذي لم يترك لها سوى بعض الذكريات الجميلة، وصورة زينت جدار غرفتها، وألعاباً أحضرها لها حينما عاد في المرة السابقة.
كانت تشتاق اليه، فلا تجد سوى تلك الصورة أمامها، تقبلها، تكلمها لتشعر بالدفء والأمان وتتذكره حينما كان يحل بربيعه الأخضر وسمائه الباسمة، رحل عنها بلا موعد برحلة كان يعلمها ابدية، وبقيت تلك الطفلة الجميلة تتأمل الطرقات وتنتظر موعد اللقاء.