• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الساحرة والفتاة الجميلة.. .
                          • الكاتب : افياء الحسيني .

الساحرة والفتاة الجميلة..

 تعلمت السحر من والدها الذي كان يمارس السحر خفية عن اعين الأولاد إلا ربيعة، يرى في عينيها الذكاء والسحر واسلم فيما بعد... يطلعها على أسرار عمله وفي بعض الأحيان يسمح لها بممارسة السحر الخفيف على قريناتها، أُعجبت ربيعة بهذا العمل، أصبح هاجسها الوحيد وباتت تستخدمه لتسخير الناس بغية قضاء حوائجها، تزوجت وانجبت وكبر أبناؤها، لم يصدف أن فشلت في أي محاولة من محاولاتها، وكان كل من حولها ينقاد اليها كأنهم تحت التنويم المغناطيسي..!
لديها ابن بار تأخر في زواجه لسقف المواصفات العالي الذي وضعه لفتاة أحلامه، شاء القدر ان يلتقي بها..
ساطعة كالشمس في الصباح... خجولة مثل غروبها... عيناها تتقد ذكاء... كأن نسيماً بارداً ضحكتها... ضعيفة بأنوثتها... قويةً بتدينها... صفات طالما كان يحلم بها ذلك الشاب لتكون أماً لأبنائه..
رأت ربيعة كل ذلك واقلقها الأمر، ثقتها بسلاحها (السحر) جعلها توافق على أن تكون كنتها.
تم الزواج وبدأت ربيعة بخلطتها التي تعلمتها من والدها التي تفرق ما بين المرء وابنه لكي تكون تحت سلطة اوامرها، لا تكسر لها كلاماً، فاتضح أن السحر لم يجد نفعاً، اعادت مراجعة الخلطة، وتأكدت من وضعها في المكان والوقت المناسبين لكن لا شيء يحدث..
قلق كبير انتاب ربيعة، بدأت بتحضير وصفة أكثر فتكاً من سابقتها، بدأت المشاكل واحتدم الصراع بين الجميلة وزوجها... لكن الزوجة لم تنقطع عن الدعاء والتمسك بالله.. استمرت ربيعة بصناعة شتى انواع الوصفات السحرية التي لم يسبق لها أن استعملتها قبلاً... لم تتحقق أحلام ربيعة... سوى أن الفتاة الجميلة.. انهكها التعب.. وصلت حد الموت... لكنها لم تستلم...
اكتشفت سبب تعبها ومرارة عيشتها، قررت ان تقطع بصمودها اليد التي كانت سبب تعاستها... بدأت رحلتها الجديدة في الشفاء والنهوض من جديد.. تذكرت هذه القصة وانا أرى بلدي يمتلك من المقومات ما يجعله محط أنظار الجميع.. حاول الساحر ان يجرب وصفاته السياسية عليه، باءت بالفشل، اضطر أن يستعمل أسلحة أكثر فتكاً، ولم يعرف السر الذي يكمن فيه، ما الذي يجعل هذا الشعب الفقير يقاوم ويفشّل جميع الخطط المدروسة.. سر لا يعلمه إلا الشعب والله..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169457
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28