لا شك أن للألوان مدخلية في حياة الإنسان، من حيث تأثيرها سلباً أو إيجاباً، فقد أجرى المختصون تجارب عدة في مختلف البلدان عن تأثير الألوان على الأنسان، فتبين أن تأثيرها ليس منحصراً في شخصية الإنسان، بل يصل لعمق النفس البشرية وعلى الخلايا الداخلية..!

فاللون الأخضر مثلاً، يحافظ على توازن الإنسان وعلى بقاء ذهنه متيقظاً صحيحاً، ويحفز الذاكرة ويساعد على تدارك المعلومات عن طريق العصف الذهني، وكذلك يخفف الضغط النفسي والداخلي على الإنسان، ويبعث في نفسه الانتعاش والفرح والسعادة.
وقد جاء ذكر اللون الأخضر في القرآن الكريم على ثلاثة أنحاء:
نحو يصف فيه لباس أهل الجنة في قوله تعالى: «... وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ...»(1). 
ونحو يصف فيه فراش اهل الجنة بقوله تعالى: «مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ»(2).
ونحو يصف فيه بديع خلقه بقوله سبحانه وتعالى: «وَهُوَ الذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا»(3).
 أما بالنسبة للأطباء، فقد كانت ملابسهم في غرف العمليات الجراحية بيضاء، إلّا أنّ الخبراء أكدوا أن اللون الأخضر قد يكون مناسبًا بشكل خاص لمساعدة الأطباء على رؤية أفضل في غرفة العمليات؛ لأنّه عكس الأحمر في ألوان الطيف الشمسي، فاللون الأزرق أو الأخضر يمكن أن ينعش عين الطبيب عند النظر للأشياء الحمراء، بما في ذلك لون الدم أثناء الجراحة؛ لأنّ الدماغ البشري يفسر الألوان بالنسبة لبعضها البعض، فطالما بقي الجرّاح يحدق في شيء أحمر غالبية الوقت، فإنّه تتلاشى الإشارة الحمراء الموجودة في الدماغ مما قد يجعل من الصعب عليه رؤية الفروق الدقيقة، فيكون الحل بالنظر إلى شيء أخضر من وقت لآخر لتبقي عيون الطبيب أكثر حساسية للتغيرات في اللون الأحمر، وكذلك لأنّ استمرار التركيز على اللون الأحمر قد يجعله يرى خطوطاً خضراء وهمية على أيّ خلفية بيضاء، وهي تشبه البقع التي نراها بعد رؤية وميض ضوئي.
وتحدث هذه الظاهرة؛ لأنّ الضوء الأبيض يحتوي على جميع ألوان قوس قزح، بما في ذلك اللون الأحمر والأخضر، ومع استمرار رؤية الدم ذي اللون الأحمر، فالمسار الأحمر في الدماغ يصبح متعبًا، لذلك يشير المسار الأحمر المقابل للأخضر إلى اللون الأخضر، فإذا نظر الطبيب إلى الملابس الخضراء أو الزرقاء بدلاً من البيضاء، فإنّ هذه الأوهام اللونية المزعجة سوف تمتزج تمامًا ولن تصبح مصدر تشويش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الكهف: 31.
(2) الرحمن: ٧٦.
(3) الأنعام: ٩٩.