• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : يكفي أني اليوم شهيد .
                          • الكاتب : علاوي حسين محمد .

يكفي أني اليوم شهيد

 القضية ليست قضية حرب وهجومات وموت، القضية كيف يستطيع الانسان أن يصل الى أعلى مستويات النضوج، فإذا كنت ممن يدرك معنى الصمت الصارخ في أعماقي، تعال واجرِ ما شئت من حوار، وعليك أن تدرك وأنت الصحفي المعروف اني خارج دائرة الحرب، فلا تسألني عنها، قلت له: كيف يا محمد وأنت فيها؟

 قال وهو يبتسم: تجاوزتها منذ زمن، منذ أن تجاوزت نفسي وأدركت ما معنى أن يحدث ما يحدث منذ قديم التواريخ، حرب تشعل حرباً، فلا تقلق، أنا كلي بهجة أنتظرك، وأنتظر الحوار، قلت له: وأنا أيضاً ليست لديّ أسئلة، فأجابني: حتى أنا لا أستطيع أن أعرف ما يدور برأسي، وما هي المعلومات التي تريدها، هل هي مجرد معلومات؟
 قلت: أنا أعرفها، أكاديمي هاجر الى فنلندا، الكثير يعتبر هذا المنجز الحياتي نعمة لا بد أن يقتنع بها الانسان، فكم من شاب يتمنى اليوم الهجرة الى بلاد الله بعد التخرج من كليته، وكأن العراق لا يستحق نجاحات أولاده، أشعر به بكى، وقال: وكأنك بنفسي، وأعتقد أن مثلك لا يحتاج الى حوار، لقد أدركت معناي.
 اليأس يا أخي، لا يحتاج الى مدينة، فكل مدن العالم لها أرضية خصبة لليأس، وما نفع الصمت وبعض الصمت ذليل، هل تدرك أن صمتك في بلادك يختلف عن صمتك في مدن العالم؟ لا أحد يستطيع أن يسرق صوتي وصمتي، فما نفع المرايا وعينك ليست معك، بلادي المسلمة تحتل باسم الدين، عصابات خرجت من متاحف ميتة لتحول العراق الى مقبرة عقول متحجرة، سورت فكرها بالموت، تقدر أن تقتل وتحرق، فهل شعر بما يؤلمني، انها تتحدث باسم مذهب السنة، أردت أن أرفع صوتي قلت: نصرة الحسين لا تحتاج الى هوية، تحتاج الى ولاء انساني الى مسؤولية، فلذا صغت من ثقافتي تربيتي انسانيتي هوية موقعة من الحشد الشعبي، قل سنتحاور في هذه المسألة أيضاً: هل نقف عند حضور أبله لطائفية زرعها البلهاء، وطني يُسلب، يناديك، يستغيث بغيرتك وتاريخك وتاريخ بيتك، ولتكن من أي طائفة، فأنت ابن العراق، تلك التي تستغيث بك لتنقذ عرضها هي ابنة بلدك ابنة انسانيتك، هل يُعقل أن تتركها؛ لأنها ليست على دينك، كيف يفرقنا دين وهو الذي جاء ليجمع الإنسانية.
 قلت يوماً لصديقي: أريد منك أن تهديني راية الحسين، عساها تقبلني شهيداً، الشهادة هوية، لا أحد يستغرب وجودي بينكم أيها الشيعة، فقد كان في طف الحسين عثماني الهوى، ونصراني، وتركي، هل أرتدي راية الحسين؟ نعم سأرتديها وأتعصب بها، وأنا الرجل الذي أريد أن أقول: ليس في العراق طائفية، نعم، ارتديت راية الحسين، وحين لبستها ناديت (لبيك يا حسين)، ويكفي أني اليوم شهيد.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169539
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29