• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العطلة الصيفية"كيف نستثمرها؟ .
                          • الكاتب : نعمت ابو زيد .

العطلة الصيفية"كيف نستثمرها؟

  عندما نقول "عطلة صيفية" يتبادر مباشرةً لذهننا اللعب،والذي هو مصدر المرح والترفيه للأطفال بعد مرور عام دراسي متعب وشاق ومقيّد نوعاً ما،فتأتي هذه الفسحة الزمنية لتكون فسحة أملٍ لهم، فاللعب مطلب هام وضروري للطفل في مرحلة الطفولة لأنه من خلال اللعب نعطيه فرصة للتعبير عن قدراته الحركية واللغوية والعقلية فيكتشف من خلالها طاقاته الإيجابية.كما وله تأثيرات في تنمية الشخصية لأنه يخلق مساحة من الفضاء الحرللحركة والتفكير والتواصل وكل ذلك يؤثر في الجسم والعقل وتطوّرهما.
على قدر هذه الأهمية التي ذكرناها،علينا أن نستثمر هذه العطلة في تقديم كل الوسائل والظروف التي تجعلنا نوفّر لهؤلاء الأطفال ما يُشبع حاجاتهم وبالتالي تفريغ طاقاتهم الكامنة التيفي غالب الأحيان تكون مُنتجة وممهّدة لأمور تربوية_تعليمية_ذهنية واكتشاف موهب وغيرها.
وتؤكد النظريات التربوية والنفسية أنّ الإهتمام بالجانب الترفيهي -التعليمي للطفل يُسهم بصورة كبيرة في بناء وتطوير شخصيته وتدعيم إرادته وطاقته نحو النجاحوالعيش بإيجابية في الحياة.
كما تشير تلك الدراسات إلى أنّ الأنشطة الصيفية سواء كانت رحلات،مسابقات ،مسرحاً، رسماً،جميعها تعمل عى الطاقة السلبية لدى الطفل.ومع وجود هذه الطاقات الكبيرة علينا أن نستثمرها ونوجهها في الإتجاه الصحيح وألا نكبتها ،كما ويجب أن نفرّغ له المخزون الذي يحمله من ضغوط نفسية تراكمت نتيجة الضغوط الدراسية  والإجتماعية طيلة العام الدراسي،فهنا يأتي الجانب الترفيهي في الأنشطة الصّيفية الذي يقوم على تفريغ طاقاته مما يؤدي به إلى الإستمرار للحصول على مزيد من ألوان النجاح والفاعلية.
- ثم يأتي السؤال هنا أنّه كيف يجب على الأهل التخطيط لقضاء العطلة الصيفية من قبل أطفالهم  بشكل إيجابي ومفيد ؟
في البداية لا بد للآباء أن يُدركوا أهمية هذه الفسحة كما أسميناها،فالآن أصبح هناك الكثير من القنوات والمراكز التربوية التي تحاول نشر التوعية والتثقيف الذي يخص هذا الجانب،إن كان من قنوات تربوية وأخصائيين أو مدارس أو أندية أو مراكز كشفية تُعنى في توفير جو مناسب وحاضن لهؤلاء الأطفال ،فبعض الأهل سيتوجهون إلى الأندية والمراكز التي تهتم بهذا الجانب ،أو الأندية المدرسية التي أيضا أصبحت متوفرة وفيها أقسام متعددة فيها الجانب الفني كالرسم والأشغال اليدوية أو الحِرف أو تعلّم اللغات أو بعض المهارات الحركيّة والجسدية كالسباحة وبعض الرياضات.وهنالك البعض الآخر من الأهل قد لا يستطيعون أن يُلحقوا أطفالهم بمراكز لسبب من الأسباب إن كا ن مادي أو مكاني أو غيرها ،فهؤلاء أيضا يمكنهم التخطيط بإيجابية من خلال الأمور المتوفّرة في المنزل ،من توفير غرفة فارغة أو زاوية من البيت يُمارسون فيها نشاطاتهم بحرية،وتأمين وسائل من خامات البيئة ويُمكن الإستعانة بالفيديوهات التعليمية التي تساعد على تعلُّم الإبتكار والإبداع وبالتالي يُفرّغون طاقاتهم بأمور مفيدة .ولا ننسى دائماً عامل التحفيز والتشجيع الذي يُعطيهم دفعاً إيجابيا للتقدم والتطور أو مشاركتهم ألعابهم وأوقاتهم.
بماذا يجب أن تتميّز الأنشطة الصيفية بالنسبة للأطفال؟
عند اختيار الأنشطة يجب أن نضع في الحُسبان أن تحمل بُعدين لأهميتهما ،بحيث أن تكون تعليمية في قالب ترفيهي (يُمكن أن تتضمن قيم إجتماعية أو قيم أخلاقية،أو أن تعلّم المهارات الذهنية كالتحليل والتركيب والتفكير،فمن الجميل جداً أن نقدّم مثلاً معلومات ثقافية من خلال الحزازير أو ألعاب الإكتشاف،وكمثال،لنفترض أننا نُريد أن نُكسبه قيمة الصّدق قد نستخدم لعبة "البازل"(لعبة التركيب)لتركيب الصور التي تتناسب معها أم نسرد لهم قصة عبر مسرح الدمى أو العرائس،وإذا كان بعمر العاشرة وما فوق ربما يقوم يتركيب كلمات حديث يدل على هذه القيمة وهكذا ،كما ويوجد الكثير من النماذج كالمباريات،أو المتاهة وغيرها...
كيف يُمكن التعامل مع العطلة الصيفية في ظل خصوصية انتشار وباء كورونا ؟
إنّ أحوج ما نحتاج إليه في هذه السّنة الإستثنائية التي كانت مليئة بالضغوطات النفسية والجسدية والصّحية والتعلم عن بُعد هو قضاء عطلة صيفية مليئة بالأنشطة الرفيهية لتفريغ كل الطاقة السلبية التي رافقت أطفالنا طوال هذا العام الدراسي حيث قضوا وقتهم خلف الشاشات دون حراك ليتلقّوا فقط المعلومات،لذلك يجب التعويض بشتّى الطّرق إن كان من خلال الأندية المدرسية والكشفية وغيرها التي تُراعي التباعد الإجتماعي وتقليل عدد الأطفال في المكان الواحد واستخدام التعقيم والأماكن المفتوحة كالطبيعة .ونح الآن أصبحنا في وقت انتشرت فيه النوعية بشكل ممتاز وأصبح الأطفال متعونون من هذا الجانب ويراعون عكس بداية انتشار الوباء .
وإن كان الأهل هم من سيتصدّون لمهمة  التعامل مع العطلة أيضاً عليهم اختيار الأنشطة المُفرحة وفي الطبيعة والإبتعاد عن الإكتظاظ السّكاني.
نتمنى لأطفالنا وللجميع أياماً سعيدة كلّها فرح ونشاط ونسأل الله أن يتلطّف بنا ويزيل هذا الوباء نهائياً..
 
                                                                                                                         والله وليّ التوفيق




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169893
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28