• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض

من دعاء يوم دحو الارض (اَللّهُمَّ داحِيَ الْكَعْبَةِ، وَفالِقَ الْحَبَّةِ، وَصارِفَ اللَّزْبَةِ، وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَة أسألُك في هذا اليوم من أيامِك التي أعظَمتَ حقها وقدّمتَ سَبْقَها وجَعَلْتَها عِندَ المؤمنين وديعةً وإليكَ ذَريْعةً وبرحمتِكَ الوسيعَةِ).

السؤال ما علاقة دحو الارض بالكعبة؟ يلخص الجواب الامام الصادق عليه السلام عندما سأله الابرش الكلبي، فقال: يا أبا عبد الله أخبرني عن قول الله تعالى: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" (الأنبياء 30)، بما كان رتقهما وبما كان فتقهما؟ فقال أبوعبد الله: يا ابرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لاتحد، ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجاً ثم أزبدَ فصار زَبَداً واحداً فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلاً من زبد، ثم دحا الأرض من تحته فقال الله تعالى: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ" (ال عمران 96).

قال الله سبحانه وتعالى "إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ* فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" (الأنعام 90-91). ورد أن الفلق هو الشق أي يشق حب سنابل النبات فينمو النبات ويخرج الثمر. وهكذا فالله سبحانه مخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي. يشق الله سبحانه الصباح من ظلمة الليل الذي جعله سكنا مريحا للنائم مع ان الارض تتحرك ولكن الله جلت قدرته جعل الانسان لا يشعر بحركتها، وخلق الشمس والقمر بحساب موزون، و ذكر الله تبارك وتعالى ذلك في سورة الشمس "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا" (الشمس 1-6).

جاء في تفسير المعاني فان اللزب هو الطريق الضيق. ولزب الشئ تماسك، ولزب الطين اي صلب، ولزب العيش اي ضاق، ولزب المال أي قل. وبالتالي ففي الدعاء يسأل العبد أن يصرف عنه اللزبة أي ضيق العيش ونقص المال وكل ما يضيق على الإنسان. قال الله تعالى "سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا" (الطلاق 7). وجاء في الدعاء (وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ)، و (اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ)، و (واغنني بفضلك عن من سواك).

الكرب هو الشدة. ورد أن العباس عليه السلام كان كاشف الكرب عن وجه اخيه الحسين عليه السلام عندما ينظر الى وجهه ينكشف كربه أي شدته وينبسط وجهه. لذلك عندما استشهد العباس عليه السلام قال اخيه الحسين عليه السلام: الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي. لذلك يسأل العبد في دعاء يوم دحو الارض ان يكشف عنه كل شدة ويجعل حياته مبسوطة. جاء في الدعاء (يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي، وفرج كربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=169939
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 06 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28