• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من أروقة الحياة.. .
                          • الكاتب : هاشم الصفار .

من أروقة الحياة..

الوعي الانساني:
 أكثر الأمور فتكاً بالمجتمعات هي الجهل، ومواكبة الحمية والعصبية، والنعق مع كل ناعق، وهذا ما يسمى انتشار النار في الهشيم، بحيث لا يبقى لصوت عقل من سامع ومتعظ، فليس من مهامنا النقل المجرد بقدر استعمال العقل والتعقل والتبصر وتمحيص المعلومة قبل إطلاق أبواقها، وهل في العمر متسع ومورد لرجوع الفرد للتأمل، واعادة ما اجترحه من شائعات وأخبار مفرغة من كل حقيقة وصواب؟
 قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «امشِ بدائك ما مشى بك»، فلا تتركن داء بلا دواء، ولا تحمل الأدواء وحالات النصب والأسقام أكثر مما تستحق، نعم انتشر فايروس (كورونا) وهو من أوبئة الدنيا وابتلاءاتها الفانية، إلا أن شريحة مندفعة قامت بمهمة نقل رهاب المرض أكثر مما قد يسببه المرض عينه، إما بأخذ تدابير مبالغ بها، وخارجة عن سياقات المألوف، وإما بنشر الأخبار السيئة فقط؛ لتهويل الأمور وادخالها في حيز إشاعة الخوف لا غير.
 المجتمع بحاجة الى الوعي الانساني العام الذي من شأنه إشاعة روح الهدوء والاطمئنان بين أفراده، فهناك حالات شفاء كثيرة وسيطرة تامة على المرض، وهناك عتبات الخير والصلاح سخرت كل امكانياتها في خدمة البلد، والأخذ بيده للخروج من هذه الأزمة وغيرها، فضلاً عن جميع الكوادر الطبية في وطننا الحبيب، وأهالي الخير الذين تسارعوا للوقوف الى جانب كل من يحتاج للمساعدة، والحمد لله العراق في طليعة البلدان التي سيطرت على هذا المرض، وتآزر أبناؤه صفاً واحداً ليخرج قوياً معافى بإذنه تعالى.

نسائم العطاء:
 تأخذ الصيرورة فهماً مصلحياً (إن كانت تعني المصلحة الفردية)، أو فهماً دونياً (إن كانت مشتقة من الدناءة)، وكلا الأمرين غير جادين ومخالفين في أن يعتمد الانسان على نفسه، ويجتهد في إنجاز ما عليه، أو ما يصقل ابداعه، ويضع لذاته حيزاً من فراغات هذا الكون المترامي الأطراف.
 كان ذلك مسمى لذوات تقترب بالتماس لتحصد وتستنزف الآخرين، ثم تبتعد رويداً لتعلن أمام الملأ انبثاق فجر إبداعي جديد وُلِدَ من عدم، ومن وراء الغيب..!
 الحياة برمتها نسيج مترابط من التأثر والتأثير، والتعلم والتعليم، وكلنا نرجو أن نكون متعلمين على سبيل نجاة، فلا معنى لنكران جهود بشر أعطوا وضحوا، فمن تكامل علامات الانسانية الحقة أن نفي بالدعاء، والكلمة الطيبة، والذكر الحسن لكل من رافقوا مسيرتنا في الحياة الدنيا، وأوضحوا ما لبس من أمر، وازاحوا ما اكتنفنا من عقبات، من معلمين ومربين ورفقاء درب وحرف وكلمة؛ ليكون للعيش لذائذه، وللأرواح سعادتها وانشراحها لكل نسائم العطاء التي مرت عبر نوافذ سني الحياة وبهجتها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170316
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20