• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نزهة ثقافية في جنائن التفسير (23) .

نزهة ثقافية في جنائن التفسير (23)

   (العَنَتَ): 

 قال تعالى: «ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ» {النساء/25} أصل العنت هو المشقة، عنت الرجل اذا دخلت عليه المشقة، وقد ورد في الآية بمعنى الزنا، وقيل هو الضرر الشديد في الدين والدنيا، وفي قوله تعالى: «وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ» {البقرة/220}  أي لحملكم على العنت، وهي المشقة.
 ويرى الفيض الكاشاني أن العنت هو الجهد والهلاك، وفسرها السيد مكارم الشيرازي في قوله تعالى: «وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ» {آل عمران/118} أي اصغاء ما يضمرونه، يحاولون دائماً أن يراقبوا تصرفاتهم وأحاديثهم كيلا يظهر ما يبطنونه من شر وبغض لكم، وآثار ذلك العداء والبغض يظهر في كلماتهم: «قَد بَدَتِ البَغضَاء مِن أَفوَاهِهِم».
 والعنت يقال للعظم المجبور بعد الكسر، إذا أصابه ألم وكسر آخر قد اعنته، وهذا النوع من الكسر مؤلم جداً، ولهذا يستعمل في المشاكل الباهظة والأعمال المؤلمة، ويرى العلامة مكارم الشيرازي العنت من العنوة: بمعنى الخضوع والذلة، وكان يقال للأسير العاني؛ لأنه خاضع وذليل بيد الآسر. 

(زَيْغٌ): 
  قال تعالى: « في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ» {آل عمران/7} يقول الشيخ الطوسي (قدس سره) في كتاب (التبيان في تفسير القرآن): إن الزيغ هو الميل عن الحق، الى ما ذهب يميناً وشمالاً، ويرى الفيض الكاشاني أن الزيغ ميل عن الحق كالمبتدعة، فيتعلقون بظاهرة أو بتأويل بأصل (ابتغاء الفتنة)، والزيغ: الضلال. 

(بَغْيًا): 
 قال تعالى: « وَمَا اختَلَفَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعدِ مَا جَاءهُمُ العِلمُ بَغْيًا بَيْنَهُم» {آل عمران/19} أي حسداً ونكداً ومعنى الفساد، وبغى الجرح: يعني اذا فسد، وسُمّيت الزانية بغياً؛ لأنها تطلب، وأصل البغي الطلب، والبغي طلب الاستعلاء بالظلم، وأصله من بغين الحاجة اذا طلبتها، وليس في الآية ما يدل على الذين اختلفوا بغياً كانوا معاندين؛ لأن البغي قد يُحمل على العدول عن طريق العلم، والبغاة الذين يطلبون التآمر على الناس والترأس بغير حق، والبغيّ الفاجرة؛ لأنها تطلب الفاحشة.


(تَعُولُواْ): 
 قال تعالى: «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ» {النساء/3} ويعني: أن لا تجوروا ولا تميلوا، ويُقال: عال الرجل يعول عولاً وعياله، إذا مال وحار منه عول الفرائض، وأن لا تعولوا:  أي أن لا تجوروا على النساء، وذلك أدنى أن تعولوا أي أن هذا العمل الاقتصار على زوجة واحدة، وعدم التزوج بثانية يمنع من الظلم والجور، ويحفظكم من العدوان على الآخرين، أن لا تميلوا عن العدل، وفي كتاب (غريب القرآن)، يرى أن لا تحوروا في النفقة من قولهم: تعول عول اللقطة الميل عن حد السهام المسماة عيل عيلة، فقر من عال يعيل، ومنه قوله تعالى: « وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى» {الضحى/8}.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=170354
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 8