• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع :  توبة(قصة قصيرة) .
                          • الكاتب : مجاهد منعثر منشد .

 توبة(قصة قصيرة)

 كان غارقاً في الجاه والسمعة والسلطان، ورئاسة العشيرة والمركز الوظيفي في جيش الكوفة, تنحَّى وسأل نفسه : ما بالك ياحُرُّ, تقاتل ابن فاطمة قرَّة عين الرسول وأنت ترجو شفاعة جدِّه المصطفى , اُفٍّ لكَ ياحُرُّ , اُفٍّ لكَ ياحُرُّ!
صاح المهاجر بن أوس: ما تُريد يا بن يزيد؟ أَتريد أَن تحمل؟
ـ صمت .
أَردف .. يا بن يزيد، والله، إنَّ أَمرك لمريبٌ، والله، ما رأيت منك في موقف قطّ مثل شيء أَراه الآن، ولو قيل لي: مَن أَشجع أَهل الكوفة رجلاً ما عدوتك، فما هذا الذي أرى منك.
ـ إنِّي ـ والله ـ أُخيّر نفسي بين الجنَّة والنار ـ ووالله ـ لا أَختار على الجنَّة شيئاً ولو قُطّعت وحُرقت.
امتطى جواده ولحق بالحسين , نزل سار خطوات ,سلم عليه .
رد الإمام السلام عليه .
نطق بصوت حزين : جعلني الله فداك يا بن رسول الله، أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع، وسايرتك في الطريق، وجعجعت بك في هذا المكان، والله الذي لا إله إلّا هو ما ظننت أنَّ القوم يردّون عليك ما عرضت عليهم أبداً، ولا يبلغون منك هذه المنزلة، فقلت في نفسي: لا أُبالي أن أُطيع القوم في بعض أمرهم ولا يرون أنّى خرجت من طاعتهم، وأمّا هم فسيقبلون من حسين هذه الخصال التي يعرض عليهم ـ ووالله ـ لو ظننت أنّهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك، وإنّي قد جئتك تائباً ممَّا كان منِّي إلى ربي, ومواسياً لك بنفسي حتى أَموت بين يديك، أَفترى ذلك لي توبة؟
ـ نعم، يتوب الله عليك ويغفر لك، ما أسمك؟
أنا الحُرُّ بنُ يزيد.
ـ أنت الحرّ كما سمّتك أُمّك، أنت الحرّ إن شاء الله في الدنيا والآخرة، انزل.
أنا لك فارساً خيراً منِّي راجلاً؛ أُقاتلهم على فرس ساعة وإلى النزول ما يصير آخر أمري. 
خيَّره الحسين قائلاً: فاصنع يرحمك الله ما بدا لك.
ألم يكن عالماً بنية القوم على قتال الإمام قبل توبته ؟
...........................
*للكاتب مجاهد منعثر منشد /المجموعة القصصية (ظمأ وعشق لله) , الفصل الرابع رحلة من المدينة إلى الكوفة, ص74ـ75.


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171133
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16