• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رحلة الإباء .
                          • الكاتب : سهى البهادلي .

رحلة الإباء

 بعد يوم مليء بالمصائب والأحزان نظرت السيدة زينب عليها السلام يميناً وشمالاً  لكنها لم تجد غير الأجساد المقطعة والرؤس المعلقة على الرماح  

والخيام التي أصبحت رماداً وعَليلٌ قد أنهكهُ المرض وصُراخ الأيتام والأرامل


أطفال تهرب من لهيب النار وتشكو الضمى، ونساء تبكي لفقدها الأحباب وهناك خيمة أبن سعد تضج بالمشاعر، 

رجال فرحين متهللين لقتلهم  الحسين أبن علي صاحب النفس الزكية، 

وماهي إلا طلعيةّ  الحادي عشر حتى اخذوا يحدون بِهم  أسرى إلى الكوفة، حرائر  المصطفى مقيدات بِحبال الغيْ والضلالة وفي مقدمة النساء  زينب الكبرى وكأنها كعبة متشحة بالسواد تلوذ بها النساء من كل جانب  هذه تقول سيدتي اين ولدي وهذه تنادي عمتي اين والدي وإذا بالسياط تتزاحم فوق متونهن وهن يلوذنّ بِها كالطيور التي تحتمي بالعُش، اسيرة وكافلة، 

رفعت رأسها ونظرت إلى رأس قمر العشيرة وهو مرفوع على رمح عالي وقالت اخي ابالفضل من يكفلني بعدك ياقمر العشيرة، 

اكملت طريق الحُزن حتى وصلوا الكوفة دخلوها وإذا بها تضجّ بالناس بينَ مَن أكله الندم لأّنه لم يتبع الحسين عليه السلام ، وبين من كان يغمره الفرح والضلالة لقتل أبي عبد الله  عليه السلام،

هذه قافلة الحُزن دخلت إلى الكوفة، نساء مقيّدات بسلاسل من حديد تقعُ إحداهُن على الأُخرى من شدة ألم السياط، وتعب المسير، عليل أكلت القُيود رقبته و انحلت السلال يديه فوق بعير يظلُع،

حرائر المصطفى يلذُنَ بِبعضهنَّ من عيون قوم قد اعمتهم السُلطة والجور، نادت بِهم أم كلثوم عليها السلام يا أهل الكوفة غُضوا أبصاركم عنا أما تستحيون من الله ورسوله أن تنظروا إلى حرم رسول اللّه وهُن حواسر… 

 أدخلوهم  على أبن زياد ووضعوا رأس الحسين امامه واخذ  يضربه ويشتم ويقول يوم بيوم بدر، وهنا  ردت عليه زينب عليها السلام بكلام افرغ عن لسان أبيها أمير المؤمنين عليه السلام كلام الحق الذي فضح يزيد واعوانه بِكُل شجاعة، فأتمت بذلك نهضة أخيها الحسين عليه السلام 

و اكمل بعدها علي بن الحسين بكلام ابكا بهِ كل عدواً وصديق  فَهَمَ ابن زياد بقتله فتمسكت به عمته  وقالت: إذا أردتَ قتله فاقتلني قبله ، 

تحملت عليها السلام جميع انواع الأذى والمصائب، بشجاعة ابيها وبسالة أمها وصبر  اخيها سيد الشهداء عليه السلام، واكملت طريق السبيِّ ابيةّ هاشمية غير مباليةٌ بالأعداء، وقد افهمت من بهِ الصممُ، 

ثم عادت و استذكرت دخولها الكوفة وهي أميرة في حمى والدها أمير المؤمنين عليه السلام وكيف انتهى بها الحال اسيرة بيد الأعداء 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171613
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18