• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشعائر الحسينية دلالات واهداف ونتائج ح13 الشعائر دلالاتها الروائية: .
                          • الكاتب : الشيخ محمود الحلي الخفاجي .

الشعائر الحسينية دلالات واهداف ونتائج ح13 الشعائر دلالاتها الروائية:

 ان المستند الذي قامت عليه الشعائر هو ما ورد من ادلة شرعية او من الأصول العملية او السيرة الشرعية او سيرة العقلاء،  والتي يراد منها إيصال اغراض الشعائر  وأهدافها  وما تحمل  من مضامين إلى الفرد الشيعي ، فهي تحمل سواء أكانت سلوكا معينا او فكرة معينة من خلال الأدوات اللفظية لها تعمل الى اثارة معاني وافكار وعواطف خاصة في نفوس المتلقين حيث تتضمن مواقفا واحداثا يراد منها الوصول الى غايات مقدسة وضعها المعصوم( عليه السلام ) حيث ان الشعائر هي وسائل وطرق للكشف عن حقائق ارادت الشريعة المقدسة كشفها واظهارها للاخرين بعد كانت غير  واضحة  وليس لها بروز ولا ظهور للجميع  ، فالشعائر ليست هي المطلوبة بحد ذاتها ولاهي الموضوع المراد تحقيقه بل هي طرق ووسائل كاشفة عن قضية ارادت الشريعة المقدسة كشفها وابرازها وذلك للمصالح التي تشتمل عليها٠

فدلالة الشعائر تأكيدها على الثوابت الدينية أمر واضح من خلال مظاهر الشعائر بكل صورها سواء كانت إقامة المأتم أو انشاد الشعر والرثاء على سيد الشهداء عليه السلام أو  التشجيع على البكاء وما يترتب عليه من أجر وثواب  او ما يخص الزيارة وغيرها، فتبدأ بالثوابت الدينية في الشريعة والمسلمة عند جميع المسلمين وان اختلفوا في بعض تفاصيلها والاعتقاد بيوم القيامة وانتهاءا بأهم ثابت مهم وهو القيادة الشرعية المتمثلة بالنبوة والامامة الالهية،  اضافة الى ما تحمله من ان الشعائر الحسينية تسبطن مسوؤلية الإنسان في الدفاع عن الدين وعن الهوية الشيعية وعدم الحياد عن خطوط هذه الهوية ٠
ومن دلالتها ايضا هو حملها للجانب العاطفي وتكريسه في نفس الفرد الشيعي لأن  الجانب العاطفي بوابة لقبول الجانب الفكري  العمل به، فنرى النصوص الروائية الخاصة بعموم الشعائر انها تبدأ بتوحيد الله والتركيز على عالم القيامة و على فروع الدين  ومن ثم تنتهي بثابت الامامة وصياغته فكريا و عاطفيا  ليعيش في وجدان الفرد الشيعي  وما مر على هذا الاصل والثابت من مصائب ومحن كي تعجن في روحه   ووجدانه وعواطفه وتذوب فيه وتصبح جزءا من شخصيته المعنوية.

الشعائر ومعالم الحق:
ان معركة كربلاء اختزلت ذلك الصراع الطويل بين الحق والباطل فقسمت ساحة الصراع الى قسمين:
 ـ الاول: ساحة الحق٠
ـ الثاني: ساحة الباطل٠

ومجالس العزاء والنياحة والبكاء والرثاء وغيرها من الشعائر اختزنت قيم ذلك الصراع بين الحق والباطل وان ذلك الصراع الذي كان في كربلاء نقلته تلك المجالس والمآتم ومسيرات المؤمنين الى قلوب هؤلاء وانعكس في نفوسهم وتمحور الناس حول هذين القطبين قطب الحق وقطب الباطل حيث ان الحق قيم ثابتة لا تتغير بمرور الزمن وان الباطل قيم ثابتة ايضا لا تتغير بمرور الزمن ولكل منهما اعوان وانصار، ومعركة الطف فصلت بين هذين الطرفين. 
والشعائر ايضا فصلت هذين الطرفين لأنها تحمل قيم الحق والباطل وبالتالي فانها تحمل دلالات الصراع الى نفوس القائمين بمن يمارس هذه الشعائر وتنعكس على سلوكياتهم فأنهم سيتعاطفون مع الحق ويتضامنون معه ويقفون الى جنبه ، ايضا سيرفضون الباطل والظلم والشر ويتخذون المواقف المناوئة ضده دائما وهذا امر سيلقي اثره في حياة الناس ، فأن الذين وقفوا مع الحق ولقادة الحق المتمثل بالامام المعصوم وهو الامام الحسين (عليه السلام) الذي هو محض الحق وبالتالي سيتشكل ولاء لهذا الحق ورفض للفساد والباطل والشر. هذه المعادلة مهمة وعالية المضامين لدلالات تلك الشعائر لأنهامعلم من معالم الحق ومعلم لرفض الباطل وبالتلي فأن احياء الشعائر في حقيقته احياء لقيم عاشوراء وهي في حقيقتها مواريث النبوات وهذا تتجلى حقيقته في زيارة وارث عندما نقرأ (السلام عليك يآادم صفوة الله السلام عليك ياوارث نوح الله نبي الله...السلام عليك ياوارث محمد حبيب الله)٠
ولولا هذه الشعائر لأندثرت قيم الأنبياء وكانت في خانة النسيان ولكن هذه الشعائر هي التي حفظت لنا مواريث الانبياء والتي تجسدت في يوم  عاشوراء ٠

شيخ محمود الحلي الخفاجي/ ١٨صفر/ ١٤٤٢هج




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172152
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19